قوات النظام تجتاز نهر الفرات ومجلس دير الزور العسكري يهدد

أعلنت قوات النظام أنها اجتازت نهر الفرات نحو ضفته الشرقية بالتزامن مع مواصلة طيران روسيا الحربي قصف مناطق شرق الفرات التي كان المجلس العسكري لدير الزور المدعوم من قوات التحالف أعلن أن تلك المناطق ستكون هدفاً لمعركة عاصفة الجزيرة، ما يشير إلى احتمال وقوع معارك بين الجانبين إن لم يكن هناك تنسيق من نوع ما بين كل من روسيا والولايات المتحدة.

أكدت “القناة المركزية لقاعدة حميميم الجوية” أن “انتقال المعارك البرية إلى الجهة الشرقية من نهر الفرات في دير الزور تم حقاً مع دخول طلائع القوات الراجلة بانتظار وصول الجسور لعبور الآليات المدرعة”.

وذكرت صحيفة الوطن التابعة للنظام أن قوات النظام ومليشيات إيران اجتازت نهر الفرات إلى الضفة الشرقية في دير الزور بمشاركة وحدات “الضفادع البشرية” التابعة للقوات البحرية في أول مشاركة فاعلة لها في العمليات البرية، وذلك بعد أن تعمد التحالف الدولي تدمير جميع الجسور على نهر الفرات.

ويعد هذا التقدم بمنزلة تجاوز لخطوط أعلنها المجلس العسكري لدير الزور المنضوي في إطار قوات سوريا الديمقراطية، والذي أطلق معركة عاصفة الجزيرة ووضعت خطوطاً لها تتمثل بالوصول إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، كذلك قالت قوات النظام ومليشيات إيران: إن هدفها يقتضي تحرير البقعة نفسها من الأرض التي لا تزال تحت سيطرة إرهابيي “داعش”.

وكان نائب قائد قوات التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، اللواء روبرت جونز أعلن في وقت سابق أنه لن يسمح لقوات النظام بعبور نهر الفرات في دير الزور، ونقل عنه أيضاً تهديده بتدمير أي وحدات لهذه القوات إذا ما حاولت عبور نهر الفرات.

وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية: “إن معركة “عاصفة الجزيرة” هدفها استكمال السيطرة على كامل منطقة الجزيرة السوريّة”.

وأضاف بالي لراديو الكل، أن منطقة الجزيرة السوريّة تنتهي عند الضفّة اليسرى لنهر الفرات، والتي تضمّ المنطقة الشرقيّة من النهر وشمالي مدينة دير الزور.

وبيّن المسؤول أن نهر الفرات سيكون الخط الفاصل بين سوريا الديمقراطية وقوات النظام، بمعنى أنه ليس هناك أي خطوط تماس مباشرة للاشتباك مع قوات النظام.

ولم يستبعد المعلق السياسي لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية فلاديمير موخين أن يؤدي التنافس الجيوسياسي بين روسيا والولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى صراع عسكري.

وقال: إن الاقتحام الناجح الذي قامت به قوات النظام، بدعم من طيران روسيا الحربي وقواتها الخاصة لمدينة دير الزور، يكتسب أهمية استراتيجية، لكن ذلك لا يعني أن العمليات العسكرية على وشك الانتهاء، فالكفاح المسلح ضد “داعش”، الذي يخوضه النظام وقوات التحالف، التي تقودها الولايات المتحدة في شرقي البلاد، يهدد بالتحول إلى صراع مسلح بين سوريا وروسيا من جهة، والقوات الكردية والأمريكية من جهة أخرى.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه قوات النظام اقتراب انتهاء التطهير الشامل لجميع دير الزور من براثن الإرهابيين، وتطوير هجوم جيشها بعد عبور نهر الفرات في الاتجاه الجنوبي–الشرقي، حيث تقع حقول النفط الرئيسة في المحافظة، فإن الأمريكيين يسرعون إلى هناك بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية التي هرعت إلى دير الزور، وبدأت التضييق على إرهابيي “داعش” في الشرق والشمال من نهر الفرات”.

وتفيد تقارير إعلامية كردية بأن هذه القوات “لا تعتزم الدخول في قتال مع قوات النظام ولكنها عند الحاجة مستعدة للرد بالنار”، ويمكن الافتراض أن قوات النظام سوف تقوم بالشيء نفسه، ولذا فإن تفاقم الصراع بين النظام والأكراد بات أمراً ممكناً للغاية، ولا سيما أن “قوات سوريا الديمقراطية”، تظهر مزيداً من التصميم وكذلك النظام الذي يبدو أنه مستعد لاتخاذ تدابير جوابية، أما روسيا فإنها لم تعلن موقفها بعد.

ويرى الخبير العسكري الروسي، الفريق يوري نيتكاتشيف أن هذه الحيثيات “مرتبطة بأهداف بعيدة المدى لواشنطن”، ويظن أنه إذا دخل الكرد إلى الجزء الأكبر من دير الزور قبل قوات النظام، فإن هذا يعني في الواقع الفعلي “استيلاء الولايات المتحدة على المنطقة الغنية بالنفط والغاز في البلاد”، وفي الوقت نفسه سوف يشكل هذا أساساً اقتصادياً للكرد للانفصال عن سوريا، كما يفعل كرد العراق حالياً. وإضافة إلى ذلك، إذا سيطر الكرد على دير الزور، فستكون الولايات المتحدة قادرة على ممارسة نفوذها، ثم إعادة الإرهابيين الذين قدموا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، إلى أوطانهم بهدف “زعزعة استقرار الوضع في هذه المناطق”، كما يقول نيتكاتشيف، ولاسيما أنه يلاحظ أنهم باتوا “يستسلمون لقوات سوريا الديمقراطية على نطاق واسع”.

ويشير الخبير العسكري الروسي إلى أن نجاح الكرد في دير الزور ممكن أن يعوقه عدد من العوامل، وأهمها في ظن الفريق نيتكاتشيف أن قوات النظام الآن أقوى من “قوات سوريا الديمقراطية” على الرغم من الدعم الأمريكي المكثف، كما “أن الأعمال الأمريكية على الأراضي السورية غير شرعية، في حين أن قوات الأسد توجد على أرضها، وتملك حق الحركة والهجوم حيثما تشاء”، كما يظن الخبير.

وصحيح أنه لم يجر التخطيط لأي انفصال عن سوريا بعد، ولكن حقيقة أن الكرد يزمعون إجراء انتخابات من دون التنسيق مع النظام هو أمر يثير التساؤلات، وإذا افترضنا حدوث ذلك، فإن كردستان السورية المستقلة ستحتل ما يقرب من ثلث أراضي سوريا، وستتحكم بمساعدة الأصدقاء من واشنطن، بأكثر من نصف الموارد الطبيعية في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى