ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

استمع الآن

من الخطأ الاعتقاد أن النظام على وشك إنهاء الحرب بنظر صحيفة ذا ناشيونال التي تضيف أن على اللاعبين الكبار ألا يستسلموا لفكرة أن بشار الأسد سيربح الحرب. وحول معاناة المدنيين في مدينة الرقة بسبب المعارك تكتب نيويورك تايمز أن أهالي المدينة محاصرون بين ألغام داعش وقصف قوات النظام والتحالف الدولي والروسي. بدورها تتساءل صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى متى ستواصل روسيا ممارسة سياستها المزدوجة، بأن تدافع عن “الأسد”، وفي الوقت نفسه تسمح لإسرائيل بإهدار كرامته والنيل من مكانته.

ففي الشرق الأوسط اللندنية كتب إبراهيم حميدي تحت عنوان “تفاهم أمريكي ـ روسي تحت النار: «الجزيرة السورية» مقابل دير الزور” ..السباق الأمريكي – الروسي مستعر على وراثة تنظيم داعش في الزاوية السورية – العراقية – التركية، لكنه مشفوع أيضاً بتفاهمات يرسمها الطرفان لحلفائهما على الأرض. «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن تسيطر على «الجزيرة السورية» شرق نهر الفرات مقابل سيطرة قوات النظام و«حزب الله» المدعومين من موسكو على مدينة دير الزور ومطارها.

صحيفة المستقبل اللبنانية تنقل عن محمد علوش رئيس الهيئة السياسية في «جيش الإسلام» أن “القصف توقف بشكل كبير في مختلف المناطق، وهناك مشاركة كبيرة من المعارضة في المؤتمر أستانة”.

بدوره، قال القيادي في «الجيش الحر» قائد حركة «تحرير وطن» في حمص، العقيد فاتح حسون: “سنطرح في أستانة ملفات تتعلق بقضايا تخدم الثورة السورية وتدين النظام وداعميه، ومتابعة آليات تطبيق بنود القرار الدولي رقم 2254، القاضي بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وفك الحصار، وإخراج المعتقلين”.

وكتبت صحيفة ذا ناشيونال تحت عنوان: على اللاعبين الكبار ألا يستسلموا للفكر القائل بأن بشار الأسد يربح، إن خريطة الحرب السورية تبدو الآن أكثر وضوحاً، فالنظام يوسع مناطق نفوذه باطراد، وقوات التحالف المدعوم من الولايات المتحدة تبتلع مناطق داعش في أجزاء كبيرة من شرقي سوريا، مسيطرة بذلك على منطقة فاعلة بدل سيطرتها على بؤر صغيرة، بينما تقلصت مناطق المعارضة ونفوذها السياسي تقلصاً كبيراً.

وتستدرك الصحيفة بقولها: إن هذه التغيرات لا ينبغي أن ينظر إليها على أساس استنتاج أن الأمور ستنتهي لمصلحة النظام بسبب المكاسب المتزايدة التي يحرزها واستحالة تحقيق أهداف المعارضة الأصلية.

تحدثت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أوضاع المدنيين في مدينة الرقة في ظل المعارك التي تشهدها لطرد تنظيم داعش منها وقالت: إن الحياة لم تعد ممكنة في الرقة؛ فمقاتلو داعش لا يسمحون لأهالي المدينة بالمغادرة، في حين أن الضربات الجوية التي تنفّذها طائرات التحالف تؤدي إلى مقتل المدنيين، إضافة إلى الألغام التي زرعها التنظيم حول المدينة، وهي تمنع المدنيين من المغادرة.

وتؤكد “نيويورك تايمز” أن وقوع سكان الرقة بين حصار في الداخل يفرضه مقاتلو التنظيم، الذين يمنعون خروجهم، وبين الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي، التي لا تفرّق بين مدني أو مقاتل في التنظيم، أدى إلى دفن العشرات من المدنيين تحت الأنقاض، في حين دفن أهالي المدينة العديد من المدنيين، بعد أن قُتلوا برصاص قنّاصي التنظيم في أثناء محاولتهم الهرب من المدينة.

من جانبها نشرت صحيفة “معاريف” العبرية مقالاً للكاتب والمحلل الإسرائيلي “يوسي ملمان” يتناول فيه دلالة استمرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد سوريا واكتفاء النظام بإطلاق التهديدات بالرد على إسرائيل، ويتساءل عن لغز الموقف الروسي الذي يدعم “الأسد” من ناحية ثم يسمح لإسرائيل في الوقت نفسه بتوجيه ضربات عسكرية ضد أهداف تابعة لجيشه.

يقول “ملمان”: “على رغم التهديدات التي كثيراً ما تطلقها سوريا إلا أنها في هذه المرة أيضاً لن ترد على الهجوم العسكري المنسوب لإسرائيل، على رغم أنه يختلف كثيراً عن الهجمات التي شنتها إسرائيل في السابق ضد أهداف سورية منذ اندلاع الحرب الأهلية الدموية هناك، والمستمرة منذ ست سنوات ونصف. علماً بأن إسرائيل قد شنت قرابة مئة غارة جوية ضد أهداف داخل الأراضي السورية”.

ويتساءل الكاتب الإسرائيلي: “حتى متى ستظل روسيا تغض الطرف عن الهجمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد أهداف سورية مما يُسيئ لمكانة نظام “بشار” ؟.. وإلى متى ستواصل روسيا ممارسة سياستها المزدوجة بأن تدافع عن “الأسد”، وفي الوقت نفسه تسمح لإسرائيل بإهدار كرامته والنيل من مكانته، خاصة في هذا التوقيت الذي تتزايد فيه ثقته بنفسه في ظل الإنجازات التي يحققها واستعادة سيطرته على مساحات واسعة من الدولة السورية؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى