مصادر لراديو الكل تربط بين تفجير الميدان وتعثر تنفيذ اتفاق حي القدم

خاص ـ راديو الكل

أكدت مصادر لراديو الكل أن العملية التي استهدفت قسم شرطة الميدان مرتبطة بتعقد تنفيذ اتفاق المصالحة الذي أبرمته روسيا والنظام مع أهالي حي القدم والمناطق المحيطة به، وتعطي إيران ذريعة لاقتحام المنطقة وربطها جغرافياً بمدينتي داريا والسيدة زينب اللتين تخضعان لسيطرة إيران.

وتبنى تنظيم داعش العملية التي استهدفت الاثنين الماضي قسم شرطة حي الميدان في مدينة دمشق، وأدت إلى سقوط نحو 20 قتيلاً بينهم ضباط وقائد ما يسمى بـ “الدفاع الوطني” في منطقة الجزماتية التابعة لحي الميدان؛ محمد سليمان قبلان، فضلاً عن عدد كبير من الجرحى تم نقلهم إلى مشفى المجتهد في العاصمة دمشق.

مصادر من العاصمة دمشق لراديو الكل لم تنف الرواية الرسمية التي أعلنها النظام حول عدد القتلى، لكنها وضعت إشارات استفهام حول آلية دخول السيارة والانتحاريين إلى منطقة تحيط بها عشرات الحواجز وتعد حصناً ضمن المناطق الأكثر تحصيناً، وتقع عند جبهة دمشق الجنوبية التي تضم القدم والحجر الأسود ويلدا وببيلا، وتسيطر عليها فصائل من الجيش الحر وتنظيم داعش.

وشككت المصادر بالطريقة التي تم فيها تجاوز عناصر داعش حواجز النظام، مشيرة إلى أن دخول السيارة إلى منطقة العملية لا يمكن أن تتم من دون تسهيل من إحدى الجهات المتنفذة في المنطقة والتي تخضع بغالبيتها لميليشيات إيران.

وترافقت العملية مع تعقّد تنفيذ الاتفاق الأولي الذي توصلت إليه فصائل الثوار في حي القدم مع قوات النظام برعاية روسية ويقضي بخروج “الراغبين” من أهالي وثوار الحيّ نحو الشمال السوري في إدلب وجرابلس.

وقالت المصادر: إن ثمة تجاذبات بين مراكز القوى داخل النظام حيال منطقة جنوبيّ دمشق، مضيفة أن مراكز قوى داخل النظام مرتبطة بالروس يرغبون بترحيل عناصر “داعش” نحو ما تبقى لهم من مناطق شرقي سوريا، مع إبقاء فصائل المعارضة المسلحة في بلداتهم من دون تهجير، وإجراء مصالحات برعاية حميميم مع ضمانات، وإدخال المنطقة ضمن مناطق تخفيف التوتر كما تم بموجب الاتفاق الذي لم يستكمل، ومن هنا جاء تضمينه عبارة من يرغب بالخروج وليس تهجيراً شاملاً.

وأوضحت المصادر أن إيران تريد تهجير جميع السكان من تلك المنطقة؛ لأنها تعد حاجزاً أمام وصل منطقتي داريا والسيدة زينب، حيث تخضعان لسيطرة ميليشيات إيران التي دفعت بهم وبأعداد كبيرة من العراق ولبنان وأفغانستان لشراء الأراضي والعقارات بالقوة، ومن هنا يأتي إصرار الإيرانيين على تهجير سكان المنطقة بالكامل وإن اقتضى الأمر استخدام القوة.

مصادر النظام المرتبطة بإيران كانت هددت بعد إبرام الاتفاق بأن الحجر الأسود الذي يسيطر عليه داعش قد يشهد عملاً عسكرياً، وهذا ما أشار إليه محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن التي يسيطر عليها محمد حمشو ورامي مخلوف المحسوبان على إيران.

وأوضحت المصادر أن قرار العمل العسكري باتجاه جنوبي دمشق لم يلق موافقة من قبل الجناح المؤيد لروسيا داخل النظام إلا أنه مع تعقد العمل بالاتفاق الأولي الذي لم يتم تنفيذه جاءت عملية الميدان لتعطي ذريعة لإيران بالقيام بعمل عسكري يستهدف جنوبي دمشق، في وقت تحدثت فيه مصادر الأهالي عن إنذارات وجهت إلى القاطنين في مناطق التماس مع داعش في حي القدم بإخلاء منازلهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى