إنهاء الحرب في سوريا عنوان يترافق مع زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو

عواصم ـ وكالات

أُعلنت في كل من الرياض وموسكو زيارةٌ يقوم بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو يوم غد هي الأولى لملك سعودي منذ تأسيس المملكة، وهي تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بعد جمود استمر سنوات على خلفية الموقف الروسي من القضية السورية بحسب مصادر صحفية.

واستبق رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل الزيارة بتصريحات أكد فيها أن المملكة لم تعلن ولا توافق على بقاء بشار الأسد رئيساً لسوريا.

وأضاف الفيصل خلال حوار مع وكالة “سبوتنيك” وتلفزيون “إن تي في” الروسيين، أن السوريين يجب أن يحلوا ذلك الأمر، ويجب إنشاء آلية تمكن الشعب السوري من اتخاذ مثل هذا القرار.

وأشار الفيصل إلى أن مفاوضات جنيف ومباحثات أستانة لم تتوصل حتى الآن إلى آلية تسمح للشعب السوري باتخاذ قرار كهذا. مؤكدا أنه “إلى أن يحدث ذلك، سنواصل القول بأن بشار الأسد ليس الرئيس الشرعي لسوريا، وأنه لا يمثل الشعب السوري وهو يقتل السوريين”.

روسيا والمملكة العربية السعودية هما حتى الآن في خندقين مختلفين في سوريا، وفقاً لتعبير الكاتب الصحفي الروسي بيوتر أكوبوف، ولكنهما سعتا إلى إنهاء هذه الحالة. ومن أجل ذلك انتظرت موسكو مجيء ملك المملكة السعودية.

في سوريا، تمثِّل روسيا الركن الرئيس في بقاء نظام بشار الأسد حتى اليوم، في حين السعودية وقفت إلى جانب المعارضة كثيراً إلا أنّ الأمر ربما تناقص عن ذي قبل، وعلى رغم ذلك لا ترى الأسد رئيساً في المستقبل، ما يشكّل خلافاً رئيساً مع موسكو.

جانب آخر من هذه الأزمة هي إيران وتركيا، فروسيا تمثل الضلع الثالث للمثلث معهما بحكم علاقاتهم القوية، وطهران وأنقرة يعدان شريكين استراتيجيين للدوحة، ولذا فإنّ السعودية ستجد نفسها في موقف صعب في هذا الصدد.

ورأت الصحيفة أنّ “موسكو ترى في السعودية أحد اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق تسعى إلى إيجاد نقاط التقاء مع السعودية، ولاسيما التعاون في مكافحة الإرهاب، وإحلال السلام العادل، وحل المشكلات في المنطقة، فضلًا عن مناقشة القضايا الخلافية بما فيها “الأزمة السورية”، عبر الحوار.

وأكد باحث سياسي سعودي بموقع روسيا اليوم، أن قمة سلمان- بوتين ستفضي إلى تطورات نوعية وعزل إيران هدف رئيس.

وقال الباحث السعودي بالشؤون الإقليمية فهد السعوي: إن تقارباً متيناً تحقق بين موسكو والرياض فيما يتعلق بالملف السوري.

وأشار إلى أن القمة الروسية السعودية المزمعة ستشهد انقلاباً في العلاقات، وقال: إن وفداً عسكرياً واقتصادياً كبيراً سيرافق العاهل السعودي إلى الكرملين، ووصف العلاقة الروسية الإيرانية بأنها زواج عرفي وأن لدى الرياض قناعة بنهايتها القريبة.

ونقل موقع سبوتنيك عن مراقبين تأكيدهم أهمية زيارة الملك سلمان إلى روسيا، معتبرين أنها تحمل إيذاناً بنهاية الحرب في سوريا.

صحيفة عكاظ السعودية رأت أن لقاء الرئيس بوتين والملك سلمان في موسكو سيضع أساساً لتحالف استراتيجي، باعتبار أنّ روسيا لديها إمكانيات كبيرة وسوق واعدة، وهناك مصالح جيوستراتيجية بين الرياض وموسكو؛ لأنَّ روسيا تريد حليفاً قوياً قادراً على مواجهة مخاطر تنظيم داعش، وإرساء الأمن في المنطقة.

وقال موقع المونيتور: إن موسكو مهتمة بعلاقاتها الثنائية مع السعودية متعددة الجوانب، وإنّ المصالح الروسية السعودية متشعبة ما بين مصالح اقتصادية واستراتيجية وسياسة خارجية.

 وأضاف أنه من المعروف أن ثقل السعودية في القضية السورية يأتي من كونها أحد أقطاب المذهب السني في المنطقة، وبالتالي فإنّ لها كلمة مؤثرة لدى المعارضة، فضلًا عن كونها أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وقال: إنه مما يعطي مزيداً من الأمل للجانب الروسي أنّ السعودية أبدت مؤخراً مرونةً من حيث مطالبها السابقة برحيل الأسد، كما خففت من حدة انتقاداتها للتحركات الروسية في سوريا، فإذا ما حدث توافق في الموقف الروسي السعودي فيما يتعلق بالحرب في سوريا فسيكون ذلك بلا شك نقطة تحول كبير في مسار الصراع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى