دول غربية تعلن تقديم مساعدات مالية للرقة وروسيا تنتقد

بُعيد إعلان سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري على الرقة، أعلنت عدة دول غربية تقديمها مساعدات مالية لإعادة البنى التحتية في المدينة التي تدمر نحو 90% من أحيائها، وترافق ذلك مع زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان إلى الرقة برفقة المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك، في حين لقيت هذه الخطوة من جانب الدول الغربية انتقادات من روسيا وعدتها محاولة لإخفاء حجم الدمار، ودعماً للانفصال.

وخصصت بريطانيا مبلغاً قدره أكثر من 13 مليون دولار لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين في مدينة الرقة، بعد استعادتها من تنظيم داعش.

ونقلت وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية عن وزيرة التنمية الدولية البريطانية، بريتي باتل قولها: “إن من المهم جداً أن يساعد المجتمع الدولي حيوياً في استعادة الحياة السلمية، مشيرة إلى أن بلادها سترسل إلى الرقة وسائل لرفع الألغام وأدوات ومعدات طبية.

وسيشارك الخبراء البريطانيون في إجراء 145 ألف استشارة طبية وتقديم المساعدات النفسية لـ 1.6 ألف شخص، كما سيحصل سكان المدينة على 31 ألف سلة من المساعدات.

جاء ذلك بعد خطوة مماثلة من قبل فرنسا وألمانيا، حيث قررتا منذ يوم الجمعة الماضي، تقديم عشرات ملايين اليوروهات لمساعدة الرقة بعد تحريرها من “داعش”.

كما أبدت الأمم المتحدة، في وقت سابق، استعدادها لدخول مدينة الرقة وإيصال المساعدات الإنسانية إليها بعد عودة الأمان.

وأكد المستشار السياسي لقوات سوريا الديموقراطية «آمد سيدو» أن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج «ثامر السبهان»، زار شمالي سوريا مع قافلة أمريكية لمناقشة إعادة إعمار الرقة.

وأضاف سيدو بحسب رويترز، أن السبهان «زار المنطقة مع بريت ماكغورك، المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف، والتقى بأعضاء مجلس الرقة المدني».

وأثار إعلان المساعدات الغربية تساؤلات من قبل روسيا التي قال المتحدث باسم وزارة الدفاع فيها اللواء إيغور كوناشينكوف: إن سبب هذه الخطوة يعود إلى “الرغبة في إخفاء آثار القصف الوحشي لطيران التحالف الدولي والأمريكي بسرعة، والذي دفن تحت الأنقاض في الرقة آلاف المدنيين المحررين من تنظيم داعش”.

ورحب المسؤول الروسي بالتجاوب الدولي، لكن أعرب عن “قلقه” إزاء إعلان تمويل عاجل لمدينة الرقة، مضيفاً أن التصريحات الأمريكية حول “الانتصار المتميز” على “داعش” في الرقة تثير حيرة في موسكو.

من جانبه، رأى المحلل السياسي الروسي ماتشيسلاف ماتوزوف، أن هذه المساعدات هي “محاولات أمريكية لدعم الأكراد في سوريا للانفصال كما هو الحال في تجربة أربيل التي أخفقت الولايات المتحدة في دعم أحزابها في الوصول إلى أهدافها بتكوين دولة مستقلة”.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن ماتوزوف قوله: “إنه بعد إخفاق المحاولات الأمريكية في العراق، لابد أن ينتبه أكراد سوريا إلى عدم اللجوء إلى المساعدات الغربية أو الحلول الغربية في وقت الحديث عن الحل السياسي الداخلي”.

وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب أعلن، أول أمس السبت، أن تحرير الرقة كان إنجازاً حاسماً في الحملة ضد “داعش”.

وتمكنت قوات “سوريا الديمقراطية” بدعم من التحالف، يوم الثلاثاء الماضي، من السيطرة بالكامل على مدينة الرقة، بعد معارك مع ما تبقى من المقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم داعش.

وتعرضت المدينة خلال المعارك التي شهدتها طوال السنوات الماضية لدمار كبير طال معظم المرافق العامة والممتلكات الخاصة، ووثقت صحيفة الحرمل الرقاوية مقتل نحو 1000 مدني منذ بدء معركة تحرير الرقة التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية في حزيران الماضي، في حين أشارت إلى تدمير كامل للبنى التحتية في المدينة ونحو 90% من الأبنية السكنية.

وأفادت مصادر مجلس الرقة المدني بأنه يستعد للبدء بتأهيل شبكة المياه والصرف الصحي تمهيداً لعودة الأهالي إلى منازلهم، في حين سيتم تنظيف المدينة ونقل الأنقاض المدمرة كخطوة أولى إلى خارج المدينة بعد أن تنتهي الفرق الهندسية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية من عمليات تمشيط المدينة وإزالة الألغام.

وتشمل عمليات إعادة الإعمار تأهيل الشبكة الكهربائية وتنفيذ مخططات جديدة لمشروعات بناء المدينة.

وستبدأ لجنة إعادة إعمار الرقة من الأحياء الأقل تضرراً والتي تشهد كثافة سكانية كبيرة وخاصة في الأحياء الغربية والتي تم تنظيفها من الألغام، وسط إمكانات ضعيفة في توافر الآليات اللازمة للبدء بترحيل الأنقاض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى