ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

للاستماع

عواصم – وكالات

 

صحيفة لاكروا الفرنسية تتساءل في مقال لها عن مستقبل أكراد سوريا والعراق بعد هزيمة تنظيم داعش في ظل انتصار جزء منهم وانحسار الجزء الآخر.

في حين تتحدث واشنطن بوست عن وجوب عدم تكرار ترامب أخطاء أوباما في العراق وسوريا.

وفي التايمز يتحدث الدكتور فراس ممدوح الفهد عن الصعوبات التي تواجه الأهالي بعد السيطرة على الرقة.

وتساءلت صحيفة “لاكروا” الفرنسية عن مستقبل أكراد العراق وسوريا بعد هزيمة تنظيم داعش في ظل انتصار جزء منهم وانحسار الجزء الآخر.

فأكراد سوريا كانوا في طليعة القوات التي حررت مدينة الرقة من قبضة تنظيم داعش.

وهم يعيشون اليوم نشوة ذلك النصر، في الوقت الذي يمر فيه إخوانهم العراقيون في الجانب الآخر من الحدود بأحلك أوقات تاريخهم.

كيف لا وقد استولت بغداد على معظم الأراضي التي سيطروا عليها منذ العام 2005، وخاصة خلال الحرب ضد داعش، وذلك رداً على استفتاء الاستقلال الذي أجروه في 25 سبتمبر/أيلول 2017.

لا شك – بحسب الأستاذ بمعهد التاريخ بجامعة نوشاتيل والخبير في الشؤون الكردية جوردي تيجل – أن أكراد سوريا أقوى اليوم من ذي قبل مما يعطيهم فرصة للتفاوض مع دمشق، ولكن يبقى السؤال حول الأهداف.

ويلفت تيجل إلى أن أهداف الحزب الكردي السوري الاتحاد الديمقراطي لا تزال غير واضحة.

لكنه يكشف في الوقت نفسه عن اجتماع قال: إنه جرى في الآونة الأخيرة بين وسيط روسي مسؤول عن الشرق الأوسط وأفريقيا، وبين مسؤولين أكراد في الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في شمالي سوريا، وذكر أن النقاش تمحور حول مناقشة مسألة الفدرالية ضمن سوريا موحدة.

كما أجروا مفاوضات بحسب الصحيفة مع وزارة الداخلية التابعة للنظام حول الموضوع ذاته فهل ذلك تمهيد للفدرالية؟

من الصعب معرفة ما يطمح إليه حزب الاتحاد الديمقراطي، إذ شهد مشروعه الذي ما فتئ يتحقق منذ بداية الثورة السورية في العام 2011، العديد من التغييرات بحسب التطورات الميدانية.

فأكراد سوريا أقوى من أي وقت مضى ولكن الولايات المتحدة يمكن أن تتخلى عنهم في أي وقت، فهذا الدعم الخارجي غالباً ما يكون متقلب الأطوار، ولذلك فإن أكراد سوريا أكثر واقعية وهم يسعون لإيجاد حل مع دمشق، حتى لو كلفهم ذلك التواصل مع النظام المنبوذ عالمياً.

لكن حتى طموحهم لحكم ذاتي تعترضه مسألة إعادة توزيع مداخيل النفط الموجود أساساً في منطقة دير الزور، إذ لا يتوقع أن تقبل حكومة النظام بنقاش تلك المسألة، فضلاً عن الموافقة عليها.

وعليه فإن النفوذ السياسي الذي تمكن أكراد سوريا من تحقيقه قد لا يصاحبه نفوذ اقتصادي حقيقي يمكنهم من تحقيق ما يصبون إليه.

من جانبه يؤكد الدكتور فراس ممدوح الفهد عضو مجلس الرقة المدني في مقابلة مع مجلة التايمز الأمريكية صعوبة التحديات أمام مجلس الرقة المدني بعد خلاص الرقة من تنظيم داعش ومنها:

  • العدد الكبير جداً من الألغام المنتشرة في المدينة، وعدم تقدم سوى 3 شركات أجنبية لفك الألغام في المدينة، ومناشدة المجلس للمجتمع الدولي لمساعدة الرقة في محنتها هذه.
  • حاجة الرقة لأكثر من الـ56 آلية المقدمة من التحالف الدولي لجرف آثار الدمار المؤسف فيها.
  • حاجة الرقة بسرعة عاجلة لمساعدة منظمات الصحة العالمية لرش غازات لمنع انتشار الأوبئة فيها لانتشار كبير لرائحة الجثث في المدينة وتأخر ذلك يؤدي إلى حدوث آفات يصعب احتواؤها.
  • حاجة الرقة لإعادة البنية التحتية لها من جسور وشبكات المياه والكهرباء وغيرها الكثير.

من جانبها ترى صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن اعتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يستطيع إخراج الولايات المتحدة من العراق وسوريا من دون إلحاق أي أضرار بمصالح واشنطن الاستراتيجية يعني أنه يكرر أخطاء سلفه باراك أوباما.

وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني “أن فشل الولايات المتحدة في الدفاع عن حلفائها أو تشجيع ترتيبات سياسية جديدة لبغداد ودمشق من شأنه أن يؤدي إلى نشوب مزيد من الحروب وتصاعد تهديدات إرهابية جديدة، وفي النهاية سيدفع بواشنطن إلى مزيد من التدخل”.

وأضافت يبدو أن واشنطن تعتزم التنحي جانباً في سوريا في وقت تعمل روسيا وإيران على استعادة سلطة نظام بشار الأسد الملطخة بالدماء، وتوطيد قواعدهما هناك.

وأضافت أنه على عكس واشنطن، تنوي موسكو وطهران بوضوح مواصلة دعم حلفائهما حالما يتم القضاء على تنظيم (داعش).

وبدلاً من البقاء في سوريا، تقول وزارة الخارجية الأمريكية: “إن الخطة تهدف إلى تسليم الرقة إلى دول أخرى”، ما يعني على الأرجح روسيا وإيران ونظام الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى