روسيا تروج لمؤتمر في حميميم .. وبوتين يقول: إن المؤتمر سيناقش تشكيل مجلس شعب من المعارضة والنظام

عواصم ـ راديو الكل

بعد تسريبات صحفية عن سعي روسيا للتحضير لاجتماع موسع في حميميم يضم أطيافاً من المعارضة تختارهم موسكو مع النظام، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن هناك مقترحاً بعقد مؤتمر يضم جميع السوريين وتشكيل مجلس الشعب السوري من المعارضة والحكومة، في حين قال متحدث باسم الأمم المتحدة: إن ديمستورا سينقل المبادرة الروسية إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

ورفضت الأمم المتحدة، التعليق على مبادرة طرحها الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، أمس، بشأن عقد مؤتمر يضم جميع السوريين للتباحث حول مستقبل بلادهم.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، للصحفيين في مقر المنظمة الدولية بنيويورك: “لا نريد إصدار تعليق الآن على المبادرة الروسية”.

وأضاف “حق”: “التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، أمس، مع استيفان دي ميستورا (المبعوث الأممي إلى سوريا)، الذي بدوره سيقوم بنقل المقترح الروسي إلى الأمين العام (للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش) خلال اجتماعهما المزمع عقده في نيويورك، الاثنين المقبل، قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، الخميس القادم”.

وأمس الخميس، قال الرئيس بوتين، في كلمته خلال الجلسة الختامية العامة لمنتدى “فالداي” الدولي للحوار، في مدينة “سوتشي” الروسية: إن هناك مقترحاً بعقد مؤتمر يضم جميع السوريين وتشكيل مجلس الشعب السوري من المعارضة والحكومة.

وقال: إن الخطوة التالية بعد إنشاء مناطق تخفيف التوتر قد تتمثّل بعقد “مؤتمر شعوب سوريا لمصالحة النظام والمعارضة، مؤكداً أنّ هذا الهيكل الجديد، من المخطط له أن يضم ممثلين عن النظام وفصائل المعارضة وكذلك جميع الطوائف العرقية والدينية”.

ورأى ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي، أنه من السابق لأوانه الحديث عن متى وكيف سيتم تشكيل هذا المؤتمر، الرئيس بوتين أعلن خلال حديثه أمام منتدى فالداي، أن هذه المبادرة تجري مناقشتها نقاشاً جدياً، بما في ذلك الخطوط العامة لها، وهذه المبادرة دعوة مشتركة يعمل على تقديمها، على وجه الخصوص، الاتحاد الروسي، وأنتم تعلمون أن الرئيس قال: “إن تنفيذ هذه المبادرة سيكون على المدى الطويل، وسيساعد على إكمال عملية تطبيع الأوضاع في سوريا بطريقة مستدامة”.

وأشار إلى أن الرئيس بوتين تحدث عن وجود فهم للاتجاه العام الذي يمكن أن تتحرك فيه الأمور من أجل مواصلة البحث عن تسوية، وطريقة تفعيل ذلك بالتفصيل، وكذلك طريقة تنفيذ الخطة المناسبة.

وكانت صحيفة الشرق الأوسط نقلت عن مصادر دبلوماسية غربية قولها: “إن هناك خطة روسية تتضمن عقد حوار بين ممثلي المصالحات والمجالس المحلية المنبثقة من اتفاقات خفض التصعيد والإدارات الذاتية الكردية والنظام في قاعدة حميميم، ثم عقد مؤتمر حوار وطني في مطار دمشق بضمانات روسية، لبحث تعديل الدستور أو المسودة الروسية، وإقرار الإدارات الذاتية وخيار تحويل سوريا إلى دولة اتحادية”.

المصادر أوضحت أن الروس طرحوا فكرة عقد مؤتمر في حميميم خلال لقاء جمع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع قائد ما يسمى بوحدات حماية الشعب الكردية سبان حمو في القاعدة الروسية، حيث تحدث شويغو عن «النموذج الروسي» بعدِّه نموذجياً لسوريا الجديدة، الأمر الذي يمكن تفسيره بقبول موسكو «مبدأ الفيدرالية».

حمو، من جهته، قال لشويغو بحسب الشرق الأوسط: إن «وحدات حماية الشعب» و«قوات سوريا الديمقراطية» أثبتت كفاية عالية في الحرب ضد الإرهاب منذ تحرير كوباني قبل سنتين، و«الوحدات» لديها قضية تتعلق بالشعب الكردي ومستعدة للتعاون مع أي طرف يقدم لها الدعم سواء كان أمريكياً أو روسياً، لذلك هي تتعاون مع واشنطن شرق نهر الفرات ومع موسكو غرب النهر، بحسب المصادر الدبلوماسية.

وقالت مصادر كردية: إن ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير خارجية روسيا، التقى في مدينة القامشلي مسؤولي ما يسمى بـ “حركة المجتمع الديمقراطي” في المدينة و”الإدارة الذاتية بكوردستان سوريا”، وتمت مناقشة “مطالب الأكراد وشعوب شمالي سوريا المستقبلية”.

وأضاف المصدر أن “مبعوث الرئيس الروسي سيناقش مطالب الأكراد مع النظام للوصول إلى اتفاق بناء على مخرجات مؤتمر حميميم”.

وأشارت المصادر إلى أن “الطرف الكردي من جانبه طالب نائب وزير الخارجية الروسي بحماية وتطبيق النظام الفيدرالي”، موضحاً أنه “من المقرر أن يُعقد مؤتمر حميميم في 10/11/2017، بحضور نحو 1200 عضو”.

يشار إلى أن تصريحات متباينة صدرت عن مسؤولين بنظام الأسد حول ما يسمى بالإدارة الذاتية شمالي سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتمثلت بعض التصريحات بتوجيه تهديدات مختلفة، في حين أوضحت تصريحات أخرى استعداد النظام للبدء بالمفاوضات لبحث مطالب ما يسمى بالإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى