ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

لا أجندة واضحة لمؤتمر الشعوب السورية الذي اقترحه بوتين بنظر رائد جبر في مقال له في صحيفة الحياة اللندنية. ويقول رضوان السيد في صحيفة الشرق الأوسط: إن القوى الدولية تستطيع أن تقول: إنها ربحت جميعاً في سوريا في حين الطرف الخاسر هم السوريون. ويتوقع ألكسندر كوتشان في مقال له في صحيفة روسكايا بلانيتا، أن تبقى سوريا ساحة حرب مزمنة.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب “رائد جبر” تحت عنوان “شعوب القوقاز وشعوب سوريا”، إن التحضيرات الجارية لتنفيذ فكرة الرئيس فلاديمير بوتين بالدعوة إلى مؤتمر «شعوب سوريا» لا توحي بأن المبادرة الروسية تبلورت في شكلها النهائي؛ إذ لا أجندة واضحة للنقاش.

وأضاف: إن لوائح المدعوين لا تزال تخضع لتعديلات تهدف إلى إيجاد توازن بين الرغبة الروسية بحضور أوسع تمثيل ممكن للمكونات القومية والدينية والمناطقية من جهة، والسعي الى تجنّب «فيتو» متوقع من النظام وإيران على شخصيات وقوى من الجهة الأخرى. ولم يهدأ الجدل المحتدم حول الصياغة التي اختيرت لطرح الفكرة، وحول التوقيت والأهداف المرجوة.

وقال: عندما سئل دبلوماسي روسي بارز عن جوهر المبادرة، ولماذا اختيرت عبارة «شعوب سوريا» عنواناً للمؤتمر، قال: إن ثمة خطأ في تأويل كلام الرئيس. لكن التجربة دلّت إلى أن «زلاّت لسان بوتين» غالباً ما كانت متعمّدة، وفي أكثر من منعطف أطلق عبارات كشفت لاحقاً تطورات محسوبة بدقة.

والإشارة إلى الشعوب السورية تعكس اقتراب الكرملين من التبنّي النهائي لفكرة الفدرالية في سوريا، التي باتت أوساط الخبراء والدبلوماسيين ترددها كثيراً.

وفي الشرق الأوسط كتب “رضوان السيد” تحت عنوان “عجائبيات «داعش» بين الروس والأمريكيين والقوى الإقليمية”، إن الأيام الأخيرة شهدت اتهام الروس للأمريكيين بأمرين؛ تخريب الرقة بفظاعة ما كانت الوقائع تقتضيها، ومن جهة أُخرى التآمُر مع داعش على تسلُّم المناطق التي تحتلها بشرقي دير الزور والفرات، لتسبق بذلك قوات النظام وحلفاءه.

هل يعني ذلك أنّ ظاهرة داعش صناعة من القوى الإقليمية والدولية، وقد استخدمتها ضد بعضها، وهي تحاول الآن الاتفاق على إبادتها؟ لا يبدو أنّ المطلوب والمسْعي إليه هو الإبادة، بل التجميد وإعادة الاستخدام إذا أتاحت الظروف والمنافسات ذلك، وهكذا حدث مع القاعدة قبل مقتل أسامة بن لادن وبعده.

أما مَنْ أنتج «داعش» فهو سؤالٌ مبرَّر أكثر من تسويغ السؤال حول «القاعدة». في «القاعدة» كانت هناك آلاف العناصر التي استخدمت في الحرب الأفغانية، وقد أُهملت بعد خروج الروس، ولذلك أمكن جمعها وتنظيمها، وأتاحت لها «طالبان» البيئة الملائمة.

تستطيع تلك القوى جميعاً الآن الزعم أنها رابحة، أما الطرف الخاسر فهو الشعوب العربية في البلدان والعمران والإنسان، والخاسر هو الإسلام السني الذي ستظل الحملات عليه، وعلى معتنقيه، لسنوات طويلة قادمة. فيا للعرب، ويا للإسلام!

وفي صحيفة روسكايا بلانيتا الروسية كتب ألكسندر كوتشان تحت عنوان “سوريا مسرح حرب مزمنة”، أطلق الغرب وروسيا، إثر تحرير الرقة عاصمة «الخلافة الداعشية»، سلسلة تصريحات لافتة، ويعتقد مسؤولون أن أوان الحديث عن نهاية الحرب في سوريا، لم يحن بعد.

ولا ينوي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وموسكو تقليص الوجود العسكري في البلاد. واليوم، يسيطر الإرهابيون على أقل من 10% من الأراضي السوريّة.

وعلى رغم أن طول المعارك قد ينفي طابع النصر عن تحرير الرقة، أحرز الأمريكيون نصراً في الحرب على الإرهاب، وأعلن بيان التحالف الدولي أنه «ملتزم بدحر الإرهاب نهائياً في سوريا والعراق»، وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أن تحرير الرقة «كان لحظة حاسمة» في المعركة ضد «داعش» ولكن «عملنا لم ينته بعد».

وإلى اليوم، تتصدّر أولويات حسابات واشنطن الحفاظ على وجود عسكري في سوريا بأي ذريعة، وعليه فإن سوريا ستبقى طوال أعوام مسرحاً للعمليات الخاصة.

لكن الغاية الرئيسة من المرابطة العسكرية في سوريا وعدم الانسحاب هي تقسيم دوائر النفوذ المستقبلية، فالقوة العسكرية ومساحة المناطق المحررة هي أوراق رابحة بارزة لا غنى عن التوسل بها في عملية التفاوض من أجل مستقبل سوريا التي عانت طويلاً.

وتحتاج موسكو والنظام إلى حيازة أكبر عدد ممكن من الأوراق الرابحة لضمان الوحدة الاسمية للبلاد، ولم يعد في إمكان الغرب وإسرائيل المطالبة برحيل بشار الأسد، فموازين القوى تغيّرت، لكن الغرب يبسط نفوذه في شمالي وشرقي سوريا التي تسيطر عليها جزئياً الجماعات المعارضة، بما فيها «قوات سوريا الديمقراطية».

وقد تقف إيران وراء إشعال الأزمة المقبلة، فما يغلب على طهران هو نهج راديكالي مناهض للأمريكيين والسنّة، وتتوقع إيران وهي ترى أنها صاحبة حقوق بصفتها راعية الأسد والقتال ضد داعش، الحصول على قطعة من الكعكة السورية من طريق إنشاء قواعد عسكرية فيها، ويكاد يستعصي توقّع تطوّر الوضع في سوريا، حتى في الأشهر الستة المقبلة، ولكن لا شك في أن أطراف النزاع لن يلقوا أسلحتهم.

عواصم ـ وكالات

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى