ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للإستماع

ليس هناك شيء اسمه نصر في سوريا كما يقول غاريث بايلي المبعوث البريطاني إلى سوريا، الذي يضيف في مقالة له في الشرق الأوسط أنّ قوات النظام تتضاءل وتعتمد على الميليشياتِ الأجنبية.

من جانبها، تتحدث مجلة فورين بوليسي في مقال لها عن أنه بعد هزيمة داعش ما زالت “معالم المرحلة المقبلة في وادي الفرات قيد الدراسة، وفي الحياة اللندنية يقول عبد الوهاب بدر خان: إنّ المواجهة مع إيران هي جوهر استراتيجية ترامب.

وفي الشرق الأوسط كتب غاريث بايلي مبعوث بريطانيا الخاص إلى سوريا مقالاً تحدث فيه عن تجربته خلال السنوات الثلاث الماضية قبيل مغادرته منصبه، وقال: “لا شك أن هذا الصراع شهد أياماً وفظائع أسوأ بكثير، وأغلبها من صنع نظام الأسد الذي لا يعبأ بصالح الشعب السوري؛ إذ شهدت سوريا استخدام أسلحة كيميائية، وحصارات وحشية، وهجرة قسرية، وكذلك – بعيداً عن العيون – اعتقالات تعسفية، وتعذيباً، واختفاء مواطنين. والكثير من هذه الممارسات ما زال إلى اليوم مستمراً تحت ستار حرب ضرورية ضد الإرهابيين، في محاولة لحجب واقع شن حرب هوجاء على المواطنين السوريين.

وعلى رغم كل التعقيدات التي تنطوي عليها هذه الحرب، فإنني ما زلت أؤمن بثلاث حقائق:

الحقيقة الأولى، ليس هناك شيء اسمه «نصر»، ولن يكون لهذا الصراع «حل عسكري»، وقوات الأسد تتضاءل باستمرار، ويزداد اعتمادها في البقاء باطراد على الميليشيات الأجنبية والقوة الجوية التي تحميها. ومن خلف الخطوط الأمامية المتقدمة، تخلّف قوات النظام والميليشيات وراءهم أراضي ممزقة الأوصال تخضع لتسلّط أمراء الحرب الساعين لتحقيق مكاسب شخصية قبل أي شيء آخر.

الحقيقة الثانية: بإمكان سوريا أن تجد السلام الحقيقي بالانتقال بعيداً عن الأسد إلى حكومة يمكنها حماية حقوق جميع السوريين، وتوحيد البلاد وإنهاء الصراع.

والحقيقة الثالثة التي أؤمن بها تتعلق بما يحدث حالياً: التهدئة، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية لتقليل وتهدئة وتيرة العنف في أنحاء البلاد.

الحقيقة الرابعة: وهي، خلافاً للحقائق الثلاث السابقة، حقيقة لست متأكداً كيف سينتهي بها المطاف؛ ألا وهي ضرورة المضي قدماً في عملية الانتقال، وأن السوريين هم من سيقرر كيفية حدوث ذلك.

من جانبها نقلت مجلة فورين بوليسي عن مصادر عسكرية أمريكية قولها: “إن مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم داعش في الرقة؛ استدعت نقاشات معمَّقة داخل الأوساط العسكرية محورها مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا، لمواجهة وكلاء إيران واستغلال الفرصة لملء الفراغ”.

وأشارت المصادر الرفيعة في وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن “معالم المرحلة المقبلة في وادي الفرات ما زالت قيد الدارسة، لكن لا توجد مدة زمنية محددة لإعدادها”.

وأضافت: أن “تقديرات البنتاغون تشير إلى أن ما تبقى من حجم تنظيم داعش في المنطقة الممتدة من نهر الفرات إلى الحدود السورية العراقية يبلغ نحو 6500 مسلح، وهي المنطقة التي يعتقد أن قيادات رئيسة للتنظيم توجد فيها”.

ويخشى البنتاغون من أن تصبح تلك المنطقة الجغرافية بين مدينة الرقة والحدود العراقية “منطقة محرَّمة، خاصة في ظل الوجود المكثف لروسيا والقوات الحليفة للنظام.

من جانبها قالت صحيفة “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها: “إن هزيمة تنظيم داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية في العاصمة الفعلية له، تعد انتصاراً مهماً في الحرب المتعددة الجبهات لتطهير سوريا من الخلافة السامة، وستكون رقصة حرب لو لم تعرف واشنطن وحلفاؤها سريعاً ما الذي يجب عمله بعد ذلك وكيفية تحقيقه”.

وتضيف الافتتاحية: “ربما كان تنظيم داعش في حالة من الهروب، إلا أن تنظيم القاعدة الذي خرج منه كان في أسوأ حال عام 2008، واحتاج فقط 3 سنوات ليستفيد من السياسة المتخبطة التي قامت بها حكومة بغداد ضد السنة في العراق، ما فتح الباب أمام خروج تنظيم القاعدة في العراق أخطر مما كان عليه”.

وتقول “فايننشال تايمز”: “من دون خطة سريعة تشمل السنة، حول إدارة المناطق السورية التي تمت السيطرة عليها، فإن الأمر ذاته سيحدث مرة أخرى، وحتى تبدأ الولايات المتحدة وحلفاؤها التفكير بطريقة استراتيجية، فإن خسائر تنظيم داعش ستصبح مكاسب للنظام وراعيته إيران”.

في صحيفة الحياة اللندنية يقول عبد الوهاب بدرخان: إن المواجهة مع إيران هي جوهر «استراتيجية ترامب»، وإنها قد تستدرج حرباً تكاثر الحديث عنها أخيراً، فالأجهزة الإسرائيلية كثّفت أخيراً اتصالاتها مع واشنطن وموسكو، وطرحت أفكاراً في شأن الوجود الإيراني في سوريا وحدّدت الخطوط الحمر التي ترفض تجاوزها.

ويقول: إذا صحّت هذه التوقّعات، فلن تكون الحرب وشيكة فهي تتعلّق أولاً بمرحلة «ما بعد داعش» في العراق وسوريا، ثم بتثبيت «مناطق خفض التصعيد» في سوريا، وأيضاً بجلاء الصراع حول المسألة الكردية، وكلّها محطات تسعى إيران إلى استغلالها في تعزيز نفوذها.

وأضاف أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة للمواقع الإيرانية في سوريا تشكّل جزءاً من السيناريو الذي يدور تحت أنظار الروس، ولعل ما يدعم احتمالات المواجهة العسكرية أن إيران تريدها طالما أنها أولاً خارج أراضيها، وثانياً تؤمّن لها إدامةً للصراعات إذا لم تحصل على اعتراف بنفوذها، وهو ما لا ينفكّ يبتعد، لذلك فإن مناخ المواجهة قد يجعلها أكثر عدوانية في عموم المنطقة العربية.

عواصم ـ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى