أوضاع إنسانية سيئة في مخيم تل السمن بريف درعا الشمالي وغياب واضح للمنظمات الإغاثية

في إطار اتفاق تخفيف التوتر بالجنوب السوري الذي توصلت اليه عدد من الفصائل الثورية مع روسيا والأردن والنظام, بات حلم العودة إلى الديار قاب قوسين أو أدنى, حلم يداعب مخيلة أهالي مخيم تل السمن بعد أربعة أعوام على فراق بيوتهم وأراضيهم.

يشكل قاطنوا مخيم تل السمن قرابة نصف سكان قرية السحيلية البالغ عددهم ثلاثة آلاف نسمة, اختاروا الاستقرار فيها لقربها من قريتهم, تراها عيونهم ولو عن بعد, طردهم النظام منها بحجة أنها منطقة عسكرية

حياة جديدة اضطر إليها أهالي تل السمن, استقروا في مخيم يفتقد مقومات الحياة الطبيعية, فالمخيم يعاني من نقص في المياه, فأقرب بئر للماء تبعد نحو ستة كيلومترات وسط انعدام خدمات النقل وصعوبة المواصلات, حيث ينتظرون الصهاريج التي تؤمن لهم الماء بين وقت وآخر, وتقصير واضح من قبل المنظمات الإغاثية تجاه هذا المخيم المنسي بحسب ما يقوله أبو أحمد.

في مخيم تل السمن الواقع التعليمي ليس أفضل حالا من الخدمي, فلا مدارس ولا مراكز تعليمية حتى وإن كانت خيمة, تستقبل الأطفال ممن هم في سن الدراسة, لينضم مئات الأطفال إلى قافلة جديدة ممن خسرتهم مقاعد الدراسة, فأقرب مدرسة تبعد عن المخيم ثمانية كيلومترات ولا توجد وسيلة مخصصة لنقلهم الطلاب.

ما زاد المعاناة أكثر خطورة تعرض قاطني المخيم للدغات العقارب والأفاعي التي تباغت خيمهم, من دون وجود أي مشفى ميداني لعلاج المصابين باستثناء وجود نقطة طبية تبعد عن المخيم ثمانية كيلومترات.

غادروا بيوتهم وتركوا ممتلكاتهم ورزقهم, هاربين بأرواحهم وأطفالهم بعد أن حصد النظام كل شيء, على أمل بعودة قريبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى