بعد أن طلق ابنته، الجعفري يتهم النمس بإضعاف الشعور القومي ويزج به في السجن

 راديو الكل ـ وكالات

لم يشفع للممثل السوري مصطفى الخاني ولاؤه التام للنظام السوري وتشبيحه الدائم لـ “بشار الأسد” وبقية رموز النظام، حيث قاده الخلاف مع مندوب النظام الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، والد زوجته السابقة، إلى الاعتقال بعد ساعات من التحقيق معه في شعبة الجرائم الإلكترونية، بعد دعوى وجهها له الأخير واتهمه فيها بإضعاف الشعور القومي وتعكير الصفاء الوطني.

ذكرت صحيفة الوطن التابعة للنظام أن الممثل السوري مصطفى الخاني الملقب بالـ”النمس” اعترف بتهجمه على مندوب النظام الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، متهماً إياه بالفساد.

وأضافت أن الخاني قضى ليلته الأحد في السجن، في تحقيق استمر ست ساعات، اعترف خلاله بنشر “الرواية” التي تهجم خلالها على الجعفري، مطلع الأسبوع الماضي.

وتم استدعاء النمس أول أمس إلى إدارة الأمن الجنائي قسم الجرائم الإلكترونية للتحقيق معه، وذلك بعد قيام الجعفري برفع دعوى قضائية بحقه تتهمه بالتشهير والقدح والذم والنيل من هيبة الدولة.

وبناء على التحقيق، وبعد صدور قرار من النائب العام تم سجن الخاني في إدارة الأمن الجنائي بالمعضمية ليلة الأحد، وأحيل صباح أمس مع الضبط ومحضر التحقيق إلى القصر العدلي في دمشق حيث تستكمل إجراءات الدعوى القضائية.

وكان الخاني (الذي اشتهر بدور النمس في مسلسل باب الحارة) قد نشر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قصة اتهم خلالها السفير الجعفري بجملة من الاتهامات، ما دفع بالجعفري إلى الدفاع عن نفسه بالقانون.

يذكر أن الخاني كان متزوجاً من ابنة السفير الجعفري قبل أن تطالبه الأخيرة بالطلاق، وقد حصلت عليه منذ أسابيع قليلة.

وأشارت وسائل إعلام معارضة نقلاً عن مصدر مقرب من الخاني بأن الأخير “تم استدعاؤه للتحقيق معه، لكن عناصر من الخارج ساقوه إلى مكان مجهول بعد تجريده من هاتفه”، مضيفة أن الجعفري عقد في اليوم ذاته لقاء مع وزير العدل التابع للنظام مدة تتجاوز الساعة، للضغط عليه في القضية نفسها.

ويعود ذلك إلى الاتهامات التي نشرها الخاني عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك”، والتي روج فيها لاستغلال الجعفري لمنصبه، وتجاوز القضاء، والتشبيح الذي يقوم به المسلحون التابعون له، ولاسيما ما قام به ابنه أمير الجعفري بحق أحد العساكر على أحد الحواجز، وذلك لأسباب وخلافات شخصية.

اللافت هنا بحسب “موقع المدن” أن صحيفة “الوطن” وصفت الوقائع السابقة بأنها “اختلاق” للأحداث من طرف الخاني الذي اعترف بهذه “الجريمة” خلال التحقيق، وأن ما قام به الجعفري كان “الدفاع عن نفسه بالقانون” لتفنيد جميع الأكاذيب ضده، بينما يفيد محضر التحقيق المسرب إلى سخرية الخاني أكثر من مرة من الجعفري والاتهامات ضده، بشكل يبرز تسابق الطرفين على الوطنية واتهام الطرف الآخر بالخيانة، لكونهما ينتميان إلى البيئة الموالية نفسه.

في معرض دفاعه عن نفسه ضد اتهام الجعفري له بـ”محاولة النيل والتشهير بقامة كبيرة من قامات هذا الوطن” وأنه من داعشيي الداخل، رد الخاني خلال التحقيق: “هل أصبح لدينا بحسب مقاييس الجعفري قامات وطنية كبيرة وقامات وطنية صغيرة”.

وقال موقع المدن: إن هذه الحادثة، ومن قبلها حوادث سابقة مثل خلاف مراسل التلفزيون السوري شادي حلوة مع العقيد سهيل الحسن، تمثل إشارة إلى الاختلاف في وجهات النظر بين الموالين للنظام والنظام نفسه.

وأضاف أنه بينما يصدق الموالون الضخ الدعائي للنظام والقائم على فكرة الوطنية والمساواة التي ينشرها النظام بين المواطنين لتحقيق العدالة الاجتماعية بعكس “المعارضة “، يقوم النظام نفسه على مبدأ وحيد هو تقديس الأشخاص كرموز وطنية لا يمكن المساس بها، ووفق هذا المبدأ يشكل المواطنون مجموعة من الخدم للطبقة الحاكمة في أفضل تقدير، ولذا لا يحق لأي فرد حتى لو كان شديد الموالاة مثل الخاني، أن يعبر عن حبه للبلاد أو ولائه لها خارج مفاهيم الدولة الأسدية البعثية الأصلية نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى