ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

في الحياة اللندنية كتب “عبد الوهاب بدر خان”، عن تعبير “شعوب سوريا” الذي يروج له بوتين متسائلاً في مقال له فيما إذا كان هذا التعبير يشمل اللاجئين. وفي الشرق الأوسط كتب “سمير عطا الله” مقالاً تحت عنوان “أوجلان طليقاً في الرقة”، تحدث فيه عن الإدارة المدنية بعد السيطرة على المدينة. في حين نقرأ في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية مقالاً يتحدث عما أسماه بكردستان السورية وبأنها قد تصبح نقطة انطلاق سعودية.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب “عبد الوهاب بدرخان” تحت عنوان “شعوب سوريا هل تشمل اللاجئين … اسألوا بوتين!”.. إذا كان بوتين يقصد بـ «شعوب سوريا» التنوع العرقي، فإنها موزّعة بين 92% من العرب و8% من الكرد والأرمن والسريان والشركس والتركمان والآشوريين.

وإذا كان يشير إلى التعدّد الديني فهذه طوائف ومذاهب وليست «شعوباً»، وحتى لو عنى القبائل والعشائر، أو تنوّع اللغات، أو التوزّع الجغرافي – الجهوي، أو أخيراً الانقسام السياسي، فإنه لن يتوصّل إلى جماعات بالمواصفات المتّبعة لتصنيف «الشعوب»، كما هي حال شعوب الاتحاد الروسي.

ويضيف “بدر خان” أن مصطلح بوتين غير المدروس أثار ارتياباً مشروعاً في مفهومه بأن هناك شعوباً وليس شعباً سورياً، وكذلك في رؤيته إلى مجمل القضية السورية التي عُهدت إليه إدارتها ومواكبتها إلى حلول سلمية – سياسية، فكيف يمكن أن يصدّق العالم أن تقطيع الخريطة السورية إلى «مناطق خفض للتصعيد» والحديث عن «شعوب سوريا» ليسا مسودة تمهيدية للتقسيم، الأرجح أن «مؤتمر الشعوب» يرمي خصوصاً إلى استيعاب الأكراد لئلا يبقوا في كنف الأمريكيين الذين سلّحوهم وكلّفوهم مقاتلة تنظيم «داعش» لمصلحتهم.

لم يقل الرئيس الروسي أي من هذه الشعوب يمثله نظام الأسد، أم إنه في نظره يمثّلها جميعاً، وأين مجتمع الأسد «الصحّي» و «الأكثر تجانساً» من هذا التصنيف، وفي أي شعب يمكن إدراج «المستوطنين» غير السوريين الذين استقدمتهم إيران وعملت على تجنيسهم؟ لكن هناك أيضاً أكثر من 8 ملايين لاجئ ونازح.

والنازحون ماذا عنهم وعن نحو 5 ملايين مهجّر في الداخل؟ الأسد والإيرانيون يعتبرون أن ثلث السكان الذي أصبح في الخارج أمكن التخلّص منه ولا يريدون البحث في عودته أو تمكينه من العودة، أما المهجّرون فالأفضل أن يبقوا حيث توطّنوا. ولا أحد يعرف ما الذي يفكّر فيه الروس فيما يخص هذا الملف، فهم لا يختلفون كثيراً عن النظام والإيرانيين عندما يتعلّق الأمر بقضية إنسانية، لكنهم يواجهون جميعاً هذا الملف عندما يقاربون استحقاق إعادة الإعمار. كيف؟

أما الأهمّ فهو أن موسكو أصبحت مدركة أن المجتمع الدولي قد يتقبّل «السلام الروسي» في سوريا ولو بوجودٍ مشروط للأسد، لكنه لا يمكن أن يدعم «سلاماً» كهذا بوجود الأسد وإيران معاً. وطالما أن السلام بعيد، فإن «شعوب سوريا» سئمت الجميع: النظام وإيران وكذلك روسيا.

في الشرق الأوسط كتب “سمير عطا لله” تحت عنوان “أوجلان طليقاً في الرقة”.. قال “ونستون تشرشل” قوله الشهير: «ليست هناك صداقات دائمة، ولا عداوات دائمة، بل مصالح دائمة» ولم نصدقه، لأننا شعوب عاطفية يصعب إقناعها بالحقائق، وهي لا تصدق أن هذه حقائق، بل «مفاجآت».

وأضاف عطا الله: أقرّ بأنني أول المفاجئين بانتقال تركيا من إسقاط السوخوي الروسية على حدودها مع سوريا، إلى هذا الحلف مع موسكو، ولم تكن مفاجأة، بل صاعقة عندما رأينا قوات عبد الله أوجلان، الماركسي – اللينيني، تسيطر على الرقة بالتحالف مع قوات الدعم الأمريكية.

أوائل الحروب ليست مثل نهاياتها، على ما يبدو. وأكراد كردستان العراق معزولون من الصداقات التاريخية، بينما أكراد الرقة – سوريا يتمتعون بصداقات جديدة. أما الرقة نفسها، فتعطى إلى «إدارة مدنية»، وهو مصطلح غامض فيه من «العسكرية» والعسكر، أكثر بكثير مما فيه من «المدنية»، ويعني أيضاً، فيما يعنيه، الحكم الذاتي والبعد عن السلطة المركزية.

وختم عطا الله مقاله بالقول: قال تشرشل قوله ومشى، وترك العالم يتأكد من صحته حرباً بعد أخرى.

من جانبه يقول إيغور سوبوتين، في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية: إن الرياض تمد الجسور مع خصوم أنقرة والنظام، وإن كردستان السورية قد تصبح نقطة انطلاق سعودية.

ويضيف: يربط الخبراء المطلعون بين زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان إلى مدينة الرقة السورية، وبين تطلعات الرياض لجعل الكرد دعامة لها في سوريا.

وقد جاء السبهان إلى المدينة المنكوبة مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك، الذي عقد اجتماعاً مع مجلس الرقة المدني.

وبحسب معطيات “قوات سوريا الديمقراطية”، فقد ناقش الوزير السعودي القضايا المتعلقة بإعادة إعمار المدينة، بيد أن هذه الزيارة جرى تفسيرها على نطاق واسع ليس فقط كمحاولة من قبل المملكة السعودية لتعزيز موقعها في سوريا، بل كرغبة منها في دعم استقلال الكرد السوريين، الذي تعارضه أنقرة وطهران وحكومة النظام.

يقول عضو “المؤتمر الوطني الكردي” فرحات باتييف: “إن المملكة السعودية تدعم استقلال «روج آفا» (اسم الدولة الكردية المعلنة من طرف واحد في شمال سوريا)؛ آخذة بالاعتبار أن هذا المشروع يوفر الحماية أيضاً للعرب من الطائفة السنية”.

وأشار إلى أن المناطق، التي تم تحريرها من “داعش”، “تعيش فيها تلك المجموعات العرقية التي تستطيع السعودية الاعتماد عليها”، كما أوضح فرحات باتييف.

وفي هذا الصدد، يذكِّر الخبراء بأن لدى السعودية صندوقاً خاصاً لمساعدة البلدان الإسلامية والأقليات المسلمة، وأنه “تجري عبر هذا الصندوق السعودي تحديداً إعادة بناء المشروعات ذات الصلة”، بحسب أستاذ كرسي الشرق المعاصر في الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية غريغوري كوساتش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى