ملفات القضية السورية في الصحف العالمية

عملية إدلب ليست كافية وحدها لحماية الأمن القومي التركي بنظر صحيفة صباح التركية بل الأهمّ تطهير مدينة عفرين. وفي صحيفة سفابودنايا براسا الروسية تقرير عن تجنيد مجموعة من آسيا الوسطى في الجيش الروسي للذهاب إلى سوريا، ونشر معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب دراسة تتحدث السيناريوهات القادمة لسوريا على رغم عدم انتهاء الحرب فيها.

ونشرت صحيفة صباح التركية مقالاً للكاتب أوكان مدرس أوغلو تحت عنوان “شروط الحوار مع أربيل.. وموقع عفرين في عملية إدلب” قال فيه: إن العملية في إدلب تهدف إلى تعزيز التوازن الاستراتيجي الذي تحقق عبر عملية درع الفرات، وقطع الطريق أمام الحزام الإرهابي المراد مده حتى البحر المتوسط.

وأضاف أن التحركات التي قام بها جهاز الاستخبارات التركي تتمتع بالقدر نفسه من أهمية العملية العسكرية في إدلب، أو بعبارة أدق تفكيك بعض العناصر في المنطقة من دون الحاجة للقوة العسكرية، والحصول على تعهد فصائل قوامها 5-6

آلاف شخص بالتحرك وفق ما تطلبه تركيا، كانا أمرين في غاية الخطورة.

الاحتمال الأكبر أن يسيطر الجيش الحر على محيط مدينة إدلب، في حين تعمل القوات التركية على توطيد الأمن في مركز المدينة، وبطبيعة الحال فإن واقع الأمر على الساحة قد لا يتطابق مع ما تم التخطيط له على الورق، لكن التقدم العسكري المعزز بالعمل الاستخباراتي يتمتع بأهمية قصوى.

ومما لا شك فيه أن عملية إدلب وحدها ليست تدبيراً كافياً من أجل حماية الأمن القومي التركي، فلا بد من تطهير عفرين، أو على الأقل محاصرتها من جميع النواحي وعزلها عن الإرهاب، وعندها سوف نرى الوجه الحقيقي للحليف الأمريكي، لننتظر ونر.

من جانبها نشرت صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية تقريراً تحدثت فيه عن خدمة أجانب من بلدان آسيا الوسطى في الجيش الروسي، بموجب عقود للمشاركة في الحرب في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21”: إنه سيتم تجنيد مجموعة من الأجانب من آسيا الوسطى، في المقام الأول، في الجيش الروسي، بموجب عقود. ومن المثير للاهتمام، أن هؤلاء على استعداد للذهاب للحرب في سوريا، علماً أنه توجد أعداد مهمة من الجنود الروس المشاركين في الحرب التي تدور رحاها في الشرق الأوسط، حيث إن بعضهم يعمل بصفة تطوعية من دون الحصول على مقابل من الدولة.

وأفادت الصحيفة أنه لا توجد بيانات دقيقة عن عدد الناطقين باللغة الروسية الذين يقاتلون في صفوف التنظيم. ولكن، قد تصل الأرقام إلى 6 آلاف مقاتل من مختلف بلدان الاتحاد السوفيتي سابقاً، نصفهم جاء من روسيا وبلدان الاتحاد السوفيتي سابقاً على غرار قيرغيزستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، إضافة إلى أذربيجان وجورجيا، لكن عدد الملتحقين انخفض مع خسائر التنظيم، بحسب الصحيفة.

ونشر معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب دراسة جديدة لـ5 سيناريوهات لنهاية الأزمة الجارية في سوريا. على الرغم من أنها خلصت إلى أن نهاية الحرب هناك لا تظهر في الأفق.

أولاً: “حكم علوي”؛ روسيا وإيران تسعيان إلى الحفاظ على بقاء النظام، سواء بوجود الأسد أو من دونه، من أجل استمرار تأثيرهما في سوريا.

وبحسب الدراسة، فإن هذا السيناريو لا يتطابق مع المصلحة الأمريكية في الأمد البعيد، لكن الولايات المتحدة لن تحاول عرقلة استمرار الحكم العلوي شريطة أن يرحل الأسد في نهاية “المرحلة الانتقالية”، التي تتم خلالها بلورة نظام متفق عليه.

ثانياً: “حكم سني”؛ إذ تعد الدراسة أن حكماً كهذا هو حلم بعيد عن الواقع، وأن تحقيقه يصبح محتملاً فقط إذا توحدت التنظيمات المسلحة المعارضة.

ثالثاً: “دولة فدرالية”؛ حيث تعكس هذه الفكرة اعترافاً بسيطرة مجموعات مختلفة في مناطق في سوريا، وأنه ليس بإمكان أي من هذه المجموعات القضاء على المجموعات الأخرى، ومن خلال الاتفاق على الحفاظ على سوريا دولة واحدة.

رابعاً: “حكم ذاتي”؛ رأت الدراسة أن انعدام إمكانية للاتفاق على وقف إطلاق النار والانتقال إلى عملية سياسية لبلورة مستقبل الدولة، من شأنه أن يقود إلى نشوء وضع مؤقت، قد يستمر مدة طويلة، ويتم من خلاله التعبير عن الواقع السوري الراهن، أي أن تكون الدولة مقسمة إلى عدة كيانات دينية وإثنية منفصلة، بحيث تكون حدود كل كيان بناء على توازن قواته العسكرية، وهذا الوضع يمكن أن يقود إلى نظام فدرالي.

وقد تؤدي روسيا دوراً مركزياً في تحقيق سيناريو كيانات الحكم الذاتي على خلفية علاقاتها مع النظام الحالي، ومن أجل الحفاظ عليه في منطقة الساحل السوري ومحاولة توسيعه ليشمل محور حلب ـ دمشق، في موازاة تطلعها إلى التوصل إلى تفاهمات ثنائية مع كل واحدة من وحدات الحكم الذاتي.

بالمقابل تسارع الدراسة إلى التنبيه إلى أن محاولة تقسيم سوريا إلى مناطق طائفية هو أمر بالغ التعقيد إلى درجة الاستحالة، بسبب توزيع النظام الحالي لمواطنين علويين في أرجاء الدولة.

خامساً: استمرار الحرب؛ رأت الدراسة أنه كلما مر الوقت تزايدت احتمالات استمرار الحرب بقوة متغيرة، وتضاءل احتمال تأسيس سوريا جديدة وموحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى