الرقة تترقب آخر لحظات داعش وأنباء متضاربة عن خروج الأجانب المنتمين إلى التنظيم من المدينة

 تترقب الرقة آخر لحظات خروج تنظيم داعش الذي سيطر عليها سنوات، أذاق المدينة وسكانها حكماً جائراً دموياً غريباً عن ثقافة وعادات الأهالي الذين نزح معظمهم إلى خارج المحافظة، في حين حاصر التنظيم القسم الآخر واستخدمهم دروعاً بشرية مع بدء معركة تحرير الرقة التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي الذي بدوره استهدف المدينة بغارات قتلت العشرات من السكان.

ومع اقتراب اضمحلال داعش من مدينة الرقة تضاربت الأنباء حول مغادرة مقاتليها الأجانب، ففي أحدث تصريح له قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز، الأحد: “إن مجموعة من مقاتلي تنظيم داعش غادروا مدينة الرقة السورية خلال الليل، مصطحبين معهم مدنيين لاستخدامهم دروعاً بشرية، إلا أنه أشار إلى أن القتال لا يزال مستمراً ضد فلول داعش الذين لا يزالون في المدينة، ولم يغادر كل المقاتلين الأجانب بموجب اتفاق الانسحاب”.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية، والتي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري أبدت أمس، موافقتها على المبادرة التي أطلقها شيوخ ووجهاء عشائر الرقة، بخصوص تسوية وضعِ من بقي داخل المدينة من مدنيين ومقاتلين محليين.

وقال شيوخ ووجهاء عشائر الرقة، في بيان، أمس: “إنه وبهدف حقن الدماء ووضعِ حدّ لمأساة المدنيين العالقين داخل مدينة الرقة، ولأن الهدف هو التحرير وليس القتل، تم توجيه النداء لقوات سوريا الديمقراطية، والتي وافقت بدورها على مضمونه”.

 وجاء في البيان: إنه جارٍ العمل، وبضمانة شيوخِ ووجهاء عشائر الرقة، على تنظيم آلية من أجل إخراجِ ما تم وصفهم بـ المخدوعين المضلَّلين، من أجل الحفاظ على حياة المدنيين الذين اتخذوهم دروعاً بشرية، ولحماية ما تبقّى من المدينة من الدمارِ والخراب.

 وفي وقت سابق أمس، قالت قوات سوريا الديمقراطية: إنّ تنظيم داعش على وشك الهزيمة في الرقة، وإنّ إعلان السيطرة على المدينة ربما يكون السبت أو اليوم الأحد.

وأضاف أن المعركة مستمرة، والليلة الماضية غادرت الدفعة الأخيرة من المقاتلين الذين وافقوا على الرحيل.

وكانت مصادر محلية في المدينة أفادت، السبت، بدخول عدد من الحافلات من أجل إجلاء الدواعش وبعض المدنيين.

من جهته، قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش: إنه من المقرر أن تغادر قافلة الرقة، السبت، بموجب ترتيبات وافقت عليها الأطراف المحلية، ووصف الترتيبات بأنها “إجلاء مدني”، وقال: إنه لن يتغاضى عن أي ترتيبات تتيح “للإرهابيين الهرب من الرقة من دون مواجهة العدالة”.

وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل ريان ديلون: إن موقف التحالف يتمثل في ضرورة استسلام مقاتلي داعش من دون شروط، لكنه أضاف أنه لن يعلق على من سيكون في القافلة، وقال: إنه يتوقع قتالاً صعباً في الأيام القادمة.

إلى ذلك، أوضح بيان التحالف أن “الترتيبات التي توسط فيها مجلس الرقة المدني وزعماء عشائر عرب في 12 من أكتوبر/تشرين الأول تهدف إلى تقليل الخسائر المدنية، وتستثني الإرهابيين الأجانب في تنظيم داعش”.

ومع اقتراب لحظة تحرير مدينتهم ينتظر ما تبقى من الأهالي فيها والنازحين العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد معاناة استمرت سنوات، تعرضوا خلالها لمختلف أنواع القمع والقتل وفرض قوانين غير إنسانية طالت خصوصيات السكان، وتحكمت بلقاءاتهم ولباسهم وعاداتهم، ولم يعد أحدهم يؤمّن على سرّه من ابنه أو أخيه أو زوجته، خشية وصوله إلى “الحسبة” أي الشرطة، التي جنّدها التنظيم في المجتمع المدني، ولاحقت المخالفين، وأوقعت بهم أشد أنواع العقاب.

الرقة ـ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى