ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل

مرحلة مفصلية تمر بها سوريا بحسب حنا صالح الذي أضاف في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن سباقاً محموماً الآن نحو اقتسام السيطرة على مناطق البلاد الغنية. وفي صحيفة الحياة تحدث رستم محمود عن أوهام إصلاح حضن الوطن، بينما أشارت صحيفة الديلي ميل إلى ما قالت: إنه خطة سرّية بريطانية ينفذها دبلوماسيون بريطانيون لمساعدة رئيس النظام في التهرب من العقوبات الجنائية بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها.

فتحت عنوان “سوريا عشية مرحلة مفصلية” كتب حنا صالح في الشرق الأوسط ..إن العد العكسي لآخر المواجهات المسلحة في شرقي سوريا وشماليها يتسارع، ومعارك الشرق السوري ضد إرهابيي «داعش» تتسع، والسباق والتعاون الروسي – الأمريكي على أشدّه، لاقتسام السيطرة على محافظة دير الزور الغنية وذات الموقع الاستراتيجي، وكل المعطيات تؤكد أن الجانبين الكبيرين ينفذان توافقهما المعلن.

ويضيف أن سوريا اليوم عشية مرحلة جديدة على رغم كل الوهن الشعبي والتعب والاقتلاع والتفتت، وعلى رغم تفكك القيادات وتشرذمها بوجه تحالف إجرامي غير مسبوق في احتضان الديكتاتورية ودعمها.

وقال: إن سوريا ما بعد داعش والنصرة ستشهد فتح ملفات المليشيات الطائفية؛ لأنها الوجه الآخر للإجرام الذي أُنزل بالسوريين، وهذا الأمر سيكون وثيق الصلة باستعادة كل الرهانات التي رفعتها ثورة السوريين، رهانات تحقيق الحرية والديمقراطية ورغيف الخبز، والسبيل معروف ومحدد وهو استعادة الحراك السلمي وتجاوز عيوب المرحلة الماضية التي تعيق استعادة الوحدة ونبذ التطييف.

وفي صحيفة الحياة كتب رستم محمود تحت عنوان “أوهام إصلاح حضن الوطن” مع توسيع النظام سيطرته العسكريّة، وتحصيله اعتراف عدد من الدول، فإن عدداً من «المعارضين» والشخصيات السوريّة من مختلف المستويات، صاروا يحاولون مصالحة النظام والانخراط في سياساته ومؤسساته.

يعرف النظام هؤلاء الشخصيات جيداً، يعرف أنهم لم يكونوا يوالون النظام في صميمهم في السنوات التي سبقت الثورة، وأن انشقاقهم لم يكن لخيارٍ وجداني وسياسي، بل فقط لإعادة ترتيب مواقعهم ومصالحهم، ولذا فالنظام يعرف أن عودتهم الأخيرة هذه، هي شيء من السعي لإعادة ترتيب أوضاعهم من جديد، بعدما فقدوا الأمل بقدرة المعارضة على توفير ما كانوا يأملونه.

ولذلك فالنظام يُسهل لهم الطريق نحو ذلك، طالما أن العلاقة بين الطرفين ستعود إلى ما قبل 2011، كُل شيء للنظام مقابل لا شيء لأي أحد.

كذلك فهم يعرفون غريزة النظام جيداً، ومدى البراغماتية التي كان وما زال يتعامل بها مع الفئات السياسيّة الهامشيّة والرديفة له، خصوصاً الفئات الطائفيّة والاقتصاديّة التي لا تواليه جوهرياً، فالنظام كان وما زال يقبل بهامش غير سياسي لها، طالما أنها تظهر مزيجاً من الولاء السياسي والذميّة الخطابيّة.

دوماً كان ثمة تجاهل متقصد لفهم بنية النظام وطبيعته، تجاهل وصل بعد الجرائم الفظيعة التي مارسها النظام في السنوات الأخيرة إلى عتبة المشاركة فيها، وإن من موقع المعارض والإصلاحي، فمجرد وجود هذه المواقع يوحي بأن النظام ينتمي إلى عالم الأنظمة السياسية الطبيعية، إذ إن موقعه وهويته نسبيتان وقابلتان للمناقشة العامة، وهو ما يشحنه بطاقة من الشرعية، وإن على جثث نصف مليون ضحية.

من جهتها كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن خطة سرّية بريطانية، ينفذها دبلوماسيون بريطانيون لمساعدة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للتهرب من العقوبات الجنائية بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها نظامه.

وجاءت هذه الخطة بحسب الصحيفة في وثيقة سرّية حصلت عليها الصحيفة، وتحمل توقيع وزير الخارجية بوريس جونسون.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذه المعلومات تأتي بعد أشهر فقط من استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية وتصريح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بأن الأسد “الإرهابي الأكبر” لدوره في الحرب التي ذهبت بأرواح ما يقرب من نصف مليون شخص.

وتنم الخطة البريطانية السرية عن ضمان استمرار الديكتاتور في الحكم في المستقبل المنظور وتجنّب ملاحقته قضائياً، وتُعدّ هذه الخطة تراجعاً كبيراً في موقف الحكومة الحالية من الأسد، حيث عبرت مراراً وتكراراً عن أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا وعن ضرورة رحيله.

الوثيقة المسربة تنص على أن بريطانيا توافق على بقاء الأسد في السلطة، ولكنه لا يستطيع أن يحكم سوريا إلى الأبد، وتضيف “هناك تغيير حاصل على رغم عدم وجود خطة تقاعد/ منفى متفق عليها للأسد”، وعدّ خبراء أمن أن الالتفاف البريطاني هذا أمرٌ مؤسفٌ، ولكنه محتم في ضوء الوضع السياسي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى