بوتين في أنقرة غداً والقضية السورية أبرز ملفات البحث مع أردوغان

عواصم ـ وكالات

بعد تصريحات تركيا التي أكدت أن الحملة الجوية التي يشنها الطيران الحربي الروسي على إدلب تشكل تهديداً لاتفاق أستانة .. جرى اتصال هاتفي بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين تم فيه مناقشة تفاصيل تطور الأوضاع في سوريا بحسب مصادر الكرملين.

ولم تنتظر تركيا زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة يوم غد الخميس لمناقشته بتطورات الأوضاع في إدلب على خلفية الحملة التي يشنها الطيران الروسي منذ بضعة أيام، فقد جرى اتصال هاتفي بين الرئيسين أردوغان وبوتين تم فيه البحث في تداعيات القصف الروسي.

وبحسب مصادر الكرملين الصحفية الرسمية فإن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين شدد على أن إنشاء أربع مناطق تخفيف التوتر يفتح الطريق أمام وقف الحرب الأهلية والتسوية السلمية للنزاع، على أساس مبادئ السيادة ووحدة الأراضي.

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أعلن أول أمس أن القصف الروسي يعد انتهاكاً لاتفاق أستانة وأدى إلى قتل مدنيين ومقاتلين معتدلين من المعارضة، وقال: إن تركيا ستثير هذا الأمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يزورها هذا الأسبوع.

وتقول مصادر الكرملين بحسب قناة روسيا اليوم: إن الرئيسين أردوغان وبوتين ناقشا المشكلة التي برزت بحسب تعبيرها في المنطقة الرابعة لتخفيف التوتر في إدلب.

وكان الرئيس أردوغان أكد في مقابلة مع رويترز أن اتفاق منطقة عدم التصعيد كان فكرة واعدة يحفظ بموجبها الروس الأمن خارج إدلب، بينما تحفظ تركيا الأمن داخل منطقة إدلب.

وأشار إلى أن “المهمة ليست سهلة وسيتم البحث مع بوتين الخطوات الإضافية اللازم اتخاذها للقضاء على الإرهابيين للأبد من أجل إعادة الأمن”.

ونفت وزارة الدفاع الروسية أول أمس أن تكون طائراتها قتلت مدنيين، مشيرة إلى أنها لم تقصف في الأيام القليلة الماضية إلا مواقع إسلاميين متشددين في المنطقة. بحسب تعبيرها.

وقال المحلل السياسي الروسي غريغوري لوقيانوف: إن بوتين وأردوغان يمكنهما مناقشة المبادئ العامة فقط لعمل مناطق وقف التصعيد في إدلب؛ لأن “تسوية هذه المشكلة هي من اختصاص الخبراء العسكريين من الجانبين”.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن لوقيانوف قوله: إنه ستعرض على الرئيسين مجموعة المخاطر، التي على ضوئها سيقترحان خطة العمل، والمشكلات في الواقع كثيرة منها الأوضاع في إدلب، حيث السلطة عملياً بيد “هيئة تحرير الشام” المتطرفة، التي تنظر بعداء إلى روسيا كنظرها إلى تركيا. وعموماً ستواجه تسوية مشكلة إدلب مقاومة مسلحة من جانب هذه الهيئة.

وبحسب لوقيانوف فإن المعارضة المعتدلة في إدلب ليست قوية جداً، “فكما شاهدنا على مدى الأشهر الأخيرة لم تتمكن حتى من التحالف المؤقت، وبدت ضعيفة مقارنة بالمجموعات المتطرفة، التي تمكنت من فرض سيطرتها في إدلب، وفي المناطق المحاذية؛ أي: ليس بإمكان هذه المجموعات الوقوف بوجه المتطرفين، بيد أنها تتمتع بالخبرة في التعاون مع الأجهزة الأمنية والقوات التركية، وهذا يسمح لها بالتعاون مع القوات التركية في إنشاء مناطق عازلة في المنطقة الحدودية، ثم المساهمة في عملية تحرير إدلب”.

وتشير مصادر صحفية إلى أن تركيا وروسيا يبدو أنهما استقرّا على اتفاق غير رسمي؛ أي: أن توقف أنقرة دعمها لجماعات معارضة معينة تهدد المصالح الروسية في سوريا، في حين تمتنع روسيا عن دعم الجماعات الكردية السورية القريبة من الحدود التركية ولاسيما منطقة الباب وإدلب وحلب، ما قد يؤدي إلى انفصال الأكراد في تركيا بإعلانهم دولة مستقلة. في المقابل، لم تسعَ روسيا إلى منع القوات التركية من السيطرة على المناطق الحدودية السورية التي كانت تحت سيطرة الأكراد و”داعش”.

بانتظار ما تتمخض عنه زيارة الرئيس الروسي غداً إلى أنقرة ولاسيما ما يتعلق منها بملف القضية السورية تبقى إدلب على صفيح ساخن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى