ما بعد الرقة والتطورات على الساحة السورية في مقالات الصحف

للاستماع

هزيمة المتطرفين في سوريا هيأت لجولة جديدة من الصراع، والنظام لن يقدم أي تنازل لمعارضيه بحسب نيويورك تايمز.

وتقول واشنطن بوست في تقرير لها: بعد الرقة شبح الروس والنظام يحوم حول ما تبقى من سوريا.

من جانبها نشرت صحيفة أكشام التركية مقالاً للكاتب مراد كلكيتلي أوغلو قال فيه: إن المنطقة تتجه نحو نهاية مرحلة تلخص مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعدته الولايات المتحدة.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً لكل من “آن بارنارد” و “هويدة سعد”، تقولان فيه: إن القوات التي تدعمها أمريكا، والتي أخرجت تنظيم داعش من الرقة، بدأت عملية تنظيف البلد من الألغام، مستدركتين بأن هزيمة المتطرفين جهزت الحلبة لجولة جديدة من الصراع وعدم الاستقرار في الحرب الأهلية السورية الطويلة.

ويكشف التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، عن أن الجهاديين الفارين بدؤوا بالتجمع في مناطق نائية، ويعيدون تسلحهم بمساعدة مهربي الصحراء، مشيراً إلى أن التوتر بدأ يتصاعد حول من في المحصلة سيسيطر على الرقة، حيث أعلنت الميليشيات الكردية والعربية التي تدعمها أمريكا الانتصار فيها يوم الثلاثاء.

وينوه التقرير إلى أن “آلافاً من مقاتلي داعش سُمح لهم بأن يسلموا أسلحتهم ويذهبوا أحراراً من خلال ثغرة غريبة ميزت هذا الصراع، فقبل الهجوم الأخير على معقل من معاقلهم لم يكن غريباً أن ترى الحافلات متوقفة تحمل المقاتلين وعائلاتهم لتنقلهم من ساحة المعركة إلى منطقة أخرى يسيطر عليها التنظيم”.

وتختم “نيويورك تايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن الأسد لم يقدم أي تنازلات حتى لمعارضيه غير المسلحين، الذين أدى تظاهرهم للمطالبة بالمزيد من الحقوق ونهاية للفساد في 2011، وهذا ما يترك “احتمالاً ضئيلاً للإصلاح والمصالحة وإعادة البناء”، بحسب المحلل المتخصص في الشأن السوري بيتر هارلنغ.

صحيفة واشنطن بوست نشرت تحليلاً لـ “كارين دي يونغ” و “ليز سلاي”، بعنوان “بعد الرقة شبح الروس والنظام يحوم حول ما تبقى من سوريا”، وتحدث عن الخيارات المتاحة للولايات المتحدة في سوريا حيث جاء فيه: إن التقدم السريع للروس والميليشيات المدعومة من إيران في شرقي سوريا يحبط آمال الجيش الأمريكي بالتقدم عميقاً في مناطق تنظيم داعش بعد معركة الرقة.

وتضيف الصحيفة أن زيادة المناطق التي يسيطر عليها التابعون لبشار الأسد تعد ورقة ضغط في المفاوضات السياسية حول مستقبل سوريا التي تأمل الولايات المتحدة استئنافها في الشهر المقبل.

وفي ظل احتمالات سقوط ما تبقى من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بأيدي النظام، فعلى إدارة دونالد ترامب أن تقرر فيما إن كانت ستظل من أجل حماية المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية.

وتشير الصحيفة إلى قيام مقاتلات حماية الشعب الكردية رفع صور الزعيم الكردي السجين لدى تركيا عبد الله أوجلان في الساحة الرئيسة للرقة، وهو ما سيغضب تركيا الغاضبة أصلاً على دعم الولايات المتحدة لهذه الجماعة التي تعدها جماعة إرهابية، ولن يرضى السوريون من رؤية صور أوجلان في الرقة.

وانتشرت صوره في الساحة الرئيسة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا لا يعرف أهل مدينة الرقة العربية إن كان خروج تنظيم داعش تحريراً أم احتلالاً. ومع ذلك فبقاء الولايات المتحدة في سوريا لحماية حلفائها سيورطها في نزاع بين العرب والأكراد وتركيا.

وترى الصحيفة أن كل هذا يعتمد على سرعة إعادة الإعمار للمدينة، ومن هنا كان لافتاً زيارة الوزير السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان برفقة بريت ماكغورك مبعوث الرئاسة الأمريكية لدول التحالف في محاولة للحصول على دعم السعودية في عملية الإعمار، وستكون مكلفة لأن المدينة مدمرة.

ونشرت صحيفة “أوترا ري” الروسية تقريراً، تحدثت فيه عن الوجود العسكري الروسي في سوريا وقالت: إنه من المقرر أن تنتهي العملية العسكرية الروسية في سوريا مع نهاية هذه السنة، إلا أنه لن يتم تخفيض عدد القوات العسكرية الروسية الموجودة في سوريا.

وأفادت الصحيفة أن روسيا ستبقى تساعد رأس النظام على الاحتفاظ بسلطته فضلا عن وحدة الأراضي السورية التي تم استعادتها من أيدي تنظيم داعش.

وفي صحيفة ملليت قال نهاد علي أوزجان: إن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيتبع سياسة محايدة في الأزمة بين الإقليم الكردي والعراق سيؤثر في قرارات التنظيمات في المنطقة ومنها حزب العمال، مشيرة إلى أنه بات يدرك بأن الولايات المتحدة قد تتخلى عنه في أي لحظة، وبناء عليه سيتصرف بحيطة وسيعمل على عدم وضع البيض كله في سلة واحدة.

وأضافت أن المرحلة الأولى من الحرب مع داعش في الرقة انتهت، ويعمل حزب العمال على تأسيس دولة عسكرية بسرعة في هذه المنطقة، التي لا يملك فيها حاضنة اجتماعية. وعليه فسوف يتحتم على الحزب تخصيص قوات لا بأس بعددها في المنطقة من أجل مواجهة هجمات من داعش، أو تهديد محتمل يمكن أن يصدر عن نظام الأسد أو السكان العرب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى