عامان من التدخل العسكري الروسي ..سوريا ساحة لتجريب السلاح وتسويقه عالمياً

عواصم – راديو الكل

خلال عامين من تدخلها العسكري في سوريا دعماً لنظام الأسد، جنت روسيا ثماراً استراتيجية، فبالإضافة إلى توقيعها اتفاقيتين مع نظام الأسد لإقامة قاعدتين على الساحل السوري، الأولى جوية في مطار حميميم، والثانية بحرية في طرطوس، وكلاهما مدة نصف قرن تمددان تلقائياً، استفادت روسيا من تدخلها في تجربة أنواع جديدة من أسلحتها في ظل ظروف حرب حقيقية .

وبدت المناطق السكنية في سوريا ساحة لتجريب السلاح الروسي من أجل الاتجار به دولياً، إذ إن الحرب في سوريا على مرأى من أسواق السلاح، وهو ما أكده المسؤولون الروس ومنهم سيرغي غوريسلافسكي، نائب رئيس شركة «أوبورون إكسبرت» الذي أشار إلى تزايد الاهتمام تزايداً ملموساً في العالم بالأسلحة الروسية بفضل العملية العسكرية في سوريا، بحسب تعبيره .

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كان أعلن حين أطلقت 4 سفن من بحر قزوين 26 صاروخاً من طراز «كاليبر» على مواقع في سوريا خريف عام 2016، أن القصف جرى أول مرة ضمن ظروف حرب حقيقية.

وشكلت مرحلة تجربة الأسلحة المتطورة كالتسويق للمنتج في السوق العالمية أكبر مهمة للقوات المسلحة الروسية في سوريا في الخارج، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية  .

وأكدت الوكالة أن روسيا اختبرت أحدث الأسلحة في ظروف القتال، وأنه تم اختبار ما يقارب الـ 162 نموذجاً من الأسلحة الحديثة والمطتورة وقالت: إن الجيش الروسي أنزل في الساحة السورية عدة مدرعات حديثة ومتطورة، واستخدمت الشرطة العسكرية الروسية المركبات المدرعة “تايفون-كي” و”تايفون-أو”، بينما لعبت قاذفات اللهب توس-1 “بوراتينو” وتوس-1 “سولنتسبيوك” دوراً مهماً في العمليات الهجومية.

وبحسب موقع “العربي الجديد” فإن الحرب في سوريا لعبت دوراً محورياً في زيادة الطلب على الأسلحة الروسية، بعد أن استخدمتها موسكو للترويج عن هذه الأسلحة وتجربة الحديث والمتطور.

وبحسب تقارير نقلتها قناة “الجزيرة” فقد سجلت الإحصاءات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في الطلب على الأسلحة الروسية، حتى إنه بلغ أعلى مستوى له منذ عام 1992، حيث تم التوقيع العام الماضي على عقود لتصدير الأسلحة بقيمة تتجاوز 26 مليار دولار.

وفي بداية شهر أيلول من عام 2017، قال أندري تيرليكوف، المدير العام لمكتب الخدمات الهندسية للنقل في أورال: “لقد تم اختبار المركبة المقاتلة “تيرميناتور” في سوريا”.

وقال رئيس اللجنة العلمية العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية الجنرال “إيغور ماكوشييف”: “إن الخبراء العسكريين الروس، أجروا خلال العام الماضي، اختبارات على استخدام أكثر من 200 نموذج من الأسلحة في سوريا، وبفضل ذلك جرى تعديل الخطط اللازمة لتطوير وتحديث نظم الأسلحة”.

وأضاف المسؤول الروسي في تصريحات صحفية “أن العلماء العسكريين، شاركوا في اختبار وتقويم استخدام الأسلحة والمعدات العسكرية الخاصة في سوريا”.

ونوه “ماكوشييف” إلى “أن مستشارين عسكريين سيتابعون جمع البيانات بشأن استخدام الأسلحة في سوريا، ولهذا ينبغي على أساس دائم تنظيم جمع وتحليل نتائج الاختبار على أرض المعركة، فضلاً عن تطبيقها العملي لتدريب القوات، بمشاركة من المعاهد المتخصصة والأكاديميات “، وأضاف قائلاً: “هذا يسمح بتعديل وتطوير خطط نظم الأسلحة”.

وأطلقت المقاتلات الروسية صواريخ ذكية، موجهة بالأقمار الصناعية من طراز “كاب 500 إس”، ضد فصائل المعارضة في سبتمبر/ أيلول 2015. ويسترشد هذا النوع من الصواريخ بنظام “غلوناس” (جي بي إس) الروسي، ويمكن إطلاق هذا النوع من الصواريخ من ارتفاعات تكون بين 500 و5 آلاف متر، ويمكن أن يحلق الصاروخ بسرعة الصوت ويضرب الهدف بدقة تكون بين 7 و 12 متراً.

ووفقاً لتقييمات وسائل الإعلام الروسية، فقد أنفقت موسكو حتى الربع الثالث من العام الماضي، نحو نصف مليار دولار على عمليتها العسكرية في سوريا، في المقابل حصلت على دعاية درت عليها أرباحاً تقدر بما بين 6 و7 مليارات دولار.

وكشف يان نوفيكوف المدير العام لمؤسسة “ألماز أنتيه” الروسية لمنظومات الدفاع الجوي عن أن صواريخ “إس-400” المنصوبة في سوريا تغطي جميع أجوائها وترصد سائر الأهداف الجوية في سمائها.

وفي حديث أدلى به لصحيفة “روسيسكايا غازيتا” قال نوفيكوف: “إن نشر المعلومات والمواد المضللة حول عجز صواريخنا عن إسقاط هذا الهدف الجوي أو ذاك في سماء سوريا، يندرج ضمن حملة إعلامية موجهة يشنها منافسونا في سوق السلاح العالمية، وخصوم روسيا السياسيون”.

وأضاف: “هذه المواد تشويه للواقع الذي يتمثل في أن عمل المنظومات الرادارية ينقسم إلى شقين، أولهما الرصد، وثانيهما الضغط على الزر وإسقاط الهدف الذي لن يفلت من نار منظوماتنا إذا أصدرنا لها الأوامر بذلك. الرصد شيء وإسقاط الهدف شيء آخر، بينما الصعوبة تكمن في رصد الهدف لا في إسقاطه”.

يشار إلى أن روسيا دفعت منذ نحو عامين بترسانة عسكرية وصفت بأنها الأضخم منذ الحرب العالمية الثانية، ومن بين هذه الأسلحة طائرات “سو 34″، و“سو35 إس”، وصواريخ وقنابل استهدفت المناطق السكنية خصوصاً في مختلف مناطق البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى