روسيا تصعّد لهجتها ضد الولايات المتحدة وتتهمها بالوقوف وراء إصابة ثلاثة من قواتها وبرفع منسوب نهر الفرات

بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، هي ضيف غير مدعو للوجود في سوريا، اتهمت هيئة الأركان الروسية الاستخبارات الأمريكية بالوقوف وراء عملية حصار مجموعة من قواتها قرب إدلب، بينما اتهمت وزارة الدفاع الروسية قوات التحالف بالوقوف وراء رفع منسوب نهر الفرات لإعاقة عبور قوات النظام إلى الضفة الشرقية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لا يزال ضيفاً غير مدعو للحضور في سوريا.

وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي، عقب مباحثات مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في نيويورك، أنه “مع اعتراف الجميع بواقع وجود التحالف الأمريكي في سوريا، إلا أنه لا يزال ضيفاً غير مدعو إلى هناك”.

وتقود واشنطن تحالفاً دولياً يضم أكثر من 60 دولة، تشن هجمات جوية ضد مواقع تنظيم “داعش” في سوريا والعراق منذ 2014.

وأضاف لافروف أن “الاتصالات بين عسكريي البلدين بشأن سوريا تتواصل من أجل منع نشوب أي نزاعات تعرقل تنفيذ خطط تحرير الرقة، واسترجاع دير الزور”.

من جانبها أعلنت هيئة الأركان الروسية إصابة ثلاثة عسكريين روس خلال اشتباكات اندلعت بعد محاصرتهم من قبل من أسماهم بمسلحي جبهة النصرة بالقرب من إدلب شمالي سوريا، متهماً الاستخبارات الأمريكية بالوقوف وراء هذه العملية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن سيرغي رودسكوي، رئيس دائرة العمليات العامة بهيئة الأركان الروسية، قوله: إن هجوم مقاتلي جبهة النصرة استهدف الشرطة العسكرية الروسية ومواقع قوات النظام في مناطق خفض التصعيد في إدلب، وكان بتحريض من الاستخبارات الأمريكية، ويستهدف الشرطة العسكرية الروسية.

وأضاف أن فصيلاً من الشرطة العسكرية الروسية تمت محاصرته بالقرب من إدلب، وتم فك الحصار عنه بعد صد هجمات المسلحين”. وفق قوله.

وأوضح المسؤول العسكري “أن الفصيل المكون من 29 شخصاً حوصر عدة ساعات، وتم صد هجمات المسلحين بمساعدة قبيلة محلية انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار”.

وأضاف المسؤول العسكري أن مجموعة من الشرطة العسكرية الروسية والقوات الخاصة التابعة للنظام وبدعم ناري من مقاتلات “سو- 25” قامت بفك الحصار عن الفصيل الروسي.

وأوضح المسؤول أنه “أثناء فك الحصار أصيب ثلاثة عسكريين روس بجروح”، مشيراً إلى عدم وقوع خسائر في الأرواح في صفوف القوات الروسية.

وبحسب المسؤول في الأركان الروسية، فإن “أحد الأهداف الرئيسة للمسلحين كان اختطاف فصيل من الشرطة العسكرية الروسية، كان ينفذ مهامه في إحدى نقاط المراقبة في هذه المنطقة بإدلب بصفة قوة مراقبة على تخفيض التوتر”.

وكانت وكالة تاس نقلت عن رودسكوي قوله: إن مقاتلي النصرة شنوا هجوماً واسع النطاق على مواقع قوات النظام في إدلب، بهدف إفشال ما أسماه بتقدمها الناجح عند دير الزور، بالإضافة إلى طرد الشرطة العسكرية الروسية من النقطة التي تشغلها لمراقبة تطبيق وقف التصعيد هناك.

وقال رودسكوي: “على الرغم من الاتفاقات التي تم التوقيع عليها في الـ15 من أيلول بأستانة، شن مقاتلو جبهة النصرة والوحدات المنضوية تحتها، الرافضة لتطبيق شروط نظام وقف إطلاق النار، هجوماً واسع النطاق عند الساعة الـ8 صباحاً من يوم الـ19 من أيلول، على مواقع قوات النظام شمال شرقي مدينة حماة في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وتابع رودسكوي أنه “ووفقاً للتقارير، فقد دفعت الاستخبارات الأمريكية بهذا الهجوم لوقف التقدم النشط لقوات النظام شرقي دير الزور”.

من جانها اتهمت وزارة الدفاع الروسية قوات التحالف الذي تقوده واشنطن برفع منسوب مياه نهر الفرات لعرقلة تقدم قوات النظام على الطرف المقابل من النهر.

ونقل موقع روسيا اليوم عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ”إيغور كوناشينكوف” قوله: “إن وضع المياه في نهر الفرات كان معقداً إلى حد كبير، وما أن بدأت قوات النظام عبور النهر وفي ساعات قليلة حتى ارتفع منسوب المياه في نهر الفرات وزادت سرعة التيار ضعفين ولغاية مترين في الثانية”.

وقال المسؤول الروسي: إن منسوب المياه لا يمكن أن يرتفع إلا في حالتين؛ هطل الأمطار أو تصريف المياه المحتجزة في مسطحات مائية ضخمة تخضع بطبيعة الحال لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال نهر الفرات وهو المصدر الوحيد لهذه التغيرات.

وأضاف أن “تقارير قادمة من قادة ميدانيين في المنطقة توضح تعرض القوات باستمرار لنيران ثقيلة من جهة الشمال، وهو المكان الذي يوجد فيه تشكيل قوات سوريا الديمقراطية وقوات العمليات الخاصة التابعة للولايات المتحدة الأمريكية”.

قال: إنه على الرغم من رفض واشنطن تحرك القوات شرق الفرات فقد تمكنت قوات النظام من توسيع سيطرتها على الطرف المقابل وباتت تفرض سيطرتها على مساحة 60 كم2.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى