ملف إدلب والتهدئة في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

في صحيفة الحياة اللندنية كتب جورج سمعان تحت عنوان “بعد إدلب … جنيف وخيارات صعبة أمام بوتين” .. لا جدال في أن موسكو رسّخت أقدام النظام في دمشق، لكنها بعد عامين على تدخلها العسكري انتزعت ورقة التصرّف في سوريا، ولم يكن أمام جميع اللاعبين سوى الإقرار بهذا الواقع.

وأضاف أن روسيا قسّمت حتى الآن سوريا مناطق نفوذ للاعبين الرئيسين في هذا البلد، مثلما قسّمتها مناطق بين النظام وخصومه. صحيح أن الأسد ضمن بقاءه بعد النجاحات التي تحققت بدعم من حلفائه، لكن لا معنى للقول: إنه استعاد السيطرة على البلاد، فالكرد عملياً يبنون بمساعدة الأمريكيين حكمهم الذاتي في إطار فيدرالي، و«مناطق خفض التوتر» الأربع تتمتع باعتراف شبه دولي؛ أي: أن ثمة اعترافاً بالفصائل التي ترعى الهدوء فيها والتي ستقيم إدارتها المدنية الخاصة بكل منطقة، ولعل هذه الخريطة ترجمة ميدانية لما نصّ عليه مشروع الدستور الذي اقترحته الدبلوماسية الروسية العام الماضي، وأثار حفيظة جميع الأطراف السوريين.

وقال سمعان: لكن استعادة بعض ما تضمنه المشروع يؤشر إلى ما يمكن أن تذهب إليه موسكو بعد المرحلة الانتقالية. أدخل المشروع تعديلات جوهرية على الدستور الحالي: يسلب الرئيس جزءاً كبيراً من صلاحياته، لم تعد له سلطة اشتراعية، ويحرمه من حق تعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا وحاكم المصرف المركزي، ويجعل ولايته 7 سنوات تجدّد مرة واحدة فقط، ويمنح جمعيات المناطق (الإدارات المحلية) ومجلس الوزراء سلطات واسعة؛ أي: أنه ينص على «لا مركزية السلطات»، ويوزع مناصب وزارية على كل الكيانات مع حفظ مواقع للأقليات، ويضع القوات العسكرية تحت رقابة المجتمع ولا يحق لها التدخل في السياسة أو أداء دور في عملية انتقال السلطة… خلاصة القول: إن المشروع يشكل قطعاً كبيراً مع الدستور القائم، يغير شكل النظام كلياً.

المرحلة الجديدة بعد إدلب ستفرض على الرئيس بوتين إعادة النظر في حساباته، لن يكون بمقدوره إدارة سياسات متصارعين متخاصمين على سوريا وترسيخ مشروعه في سوريا، لا بد من صرف أثمان وتقديم تنازلات وسلوك خيارات مؤلمة على طريق التسوية النهائية المعقولة، فهل يقدم ويجازف؟ وهل يملك النظام وحليفه الإيراني قدرة الوقوف بوجه رغبة موسكو إذا اندفعت نحو فرض مسودة «دستورها» الجاهز؟ وهل يلبي هذا بعض طموحات المعارضة والشعب عموماً ويرضي الداعين إلى رحيل الأسد بعد المرحلة الانتقالية وتقليص نفوذ طهران؟

في صحيفة خبر تورك كتب فاتح الطايلي تحت عنوان “عملية إدلب.. تحرك لا مفر منه” .. تنفذ تركيا هذه المرة عملية في منطقة لها مصالح فيها، وتدخل بقواتها إلى محافظة إدلب شمالي سوريا، وقرار تنفيذ هذه العملية صائب إلى أبعد الحدود، ومن خلاله أقدمت تركيا على خطوة في مكانها.

وأضاف أنه إلى أن يتمكن نظام الأسد أو الحكومة المركزية في سوريا من السيطرة على البلاد بشكل كامل، وإلى أن يصبحا في وضع يؤهلهما لحماية وحدة التراب السوري، يتوجب على تركيا أن تكون حتماً في تلك المناطق من البلاد.

وجود تركيا هناك هو السبيل الأفضل من أجل إحباط آمال وأحلام من بدؤوا بوضع مخططات مختلفة، انطلاقاً من “ورقة الاستقلال” التي اتخذ قرارها بارزاني في شمالي العراق، ومن أجل إرغامهم على إعادة حساباتهم.

وهذه العملية أصبحت خطوة إجبارية يتوجب الإقدام عليها من أجل الحيلولة دون إنجاز مشروع توحيد شمالي العراق مع شمالي سوريا، وهو مشروع تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إلى تحقيقه على المدى البعيد.

الأمر الوحيد الذي يثير الريبة في نفسي هو أن الحسابات الروسية في هذه القضية ليست واضحة المعالم، على المدى الطويل يجب اختبار مدى مصداقية روسيا في سوريا، وبناء عليه اتخاذ الخطوات اللازمة.

صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية قالت في تقرير: إنه في ظل مساندة أنقرة للمناطق الموالية لتركيا، من المرجح أن تُبدي تلك المناطق رغبتها في الانفصال عن دمشق.

وذكرت الصحيفة أن أنقرة تمكنت من دخول إدلب، في حين أن الولايات المتحدة تسيطر على المناطق الغنية بالنفط في دير الزور والحسكة. وفي الأثناء، سيكون من الضروري حل المشكلات المتعلقة بالسيطرة على تلك المناطق في ما بعد الحرب.

في صحيفة الشرق الأوسط كتب عبد المنعم سعيد تحت عنوان “خطوة مهمة نحو السلام” .. إن طلائع حركة النجوم في الشرق الأوسط كلها تشير إلى اتجاهين: الأول إلى أن سقوط دويلة «داعش»، والتوافق حول التهدئة وتقليص العنف في سوريا، وفشل الاستفتاء الكردي في توليد التأييد الإقليمي أو الدولي لانفصال الإقليم عن العراق، مع تطورات دبلوماسية وعملياتية أخرى في مناطق الأزمات والتوتر، كلها تشير إلى أن منحنى الصراعات في المنطقة قد انكسر وبدأ يتحرك في اتجاهات التسويات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى