ديمستورا في موسكو للدفع نحو جنيف.. والروس يدفعون بحميميم وشويغو

عواصم – راديو الكل

يواصل المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا مشاوراته المتعلقة بالمسار السياسي فيما يخص القضية السورية، لتلمس ما يمكن عمله في مرحلة ما بعد جولتي أستانة وجنيف التي شهدت تطورات ميدانية أبرزها دخول تركيا إلى محافظة ادلب وقرب إعلان إنهاء سيطرة تنظيم داعش في الرقة.

ووصل ديمستورا إلى موسكو أمس حيث التقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي دعا بحسب وكالة سبوتنيك جميع الأطراف المشاركة في التسوية في سوريا إلى التعاون في إطار عمليتي أستانة وجنيف.

في حين نقلت الوكالة عن ديمستورا قوله: إن هناك أهمية لاستمرار المفاواضات السورية في شكل أستانة.

لقاء الدبلوماسي ستيفان ديمستورا بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يعكس طبيعة التطورات على الساحة السورية في مرحلة بدا فيه الحراك الدبلوماسي في ذروته في ظل بروز طاولة ثالثة تضاف إلى أستانة وجنيف وهي حميميم التي تسعى روسيا إلى تسويقها بوصفها بديلاً لمفاوضات جنيف.

الجانب الروسي الذي كان يركز طوال المرحلة السابقة على مفاوضات أستانة، يبدو أنه استنفذ التهيئة الميدانية بعد ترتيب الأوضاع العسكرية على الأرض لجهة تحديد مناطق النفوذ، والتي كان آخرها الاتفاق على محافظة إدلب بوصفها منطقة رابعة وأخيرة من مناطق تخفيف التوتر التي أقرتها أستانة.

التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة خلال وجود ديمستورا في موسكو تعكس هي الأخرى رؤية أقلها وجود تباين بين الجانبين فيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن “التطورات الأخيرة في سوريا تشير مرة أخرى إلى ضرورة إعادة تنشيط العملية السياسية، والتزام جميع الأطراف بحماية المدنيين، والتقيد بالقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان”.

ديمستورا الذي أعلن أن جولة ثامنة من مفاوضات جنيف ستبدأ في موعد لا يتجاوز نهاية الشهر الجاري، قابلته الخارجية الروسية بتصريح مفاده أن المفاوضات قد تبدأ الشهر المقبل، ملقية أسباب التأخير على المعارضة التي لم تستكمل تحضيراتها وهي بحسب الرؤية الروسية تشكيل وفد موحد يجمع الهيئة العليا للمفاوضات مع منصتي موسكو والقاهرة .

فيما يتعلق بالهيئة العليا للمفاوضات لم تتوصل خلال الاجتماعات التي عقدتها في الرياض في بداية الأسبوع الحالي إلى حل هو على مقاس الضغوط التي تتعرض لها، في حين ذهب مصدر مطلع على سير اجتماعات الهيئة إلى الحديث عن ضغوط روسية، وصفها المصدر بـ “الدنيئة” بحسب صحيفة جيرون، حيث أضاف أن روسيا تسعى  لطرح أسماء شخصيات محددة لتخلف رياض حجاب في رئاسة الهيئة”، وأن “عملية توسعة يتم تداولها حالياً، سيتم من خلالها طرح أسماء جديدة، لا تتبنى خيارات الثورة السورية، أو مطلب إزاحة بشار الأسد عن رأس السلطة”.

الهيئة العليا اكتفت بإصدار بيان في ختام اجتماعتها قالت فيه: إنها ناقشت «توسعة الهيئة العليا وإدخال المزيد من الشخصيات الوطنية، ولا سيما من الداخل السوري»، إضافة إلى «مناقشة الاستعداد لعقد مؤتمر جديد في الرياض معلنة تمسكها بمبادئ الثورة ومطالب الشعب السوري وفقاً لبيان جنيف، وتمسكها بما نصّت عليه القرارات الدولية، ولاسيما 2118 و2254، وما حدده (بيان الرياض) نهاية 2015 ».

دفع روسيا بوزير دفاعها للحوار مع المبعوث الأممي يدل على تلويحها بورقة مؤتمر حميميم الذي بدأت التسويق لفكرته من خلال اللقاء الذي جمع شويغو وقائد ما يسمى بوحدات الحماية الكردية في القاعدة الروسية قبل نحو أسبوع.

كما التقى عدد من الضباط الروس مع رجال الدين المسيحي والفعاليات الاجتماعية في الحسكة، ومنهم حزب الاتحاد السرياني والمنظمة الآشورية، وطلب الروس من مسيحيي الحسكة المشاركة في المؤتمر الوطني السوري الذي سيعقد في حميميم الشهر القادم، وقالوا: إن الحرب قد اقتربت من نهايتها والمطلوب المشاركة المسيحية في مؤتمر (سوريا ما بعد الحرب) لمناقشة السوريين جميعاً حول طريقة بناء دولتهم وإعادة اللحمة بينهم، تحدث الجنرالات، وكأن الروس هم الطرف الوحيد الممسك بالملف السوري. تطرق الوفد الى الملامح العامة لسوريا الجديدة، لكن من غير أن يدخل في التفاصيل واكتفى بتأكيد أن سوريا ستبقى دولة موحدة.

كما التقى الوفد الروسي يوم الاثنين شيوخ القبائل العربية والفعاليات الاجتماعية والسياسية العربية، ومن المتوقع أن يلتقي الوفد قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وقيادات الأحزاب الكردية الأخرى وكذلك مجلس القبائل الكردية لتأكيد مشاركتهم في مؤتمر حميميم.

ويتضمن مؤتمر حميميم عقد حوار بين ممثلي المصالحات والمجالس المحلية المنبثقة من اتفاقات «خفض التصعيد» والإدارات الذاتية الكردية وحكومة النظام في قاعدة حميميم، ثم عقد مؤتمر حوار وطني في مطار دمشق بضمانات روسية، لبحث تعديل الدستور أو المسودة الروسية، وإقرار الإدارات الذاتية وخيار «سوريا الاتحادية» اللامركزية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى