اجتماعات عسكرية روسية فرنسية في جنيف لمناقشة الملف السوري بالتزامن مع زيارة لودريان إلى موسكو

موسكو ـ جنيف / وكالات

تقارب فرنسي روسي إزاء القضية السورية عكسه لقاء موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، واجتماعات عقدت بالتزامن بين مسؤولين من الجانبين في جنيف وتناولت إطلاق مبادرة بمشاركة دول متدخلة بالقضية السورية، وتتعلق بإيجاد تسوية في سوريا بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.

وخلال لقائهما في موسكو أعرب وزيرا خارجيةِ روسيا سيرغي لافروف وفرنسا جان إيف لودريان عن أملهما في تحقيق تسوية سياسية والقضاء على تنظيم داعش في سوريا.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك: إن الجولة السابعة لمسار أستانة ستعقد في الثالث عشر والخامس عشر من الشهر الجاري.

وأعرب الوزير الروسي عن أمله في التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، مؤكداً أن ثمة تقدماً كبيراً في استقرار الوضع في سوريا بفضل مناطق خفض التصعيد.

وأشار إلى أن روسيا تتقاسم وشركاءها الفرنسيين الهواجس المتعلقة بفـرار من وصفهم بالإرهابيين من سوريا نحو أوروبا وروسيا، وترى أنه لا بديل عن القضاء عليهم في سوريا، وفق تعبيره.

أما نظيره الفرنسي فقال: “إننا نقترب من مرحلة الحديث عن مستقبل سوريا ما بعد تنظيم داعش”.

بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي إيف جان لودريان إلى موسكو، عقد مسؤولون فرنسيون وروس اجتماعات في جنيف تناولت إطلاق مبادرة بمشاركة دول متدخلة بالقضية السورية تتعلق بالتسوية في سوريا بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.

وأضافت الوكالة أن الاجتماعات الفرنسية الروسية التي رأسها عن الجانب الروسي المندوب الدائم في جنيف أليكسي بورو دافكين، بينما رأسها عن الجانب الفرنسي نائب المستشار الدبلوماسي للرئيس أوريليان ليشي فاليير، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارتي الدفاع للبلدين.

وأشارت إلى أن النقاشات كان عنوانها الرئيس “آفاق التسوية السياسية في إطار عمليتي أستانة وجنيف، والمساعدات الإنسانية للسكان في سوريا”.

ونقلت عن المندوب الروسي قوله: إن “المشاورات جرت في جو جيد، وأظهرت تقارب المواقف الروسية والفرنسية في العديد من القضايا التي تواجه المجتمع الدولي فيما يخص محاربة الإرهاب وإحلال السلام على الأرض السورية”.

وأضاف المسؤول الروسي أن الاجتماعات الفرنسية الروسية تناولت أيضاً النجاحات العسكرية الأخيرة في محاربة “داعش” على الأراضي السورية، والتوصل إلى المصالحات المحلية في “مناطق تخفيف التصعيد”.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، كشف مؤخراً أن مجموعة اتصال جديدة بشأن سوريا، ستعقد اجتماعاً في الأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الجاري، معلناً أن أولوية السياسة الخارجية لبلاده هي مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن بلاده ترى الأسد “عدوّاً” للشعب السوري، و”ليس عدوّاً لفرنسا”، وأن أولوية باريس هي “الالتزام التام بمحاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سوريا دولة فاشلة”.

وبعيد اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أطلق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان تصريحات مناقضة لتصريحات كان أعلنها في وقت سابق حول موقف فرنسا من رحيل بشار الأسد، وتمثل عودة إلى الموقف الذي كان عبر عنه الرئيس إيمانويل ماكرون من أن رحيل بشار الأسد ليس شرطاً مسبقاً للانتقال السياسي.

وقال الوزير الفرنسي: “لقد أكدنا سابقاً أنه من أجل البدء بعملية الانتقال السياسي لا يجب المطالبة بشروط مسبقة، أي رحيل الأسد”، مضيفاً أن “فرنسا أكدت سابقاً أن الأسد ليس هدفاً في عملية التغيير السياسي”.

وكان لودريان دعا إلى انتقال سياسي في سوريا لا يشمل بشار الأسد، بعد سلسلة مواقف متباينة إزاء القضية السورية، وقال لإذاعة “آر تي إل” الخاصة: “لا يمكن أن نبني السلام مع الأسد، لا يمكنه أن يكون الحل”.

وتتناقض مواقف ماكرون تناقضاً حاداً مع مواقف الإدارة الفرنسية السابقة، والتي كانت تشدد على أهمية رحيل الأسد لحل المسألة السورية.

وعلى رغم ما بدا خلال تصريحات لافروف ـ لودريان من عدم تقبل روسيا للمبادرة الفرنسية المتعلقة بإقامة مجموعة عمل دولية للتسوية السورية، إلا أن الجانب الروسي يسعى إلى تعزيز التعاون مع فرنسا فيما يخص القضية السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى