بعد الرقة مبادرة روسية حول “الشعوب السورية” وأمريكية حول مرحلة جديدة من التسوية

عواصم – راديو الكل

زخم إعلامي ودبلوماسي وسياسي ترافق مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على الرقة، تجسد بزيارة ثامر السبهان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، وبتصريحات ترامب وبإعلان دول غربية تقديمها مساعدات لإعادة إعمار الرقة، في حين برزت في الجانب الآخر انتقادات من قبل روسيا والنظام للخطوات الغربية إزاء الرقة.

وتميز تحرير الرقة مع بروز نجم قوات سوريا الديمقراطية بمكوناتها التي يغلب عليها العامل الكردي، وذلك بالتزامن مع انعكاس سياسي عسكري من خلال رؤية روسية تبلورت مؤخراً في طرح مؤتمر “للشعوب السورية”، وهو ما جاء على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حين كان مهد له وزير دفاعه سيرغي شويغو من خلال اجتماع عقده مع قائد ما يسمى بوحدات الحماية الكردية سبان حمو في القاعدة الروسية في حميميم، وتم فيها طرح فكرة عقد مؤتمر للنظام والمعارضة يدخل في إطارها المكون الكردي.

وبحسب الشرق الأوسط فقد طمأن شويغو المسؤولَ الكردي بأن روسيا تتحدث عن نموذج روسي في سوريا الجديدة ما فسر بإمكانية قبول موسكو مبدأ الفدرالية.

إدخال العامل الكردي بثقل متناسب مع ما حققه على الأرض في مفاوضات التسوية، يبدو قادماً في مرحلة جديدة تحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين قال في آخر تصريحات له بمناسبة السيطرة على الرقة: “إننا سننتقل قريباً إلى تنفيذ مرحلة جديدة سنقوم في إطارها بدعم قوات الأمن المحلية، وخفض مستوى العنف في جميع أنحاء سوريا، وتهيئة الظروف الملائمة لإحلال سلام مستدام بطريقة لن تسمح للإرهابيين بتهديد أمننا الجماعي مرة أخرى”.

هذه التصريحات عدها الكاتب والصحفي إبراهيم كابان تدل على حلول قادمة ستكون مختلفة عن الحلول السابقة بعد السيطرة على الرقة وتعزيز قوة قوات سوريا الديمقراطية التي لها ثقل عسكري وسياسي وإداري.

تصريحات ترامب حول مرحلة جديدة من التسوية وكذلك تصريحات بوتين حول مؤتمر الشعوب السورية وما رافق ذلك من تسريبات من الدبلوماسيين في كل من البلدين يدل على تحضير لقادم جديد فيما يتعلق بالتسوية.

ويرى أسامة ملوحي رئيس هيئة الإنقاذ السورية أن ثمة تنسيقاً بين الجانبين في المناطق التي تخضع لنفوذ كل منهما في شمال شرقي سوريا وحتى الحدود مع العراق.

التسوية السياسية التي يحضر لها ستكون مختلفة كما تحدث الجانبان الأمريكي والروسي، ولا ترى مصادر قوات سوريا الديمقراطية أنها تخرج عن سياق الحل السياسي الصحيح، إذ إن عدم التوصل إلى تسوية حتى الآن وإخفاق مفاوضات جنيف والمحادثات الأخرى المتعلقة بحل القضية السورية، هو نتيجة عدم مشاركة القوى الكردية والإدارة الفدرالية في الشمال السوري في هذه العملية.

لا تبدو تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خارجة عن التوجه العام للحراك الدبلوماسي القادم، وإن تحدث عميد الدبلوماسية الروسية عن تساؤلات لدى بلاده بشأن ما أسماه بالنهج الأمريكي الجديد وحدوث أمور غريبة في مناطق سيطرة التحالف في سوريا، في حين يعزز وزير إعلام النظام رامز ترجمان فرضية ذاك التوجه بقوله: إن هناك من يحاول سرقة الانتصار في الرقة، عبر ما يتم طرحه من أن السعودية أو أمريكا أو غيرها ستقوم بإعادة إعمار الرقة أو أي مكان آخر، خارج ما أسماه بإرادة الدولة.

الوزير لافروف يتحدث عن نهج أمريكي جديد ويقول: إنه يقضي بإنشاء مجالس محلية في أراضي جمهورية سوريا العربية السيادية، وهو ما يستدعي التساؤل، لكنه يمثل رداً خجولاً يحمل علامات الموافقة على ما جاء في تصريحات الرئيس ترامب بقوله: إن المرحلة القادمة ستشمل دعم القوات المحلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى