لقاءات مكثفة بين الدول الضامنة وملف إدلب على صفيح ساخن

عواصم ـ وكالات

بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة، يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إيران للتباحث في العلاقات الثنائية، إضافة إلى ملف القضية السورية التي تشغل حيزاً هو الأبرز بالنسبة للدول الثلاث وهي الضامنة لاتفاق أستانة المتعلق بإقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا التي وضعت المنطقة الأخيرة منها وهي محافظة إدلب على نار ساخنة في هذه المدة.

وفي إطار التحضيرات لزيارة الرئيس أردوغان إلى إيران، وصل رئيس الأركان التركي خلوصي أكار إلى العاصمة الإيرانية، وكان أول المستقبلين له الرئيس حسن روحاني، قبل أن يلتقي نظيره الإيراني ووزير الدفاع.

الرئيس روحاني أكد خلال اللقاء أن تطوير التعاون بين تركيا وإيران سيسهم إسهاماً مهماً في حل المشكلات الإقليمية، مشيراً إلى أن البلدين وصلا إلى نقطة متقدمة في العلاقات السياسية والاقتصادية والدولية”. بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.

وقال روحاني: “إن محاربة الإرهاب وتوفير أمن الحدود، هي من بين الأهداف المهمة، وتقديم تركيا وإيران المستقرتين والمهمتين في المنطقة، الدعم لبعضهما بعضاً سيلعب دوراً مهماً في حل المشكلات الإقليمية”.

وشدد على أن “تخريب الحدود الجغرافية سيضر بأمن واستقرار المنطقة”. وأكد “عزم البلدين على زيادة التعاون بين القوات المسلحة وتقاسم الخبرة في مجالات مختلفة تفيد في إزالة التهديدات الإقليمية”.

من جانبه، قال رئيس الأركان التركي: “إن تعزيز التعاون في المجال العسكري بين البلدين، سيكون له إسهامات كبيرة في استقرار المنطقة”. مضيفاً أن “العناصر الإرهابية أثرت سلباً في استقرار المنطقة”.

ولفت إلى أن “تركيا أظهرت احترامها لوحدة أراضي جميع البلدان في المنطقة، وعلى رأسها سوريا والعراق”.

وفي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونية: “إنه من المتوقع أن يزور إيران في 4 أكتوبر/تشرين الأول (الحالي)، للمشاركة في اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين” في حين استقبل في أنقرة قبل أيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان موضوع إقامة منطقة تخفيف التوتر في إدلب في صلب المحادثات.

وقالت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية: إن نتائج القمة بين بوتين وأردوغان أسفرت عن حسم مصير إدلب، وإن إقرار هذا في انتظار قمة أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني في طهران بعد يومين ومباركة دول عربية رئيسة لخطوات موسكو في سوريا.

وأضافت أنه سيتم نشر المراقبين الروس والإيرانيين لفصل فصائل معارضة والمراقبين الأتراك عن قوات النظام ومليشيات إيران و”حزب الله”.

وبحسب المصدر فإنه من المقرر عقد لقاءات بين خبراء فنيين روس وأتراك وإيرانيين لإقرار نقاط انتشار المراقبين، ومباركة ذلك خلال اجتماعات أستانة المقبلة 30 و31 أكتوبر (تشرين الأول)، بالتوازي مع استمرار تنفيذ هدنتي غوطة دمشق وشمالي حمص، إضافة إلى محادثات مع الأردن وأمريكا لتنفيذ «هدنة الجنوب»، بما في ذلك الضغط على المعارضة لفتح معبر نصيب بين الأردن وسوريا بتفاهم بين قوات النظام وفصائل معارضة.

وكالة أنباء الأناضول ذكرت في تقرير لها أن محادثات أستانة بدأت لتحقيق أهداف معينة أهمها التفريق بين المعارضة المعتدلة والجماعات المتطرفة، ومن ثمّ توحيد الجهود للقضاء على هذه الجماعات، ليتبع ذلك وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة، ثمّ السعي تدريجياً للوصول إلى حل سياسي للأزمة.

وتعدّ محافظة إدلب واحدة من أكبر العقبات التي تعترض تنفيذ هذه الخطة، ولاسيما أنها أكبر بقعة جغرافية تسيطر عليها المعارضة.

وفيما يتعلق بتركيا، فإنّه من الأهمية بمكان أن تُحلّ مشكلة إدلب من دون تدخل جهات أخرى، ولاسيما أنه إذا لم تتدخل تركيا في هذه البقعة الجغرافية، فإنها ستكون مُستهدفة من قِبل قوى دولية.

وأضافت الوكالة أنه بالإضافة إلى احتمال تعرّض المحافظة لتدخلات أجنبية، فإنّ هناك احتمالاً أن تكون مطمعاً لتنظيم “ب ي د” الإرهابي الراغب في توسيع رقعة المساحة التي يسيطر عليها، ولو كان هذا الاحتمال ضعيفاً.

واتفقت الدول الضامنة على تحديد حدود مناطق خفض التوتر في إدلب، والجهات التي ستتولى الحفاظ على سلامة المناطق وحماية الحدود.

وبحسب تسريبات إعلامية، فإنّ كل دولة من هذه الدول الثلاثة سترسل 500 جندي إلى إدلب، وسيتمركزون في نقاط الإشراف على مناطق خفض التوتر، وسيقومون بمراقبة عملية وقف إطلاق النار.

وقالت الأناضول: إنه منذ الأسبوع الثالث لشهر أيلول الماضي إلى يومنا هذا، والقيادة العسكرية التركية ترسل تعزيزات إلى وحداتها العاملة قرب الحدود مع سوريا، وهذا مؤشر على أنّ لأنقرة خطة عسكرية تجاه إدلب، ربما تنفذها خلال الأيام القادمة.

وعلى الرغم من ذلك فإنّ تركيا لا تمتلك مزيداً من الوقت للتدخل من أجل حل مشكلة إدلب، فمع الغارات الأخيرة التي شنتها المقاتلات الروسية على المحافظة، زادت الضغوط على تركيا، فإن قررت تركيا دخول إدلب عبر عملية مماثلة لدرع الفرات، فإنّ فرصة إقامة نفوذ لها في تلك المنطقة تبدو قوية، ولاسيما أنها قوية في هذه المحافظة أصلاً، بحسب ما ذكر المصدر ذاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى