ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

مؤتمر الشعوب السورية الذي دعا إليه الرئيس الروسي هو استكمال لمناطق تخفيف التوتر كما يقول سمير عطا لله في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط، وكتب عمر قدور في الحياة اللندنية: سقطت «عاصمة داعش» الرقة، التنظيم كأنه تبخر في قسم كبير منه، وربما عاود الظهور في مكان آخر من المنطقة أو العالم، وفي “التايمز” البريطانية مقال تحليلي للكاتب توم بارفيت، يعلق فيه على سقوط الرقة، قائلاً: إن القوى الأجنبية مستعدة لتقسيم سوريا.

وفي الشرق الأوسط كتب سمير عطا الله تحت عنوان “شعوب سوريا؟!”  ..تبدو الأشياء في الوهلة الأولى بعيدة التصديق، ثم تعتاد الناس عليها، ثم تتحول إلى حقائق. وعندها، لا بد أن يتحول الناس إلى واقعيين، والذي يفرض الوقائع هو من يفرض الحقائق، وفي هذه الحالة هي روسيا.

وأضاف: إن مؤتمر شعوب سوريا الذي دعا إليه بوتين من سوتشي، هو استكمال «لمناطق خفض التصعيد» وبعد إضافي لتصريح وكيل وزارة الخارجية سيرغي ريابكوف عن سوريا اتحادية في مارس (آذار) الماضي.

وقال: إن الرئيس الروسي لم يرَ العالم من المنظار السوري وحده، بل من إطار النزاعات القائمة في كل مكان: كوريا الشمالية وكاتالونيا وأوكرانيا وليبيا، وأيضاً في الخلاف مع الولايات المتحدة. وقال: إن متغيرات عالم اليوم سريعة جداً، واصفاً أمريكا بأنها «الأخ الأكبر». ويا لها من متغيرات. «فالأخ الأكبر» هو اللقب الذي أطلقه جورج أورويل في روايته «1984» على الاتحاد السوفياتي ونظامه المخابراتي.

وتساءل عطا الله بقوله: إلى ماذا يمهد الرئيس الروسي؟ ليس إلى حل وشيك، بل إلى مرحلة تالية، وقد سمّى جميع الدول المعتمدة في الوصول إلى التسوية، في حين أرسل وزير دفاعه إلى إسرائيل. لقد دخلنا المرحلة الأكثر تشابكاً وعقداً: مرحلة احتساب الخسائر والأرباح، ومرحلة صياغة التوافقات والاتفاقات، والصياغة هي المرحلة الأكثر أهمية، لأنها إلزام تاريخي، ومن هنا تبدو مصطلحات وتعابير بوتين أبعد من مجرد مفاجأة سياسية.

وفي الحياة اللندنية كتب عمر قدور تحت عنوان “سوريون ذاهبون إلى مختبر «داعش»” ..إذاً، سقطت «عاصمة داعش»، الرقة، التنظيم كأنه تبخر في قسم كبير منه، وربما عاود الظهور في مكان آخر من المنطقة أو العالم.

لا يُستبعد أن يكون سوريون آخرون في طريقهم إلى مختبر داعش، وهذه الفرضية تخالف ما كان موقتاً في التنظيم لجهة إعلان دولة الخلافة، وما استتبعه الموقت من تركيز على سردية «الحاضنة الشعبية»، السوريون المرشّحون للذهاب إلى مختبر داعش «أو ما يشبهه» ليسوا حاضنة شعبية بالدلالة المجتمعية الراسخة، هم أفراد، أو ذئاب منفردة وفق التسمية الدارجة، وانسلاخهم المجتمعي سيكون الحافز الأشد للانضواء في موجة التطرف العدمي.

السوريون المعنيّون هم سوريو أوروبا من اللاجئين الجدد، مع تفاوت يفرضه واقع كل دولة أوروبية، وأيضاً مع تفاوت في استعدادات اللاجئين. بدءاً، ينبغي التنويه بأن الجيل الأول من اللاجئين ما يزال حتى الآن تحت فكرة الخلاص من القتل أو الاعتقال، ولم يتسنَّ لمعظمه الابتعاد عن العلاقة الوثيقة بالشأن السوري اليومي، سواء بسبب بقاء جزء من مقرّبيه في الداخل، أو لما تفرضه تطورات الوضع السوري التي لم تتوقف حتى الآن.

غني عن الذكر ألا تكون ثمة حتمية تجعل اللاجئين السوريين أو سواهم دواعش، إلا أن التفكر في هذه الاحتمالية قد يؤدي إلى وعي المسافة الرمزية بين الإرهابي الجديد كذئب منفرد واللاجئ كذئب مستوحش. الذين عبروا هذا البرزخ لم يعد أحد منهم ليشرح لنا، وحكومات الغرب إما أنها تفهم ما يحدث وتصرّ على تكراره، أو أنها لا تريد الفهم

من جانبها، نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية مقالاً تحليلياً للكاتب توم بارفيت، يعلق فيه على سقوط الرقة، قائلاً: إن القوى الأجنبية مستعدة لتقسيم سوريا .

ويضيف بارفيت في مقاله، أن “التنافس الآن على المناطق التي أخلاها تنظيم داعش وطرد منها، سيبدأ من الرقة، التي تم تدميرها بعد أسابيع من حرب الشوارع، وفي الوقت الذي وعدت فيه الولايات المتحدة والأكراد، الذين يشكلون غالبية المقاتلين في سوريا الديمقراطية، بتسليم المدينة لمجلس مدني، إلا أن هناك أكثر من مجلس يتنافس على إدارتها، وهناك مناطق أخرى ستشهد التنافس ذاته، ففي دير الزور أصبح التنظيم محاصراً في شرقي المدينة، في حين لا يزال يسيطر على المدنية الحدودية البوكمال”.

ويقول الكاتب: “لو أصبح التقسيم حقيقة، فإن اللاعبين كثر: الولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج وروسيا وإيران والمليشيات الشيعية من لبنان والعراق ومناطق أخرى من العالم”.

ويشير بارفيت إلى أن نهاية اللعبة السورية ستدفع الأكراد لتحقيق طموحهم بإيجاد كيان في سوريا، لافتاً إلى أن تركيا قامت في الأسبوع الماضي بإنشاء مواقع عسكرية لها في إدلب من أجل وقف هذا الطموح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى