زيارة السبهان إلى الرقة تتفاعل.. والبنتاغون يدين رفع صورة أوجلان في المدينة

الرقة ـ راديو الكل

لاتزال الزيارة التي قام بها وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ثامر السبهان إلى محافظة الرقة، تتفاعل ولاسيما أنها ترافقت  مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري السيطرة على مدينة الرقة، وقيام وحدات حماية المرأة التابعة لهذه القوات برفع صورة زعيم حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في إحدى ساحات الرقة.

ورد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي «ثامر السبهان»، على الجدل المثار حول زيارته إلى عدة قرى بريف الرقة، شمالي سوريا برفقة المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك قائلاً: «إن الصمت سوف يطبق».

وكتب «السبهان»، على «تويتر»، في إشارة إلى الانتقادات التي طالته بسبب الزيارة، قائلاً: «تحدثوا بكل طاقاتكم وحركوا جميع مشاريعكم فقريباً الصمت سوف يطبق. والإرهاب وأهله الى مصيرهم المحتوم كما قضي على داعش سيقضى على أخواتها بإذن الله».

من جانبه حذر الكاتب والإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» من تداعيات الزيارة لمناطق سورية تسيطر عليها ميليشيات معادية لتركيا ومُتهمة بارتكاب جرائم حرب.

وقال «خاشقجي»، في تغريدة عبر «تويتر»: «إن زيارة السبهان للرقة تأتي في إطار شراكة السعودية في الحرب على داعش، يحاول البعض توظيفها للإساءة للعلاقات السعودية التركية»، داعياً إلى «وقف هذا التخندق».

ووفق صحيفة «يني شفق» التركية، فإن الوزير السعودي والمبعوث الأمريكي تجوّلا في «معسكرات الإرهابيين» في المنطقة التي اتُفق على إعادة إعمارها خلال زيارة الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» إلى المملكة العربية السعودية قبل مدة.

وقالت مصادر تركية: إن «السبهان» التقى مسؤولين في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعده أنقرة منظمة إرهابية وتهديداً لأمنها القومي، كما أنه عقد 3 اجتماعات خلال الزيارة مع ما يسمى بالمجلس المحلي في الرقة.

وأوضحت الخليج الجديد أنه يبدو أن الرياض لجأت إلى الورقة الكردية للرد على الموقف التركي المساند لقطر.

وربما تثير الزيارة، غضباً واسعاً في أنقرة؛ حيث تعد تركيا «ب ي د» تنظيماً إرهابياً، وتعد اللعب بالورقة الكردية تلاعباً بأمنها القومي.

ولا تخفي أنقرة خشيتها من استغلال الأكراد الحرب الحالية في سوريا في تنفيذ مشروعهم لقيام دولة كردية في شمالي سوريا، على غرار إقليم كردستان العراق، وتقلق من أن تشجع هذه الخطوة الأكراد في تركيا على المطالبة بخطوة مماثلة.

وأعلن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للتعاون الدولي حول مكافحة “داعش” بريت ماكغورك، أن تنظيم “داعش” خسر نحو 6 آلاف من مسلحيه في الرقة.

وكتب ماكغورك في حسابه الرسمي على موقع “تويتر”: “زعم (داعش) يوماً أنه عنيف، وها هو الآن بائس وقضيته خاسرة”.

وأكد المسؤول الأمريكي، الذي زار الرقة وغيرها من المناطق الخاضعة سابقاً لسيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي، أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات في إعادة إعمار المدينة التي كانت معقلاً للتنظيم الإرهابي.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق، أن الولايات المتحدة ستتصدر جهود المساعدة في إزالة الأنقاض واستعادة الخدمات الأساسية بعد هزيمة “داعش” في الرقة معقله الأساسي بسوريا.

وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة الثلاثاء انتصارها على تنظيم “داعش” في الرقة، ورفعت أعلامها وصور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المسجون في الساحة الرئيسة في المدينة.

ووصفت تركيا رفع صورة أوجلان بأنه يلحق مزيداً من الضرر بالعلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن، وانتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشدة هذا الموقف.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم للصحفيين، خلال زيارته مسجدا في اسطنبول، “إنني أتعجب، هل تريد الولايات المتحدة أدلة أخرى كي تقر بأن وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية؟”.

وأضاف قائلاً: “إن عرض صورة لزعيم حزب العمال الكردستاني يضر العلاقات الأمريكية التركية بشدة.. بهذه الخطوة تتعاون الولايات المتحدة ليس مع الإرهابيين فحسب، بل تهدد مستقبل سوريا”.

ومن جانبها أدانت وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” رفع صورة لزعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابية؛ عبد الله أوجلان، في مدينة الرقة السورية.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الوزارة، أدريان رانكين غالاوي، في تصريح لمراسل الأناضول.

وأكد “غالاوي” أن بلاده تعد “بي كا كا” منظمة إرهابية منذ عام 1997، وتراها عنصراً مزعزعاً للاستقرار في المنطقة.

وقال: “ندين رفع صورة عبد الله أوجلان، مؤسس وزعيم بي كا كا في الرقة”.

وأشار المتحدث أن واشنطن تواصل دعم تركيا، العضو في حلف الشمال الأطلسي “ناتو”، في كفاحها ضد “بي كا كا”، منذ عشرات السنين.

وأضاف أن بلاده مدركة لحجم تضحيات تركيا الكبير في هذا الصراع.

وذكر غالاوي أن التحالف مدرك للاحتفالات في الرقة، ورفع رموز أوجلان، وأن قيادة “قوات سوريا الديمقراطية” لم توافق على رفع هذه الرموز، بحسب تعبيره.

وأردف: “علاوة على ذلك، فإن التحالف لا يقبل رفع تلك الرموز والصور التمييزية، في وقت يتطلب التركيز على دحر داعش في سوريا”.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن المتحدث باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، العقيد رايان ديلون، للأناضول، عدم القبول برفع صور أوجلان في الرقة.

إلا أن المتحدثة باسم البنتاغون، دانا وايت، تهربت خلال مؤتمر صحفي أمس الأول، من الإجابة عن سؤال مراسل الأناضول حول الواقعة، واكتفت بالقول: “نعمل مع قوات سوريا الديمقراطية، وندعمها، وسنواصل ذلك”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى