ملف إدلب على صفيح ساخن ..هل اقتربت ساعة الحسم؟

عواصم – راديو الكل

أكدت مصادر خاصة لراديو الكل أن فصائل المعارضة المسلحة في منطقة “درع الفرات”، شمال شرقي حلب هي الآن في حالة استنفار وتحضيرات يرجح أن تكون في إطار الاستعدادات للدخول مع قوات تركية جهة الحدود مع إدلب للمشاركة في العملية العسكرية المتوقعة خلال الأيام القليلة القادمة.

وقالت مصادر مطلعة: إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران، وقبلها لقاؤه الرئيس الروسي كان من بين أهدافها التنسيق من أجل الاتفاق على آلية إقامة منطقة تخفيف توتر في إدلب وريف اللاذقية الشمالي وبعض مناطق ريف حلب .

وأعلن الرئيس أردوغان في تصريح صحفي، من على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة قام بها إلى طهران: “إن الآلية الثلاثية تعمل، وأنه تم تقاسم المهام داخل وخارج منطقة خفض التصعيد في إدلب، حيث ستقوم تركيا بتوفير الأمن داخل المنطقة وروسيا خارجها “.

وأكدت المصادر أن ما يدل على اقتراب حسم الوضع في إدلب ما أعلنه الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، حيث قال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول: إن الأيام المقبلة ستشهد خطوات ملموسة في تطبيق اتفاقية خفض التوتر في محافظة إدلب، بعد لقاءات أجراها الجانب التركي مع الروس والإيرانيين.

وأوضح قالن أن “الأيام الأخيرة شهدت لقاءات مكثفة بين ممثلين عن وزارة الخارجية والجيش والاستخبارات التركية، مع الروس والإيرانيين حول مناطق خفض التوتر في سوريا، وتوصلوا إلى تحديد إطار لطريقة تنفيذ ذلك في إدلب، حيث ستتخذ خطوات ملموسة في الأيام المقبلة بهذا الصدد”.

وقال قالن: إن الهدف هو منع انتهاكات النظام، وتحجيم جماعات هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وإيصال المساعدات للمدنيين، وتحقيق الهدوء النسبي في محيط إدلب.

وتتوقع المصادر أن تسير العملية في إدلب من دون معارك كبرى مع هيئة تحرير الشام، إذ إن تركيا غير مستعدة لخوض معركة غير معروفة النهاية والكلفة، وكذلك “الهيئة” التي جربت كثيراً تقديم نفسها تقديماً مغايراً من خلال أطروحات ومشروعات شراكة، أخفقت ولم تتغلب على سلوكياتها المعتادة كتنظيم متطرف، وظلت تنظيماً يرتبط بـ”القاعدة” من وجهة نظر دولية.

وأوضحت المصادر أن وفداً من “هيئة تحرير الشام” زار أنقرة الأسبوع الماضي، كما جرت لقاءات بين قادة عسكريين أتراك وقادة من “الهيئة” في معبر باب الهوى للتباحث حول تفاصيل دخول المنطقة، يرجح أن يكون تم على أساسه الاتفاق على أن دخول القوات التركية إنقاذ للمنطقة التي تتوعدها القوى الدولية بكارثة إذا بقيت “الهيئة” متسلطة في وضعها الحالي.

وقالت المصادر: إن عدم صدور تصريحات من “هيئة تحرير الشام” حول العملية، التي لم تعلن عنها القوات التركية رسمياً حتى الآن، وعدم وجود تحركات عسكرية لـ”هيئة تحرير الشام” يشير إلى احتمال صحة الأخبار المتداولة في إدلب عن تفاهم جرى بين “هيئة تحرير الشام” والقوات التركية، حول دخول الأخيرة.

وفي هذا الإطار أكد مصطفى السيجري رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم لراديو الكل، أن إنقاذ إدلب واجب على الجيش الحر، وقطع الطريق على المشروعات الخارجية بدعوى الحرب على الإرهاب، وتجنيب أهلنا المدنيين في المناطق المحررة ويلات القصف والإرهاب الروسي والإيراني، وحماية ما تبقى أولوية بالنسبة لنا اليوم.

وقال: إن تركيا شريك قوي وصادق في حربنا ضد الإرهاب، وعملية إدلب تأتي في هذا السياق والجيش الحر رأس حربة في العمليات العسكرية، والحليف التركي قوة إسناد ودعم لوجستي.

وأضاف أن باب التوبة مفتوح لكل من قرر الانحياز للشعب والعودة إلى صفوف الثورة وحماية ما تبقى من المناطق المحررة، وإفشال مخطط إيران في المنطقة، وعلى مقاتلي الجولاني مغادرة صفوف النصرة فوراً حماية لأرواحهم .

من جانبه أوضح العقيد أحمد عثمان قائد كتلة السلطان مراد في تصريح لرادي الكل، أن الاستعدادات التركية بدأت بعد محادثات أستانة الأخيرة، حيث إن الإخوة الأتراك أرادوا إنقاذ إدلب بعد أن تم أخذ القرار من الروس والأمريكان بالقضاء على جبهة النصرة، من أجل ذلك يأتي تدخل الأتراك لعدم ضرب الروس أو الأمريكان إدلب لكونها مكتظة بالسكان المدنيين.

وأضاف عثمان أن فصائل درع الفرات تضم العديد من العناصر من إدلب وريف حلب الغربي، وبسبب بغي النصرة عليهم خرجوا من مناطقهم وانضموا إلى فصائل درع الفرات وهؤلاء يريدون العودة إلى مناطقهم، ولكن حتى الآن لم يتم اتخاذ القرار بتدخل فصائل درع الفرات إلى جانب القوات التركية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى