بوتين يغادر أنقرة وطائراته لا تغادر سماء إدلب

خاص/ راديو الكل

تسارعت الحملة الروسية المستمرة منذ 10 أيام على أرياف إدلب وبشكل أشد عنفاً بُعيد انتهاء الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة، وبحث خلالها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ملفات القضية السورية ولا سيما إقامة منطقة تخفيف التوتر الرابعة في إدلب بحسب اتفاق أستانة.

وفي وقت أعلن فيه الرئيس بوتين أن الشروط اللازمة للحل في سوريا باتت متوافرة وتمت تهيئتها، أكدت أنقرة أن الغارات الروسية تستهدف المدنيين وفصائل معارضة معتدلة، في حين تقول موسكو: إن غاراتها والقصف الذي ينفذه النظام يستهدف هيئة تحرير الشام.

 استمرار القصف الروسي على أرياف إدلب زادت من قلق تركيا إذ أعلنت الخارجية التركية أن القصف الروسي هو انتهاك لاتفاق أستانة، وأدى إلى مقتل نحو 150 شخصاً ودمار كبير في البنية التحتية أخرج العديد من المشافي والمراكز الصحية في إدلب وريف حماة الشمالي عن الخدمة، وتقول روسيا: إن طائراتها في سوريا ركزت على قصف آليات وتجمعات مقاتلي جبهة النصرة في محافظة إدلب الذين حاولوا تنفيذ هجوم مباغت لفك الحصار عن أتباعهم في عقيربات. بحسب الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف.

 وتتحدث مصادر مطلعة عن أن استمرار الروس في القصف على إدلب يشير إلى استفزاز أنقرة، فموسكو تريد أن يكون الوجود التركي في إدلب مقتصراً على المراقبين فقط، في حين تتمسك أنقرة بتدخل بري، ويقول الكاتب والصحفي منار عبد الرزاق لراديو الكل: يبدو أن هناك خلافات جوهرية في وجهات النظر في إدلب حول آلية إنهاء النصرة، لكن هناك محاولة ابتزاز روسية لأنقرة من أجل القبول بالحل الروسي، وهو دفع النصرة للخروج من إدلب مكرهة. ويضاف أن التفاصيل اللوجستية لآلية خفض التوتر في إدلب هي من تقف وراء هذا التصعيد.

 من جانبه رأى الكاتب والصحفي أحمد مظهر سعدو في حديث مماثل لراديو الكل أن الروس ماضون في مشروعهم الذي يتقاطع مع المشروع الإيراني ضمن مصالحهم ولا يأخذون الرأي التركي بعين الاعتبار، والأتراك لا يوافقون على هذا الذي يحدث.

 وترى مصادر متابعة أن الموقف الروسي يهدف إلى إفشال اتفاق أستانة في إدلب، وهو مرتبط بمساعي النظام في استعادة المحافظة من المعارضة، وهذا لا يخالف التوجهات الإيرانية بالمحصلة، في حين أنه يختلف بشدة مع التوجهات التركية التي تحتضن المعارضة السورية.

 ولم يرشح عن لقاء بوتين وأردوغان حول موضوع إدلب سوى ما تحدثت به مصادر صحفية عن أن الرئيس التركي سعى للحصول على دعم روسي للإسراع بتنفيذ اتفاق منطقة خفض التوتر في إدلب بالاتفاق مع إيران، والصورة النهائية التي ستكون عليها وطريقة نشر القوات فيها. كما ناقش معه إقامة منطقة جديدة لخفض التوتر في عفرين ومحيطها.

بانتظار التطورات وما ستحمله الساعات القادمة تبقى أرياف إدلب على نزيفها كما صباحها الدموي الذي استيقظت عليه مع مغادرة بوتين أنقرة بعد ليلة ترقب، وآمال بوقف الغارات والتهدئة عوّل عليها الأهالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى