“أبو علي”.. عجوز نازح يتحدى الحياة لإعالة أطفاله المعاقين

تقرير: محمد العبد الله

لا اللغة ولا الكلمات أسعفت أبا علي ذا الخمسين عاماً في التعبير عن حالته المأساوية والمصائب التي تتناوب على الفتك بجسده العجوز بسبب ما رمتهُ الحرب من أثقال على كاهله. والذي نزح من بلدته كفر روما جنوبي إدلب إلى خيمة صغيرة داخل مخيمات قاح بعدما دمّر النظام منزله الذي كان “فسحة من الجمال” كما وصفه.

أبو علي لديه ثلاثة أطفال معاقين هم (علي، ومصطفى، ومنى) أصيبوا بشلل دماغي، عطل أجهزتهم الحيوية، وحولهم إلى مقعدين يحتاجون لرعاية خاصة منه ومن أمهم التي تفتح مقلتيها على نداءاتهم وتغفو تعباً بعد أن يناموا جميعهم.

ومن أجل تأمين لقمة عيشه وعائلته يعمل أبو علي في مهنة التمديدات الصحيّة التي تجعله يقضي يومه كاملاً بالتنقل مشياً بين 5 مخيمات في بلدة قاح الحدودية مع تركيا، ويعود مع غروب الشمس إلى خيمته ليساعد زوجته على تلبية احتياجات أطفاله.

فصل الشتاء يطرق الأبواب وأبو علي جالس في زاوية خيمته يفكر في المتطلبات الكثيرة التي تحتاجها عائلته خلال هذا الفصل من طعام وشراب وحفاضات خاصة بالمعاقين في ظل تجاهل المنظمات الإنسانية والخيرية له وتقاعسها عن خدمته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى