حراك دبلوماسي روسي يستبق جولة أستانة السادسة وخرائط مناطق تخفيف التوتر على الطاولة

خاص راديو الكل ـ تقرير

حراك دبلوماسي روسي مكثف يستبق جولتي أستانة وجنيف عنوانه الأبرز استمرار الضغوط على المعارضة إقليمياً من أجل الانخراط في الحل السياسي الذي تصوغه روسيا التي يدعم طيرانها الحربي تقدم قوات النظام ومليشيات إيران في تقدمها في مختلف المناطق تحت ذريعة محاربة الإرهاب، ويتركز هذا الحل على إعادة إنتاج النظام وإجراء مصالحات وإقامة مناطق تخفيف توتر معزولة ومدمرة.

أولوية محاربة الإرهاب التي اتفق عليها دولياً ولا سيما بين الولايات المتحدة وروسيا وأخيراً فرنسا، كانت ترجمتها الأولى إعادة إنتاج نظام بشار الأسد، وهو ما سعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تسويقه خلال زيارته الأخيرة لكل من السعودية والأردن.

الوزير لافروف كان أعلن من عمان في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأردني أيمن الصفدي أن السعودية جادة حقاً في تسوية الأزمة السورية، مضيفا أن الرياض دعمت عملية المفاوضات السورية في أستانا، وقد تحقق ذلك في بداية عملية أستانة، عندما قامت روسيا وتركيا وإيران باستحداث هذه العملية، وبعد انطلاقها تلقينا من السعودية تأكيدات بأنها تدعم هذا الإطار، وأنها مستعدة للتعاون في إقامة مناطق تخفيف التوتر وتنفي غيرها من المبادرات التي تستحدث في أستانا.

وكان لافروف أكد بعد لقائه مع نظيره السعودي عادل الجبير في جدة أمس الأول، أن روسيا تدعم جهود السعودية لتوحيد المعارضة السورية في وفد موحد، موضحاً أن هذه الجهود تساهم في تقدم المفاوضات في جنيف.

وتقول مصادر المعارضة: إن الواقعية السياسية التي يتحدث عنها لافروف تريد ضم منصتي موسكو والقاهرة إلى وفد المعارضة في وقت ترفض فيه منصة موسكو مناقشة مصير بشار الأسد، وتصر على الإبقاء على الدستور الذي وضعه النظام في العام 2012، وتؤكد المعارضة تمسكها بمبادئ الثورة وتقول: إنها لم تتعرض لضغوطات من السعودية.

التحركات الروسية مستمرة في خطوطها العريضة وآخرها الترويج لإنهاء ملف مناطق تخفيف التوتر في جولة أستانة القادمة “التي هي نتائج اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران” من خلال وضع خرائط نهائية لها بعد إنجاز منطقة تخفيف التوتر الرابعة في إدلب التي سيكون لتركيا دور عسكري مباشر بحسب ما أكده مسؤول غربي لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقابل موافقة تركيا على أن يكون لإيران نفوذ حول دمشق وبين دمشق وحدود لبنان.

ولفتت الصحيفة، إلى أن موسكو تسعى لمنع احتكاك قوات “النظام” مع الأتراك، والفكرة الأرجح، أن تصل القوات التركية إلى حدود أوتوستراد اللاذقية – حلب، مقابل بقاء قوات روسية جنوب الأوتوستراد لتعزل المعارضة والأتراك عن قوات الأسد وحلفائها.

وبحسب المسؤول الغربي، فإنه من المقرر إقرار هذه الصفقة في 14 و15 الشهر الحالي في أستانة، على أن يسبق تطبيقها عملية برية لفصائل المعارضة ضد «هيئة تحرير الشام» تحت غطاء جوي روسي وتركي نهاية الشهر الحالي، بعد عزل إدلب عن محيطها في حلب وحماة واللاذقية، مع ترك احتمال لقيام مجلس مدني وإرسال مساعدات إنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى