ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :


الحرب التي نعرفها في سوريا بحسب صحيفة واشنطن بوست انتهت وما تبقى حالياً هو تقاسم الكعكة، وفي موقع خبر 7 التركي يكتب سركان أوستونر عن الطاقة والحرب في المنطقة، بينما يكتب خير الله خير الله في العرب اللندنية عن سياسة الرئيس الأمريكي الجديدة إزاء إيران.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن جو ماكارون، المحلل في مركز السياسة العربية في واشنطن، قوله: “إن الحرب التي نعرفها قد انتهت بالفعل، وما تبقى حالياً هو تقسيم الكعكة”.

ورأت الصحيفة أنه وفقاً للسيناريو الذي يلوح حالياً في الأفق، فإن الأسد سوف يبقى في السلطة إلى أجل غير مسمى، ولن توجد تسوية سياسية هادفة تؤدي إلى الإطاحة به أو استبداله.

وتابعت تقول: “إن هذا السيناريو يقدم أيضاً رؤية قاتمة لمستقبل سوريا، مما يُنبئ بوجود سوريا غير المستقرة والغارقة في صراع منخفض المستوى على الأقل لسنوات قادمة، حيث تقبع مدنها وبلداتها تحت الدمار، ويعاني شعبها من الفقر ويعجز اقتصادها عن توفير النفقات التي يحتاجها لإعادة بناء الدولة من جديد”.

وأوضحت الصحيفة أن هذا السيناريو يقدم، مع ذلك، بعض الوضوح بشأن مصير النظام، الذي يتعرض حالياً لضغوط أقل مما سبق من أجل تقديم تنازلات أو حتى القيام بإصلاحات- بل استطاع لأول مرة منذ عام 2012 أن يسيطر على المزيد من الأراضي أكثر من أي فصيل آخر يكافح لبسط نفوذه على الأرض.

وقالت “واشنطن بوست”: إن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات عن المعارضة السورية- والتراجع عن قرار سلفه الرئيس باراك أوباما بمساعدتها- يدخلنا مرحلة ينقطع فيها أي شك بشأن نجاة الأسد.

وفي موقع خبر 7 التركي يكتب سركان أوستونر تحت عنوان عملية إدلب وممر الطاقة في شمال سوريا ” .. إن حجم الغاز الطبيعي في شرق المتوسط المقدر بـ 13.2 تريليون متر مكعب، وحجم الغاز المسيل المقدر بـ 9 مليون متر مكعب، في حين يبلغ مقدار النفط قرابة 3.5 مليار برميل، وهذه المقادير سبب كافٍ من أجل وضع الدول المستعمرة للعالم في مواجهات وصدامات مع بعضها البعض، وإخضاع الدول لبعضها البعض عن طريق اللعب بورقة الطاقة وهو الأسلوب الذي يبدو الأكثر فعالية في عالم اليوم.

وأبرز مثال على ذلك، تهديد روسيا، خلال السنوات الماضية، بإغلاق عنفة الغاز الطبيعي التي تغذي البلدان الأوروبية، وإن الوضع الحالي في سوريا والعراق ناجم في الحقيقة عن حرب على موارد الطاقة. واحتياطي الغاز الطبيعي الكبير الموجود في شرق المتوسط يدفع إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة إلى وضع استراتيجيات جديدة باستمرار.

وفي هذا الإطار، نقلت روسيا قاذفات القنابل الثقيلة وأحدث الدبابات إلى القاعدة العسكرية في طرطوس، التي تتمتع بأهمية كبيرة في السيطرة على موارد الطاقة في شرق المتوسط والمنطقة. ولا تريد روسيا، التي تحتكر الغاز الطبيعي في العالم، أن تفقد نفوذها في المنطقة.

وفي العرب اللندنية كتب خير الله خير الله تحت عنوان “أمريكا تعيد اكتشاف إيران” .. إن أهمّ ما في خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني أنه يعالج موضوع إيران ككل ويضع الملف النووي في إطاره الصحيح. إنّه إطار السلوك الإيراني على الصعيديْن الدولي والإقليمي.

خطاب ترامب يعني أن أمريكا غيّرت استراتيجيتها الشرق أوسطية، ولم تعد في وارد استرضاء إيران من أجل المحافظة على الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني. بكلام أوضح، لن تنسحب أمريكا من الاتفاق، لكنها لن تفصل بينه وبين سلوك إيران على الرغم من كلّ الاعتراضات الأوروبية على هذه المقاربة المختلفة كلياً عن مقاربة إدارة باراك أوباما.

وقال: المهمّ أن أمريكا أعادت اكتشاف إيران ما بعد الشاه، وأظهرت أنّها تعرف تماماً ما هو الدور الذي تلعبه في المنطقة. بين الانتقال من النظري إلى العملي مسافة كبيرة ليس معروفاً هل إدارة ترامب على استعداد لقطعها. الأكيد أن سوريا هي أحد الأمكنة التي سيظهر فيها هل من جدّية أمريكية أم لا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى