ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

التصريحات الأمريكية حول نهاية الأسد مرهونة بإضعاف روسيا وإيران بنظر صحيفة القدس العربي. وفي مجلة “فورين أفّيرز” يكتب السفير الأمريكي السابق في دمشق “روبرت فورد” مقالاً يقول فيه: “إن الحرب في سوريا دخلت مرحلة جديدة، وعزز نظام الأسد سلطته على غربي البلاد وشرقيِّها”. وفي صحيفة “إيزفيستيا” مقال يتحدث عن مشروع أمريكي لتقسيم سوريا بواسطة دولة كردية.

وقالت صحيفة “القدس العربي”: إن التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون”، الخميس الماضي، حول اقتراب نهاية حكم بشار الأسد، أعاد مقولة أمريكية وأوروبية تكررت على مدار السنوات الست الماضية، وهي أنه لا مكان لأسرة الأسد في مستقبل سوريا.

ورأت الصحيفة أن المقصود من تصريح تيلرسون هو تهديد لدكتاتور قصر المهاجرين لدفعه للابتعاد عن إيران أكثر من كونه اشتغالاً أمريكياً فعلياً على تحقيق تلك «النهاية».

وقالت: إن التصعيد الأمريكي محدود، بحدود معارك واشنطن الدبلوماسية والاستخباراتية مع روسيا، وبمحاولتها تقليم أظافر طهران في المشرق العربي، ما يعني أن التصريحات عن «نهاية الأسد» لن يكون لها تأثير سريع في مجريات الأحداث في سوريا (فضلاً عن تأثيرها في مفاوضات جنيف المقبلة) ما لم تحدث تغيّرات حقيقية في المنطقة العربية أو العالم تضعف دعم روسيا وإيران للنظام ورأسه.

وكتب السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد، في مجلة «فورين أفيرز» أن الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة، وعزز نظام الأسد سلطته على غربي البلاد وشرقيها.

ويعتقد فورد أن الولايات المتحدة لا تملك خيارات جيدة في سوريا، ولكن بعض هذه الخيارات أسوأ من غيرها، فالأمل بإخراج الأسد من السلطة وتحقيق نقل سلمي للسلطة يتلاشى إن لم يصبح فانتازيا، وكذا دعم القوات المعارضة للنظام يجب أن يكون خارج المعادلة.

ولا يستبعد الكاتب هنا بسط النظام سيطرته على كامل سوريا، وهذا يعني تخلي الولايات المتحدة عن دعم منطقة كردية مستقرة أو تأمين احترام حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية.

وقال فورد: ولأن «نظام الأسد فاسد جداً»، فيجب على الولايات المتحدة استبعاد مساعدته في عمليات إعادة إعمار البلاد، ولكن هناك طريقة واحدة يمكن للولايات المتحدة المساعدة فيها، وهي تخفيف معاناة ملايين السوريين، وهم اللاجئون في خارج بلادهم.

من جانبها تحدثت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية عن مشروع أمريكي لتقسيم سوريا بواسطة دولة كردية، وقالت: إنه على الرغم من التزام أكراد سوريا المعلن بوحدة الأراضي السورية، فإنهم في الواقع يعملون على إنشاء دولة كردية مستقلة، وذلك بدعم أمريكي، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر دبلوماسية روسية.

ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدبلوماسي الروسي السابق “فياتشيسلاف ماتوزوف” قوله: إن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد خطوات الأكراد ما سيدفع بسوريا إلى حافة الانهيار.

وشددت الصحيفة على أنه من غير المحتمل أن تعارض الولايات المتحدة مشروع فدرلة سوريا؛ نظراً لأنها ترى في الأكراد حليفاً يمكن الاعتماد عليه. بناء على ذلك، يمكن أن تندلع جولة جديدة من الأزمات بين النظام والإدارة الذاتية الكردية.

في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية يقول المعلق السياسي “فلاديمير موخين”: إن أنقرة تستعد لتطهير الجيوب الكردية؛ معرضة بذلك حياة الجنود الروس للخطر، فقد بدأت قوات تركيا المتحصنة في قلعة سمعان القريبة من أعزاز، والمجموعات الموالية لها، عمليات استكشاف لمنطقة منبج، التي تسيطر عليها التشكيلات الكردية المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

ويقول التقرير: إن تركيا لا تنفذ التزاماتها بموجب اتفاق أستانة بشأن مناطق خفض التصعيد في سوريا، فالقوات التي أرسلتها أنقرة قبل مدة إلى محافظة إدلب لإنشاء منطقة خفض التصعيد، عملياً هي ترابط حول منطقة عفرين.

واستنتجت الصحيفة من ذلك أن “تركيا قد تعلن خلال أيام أو حتى ساعات عن استئناف عملية “درع الفرات”، التي تهدف إلى القضاء على منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمالي سوريا”.

وتستدرك الصحيفة بأن الوضع، بحسب التقرير، يصبح أكثر تعقيداً بسبب وجود الشرطة العسكرية الروسية في محافظة حلب منذ مطلع شهر سبتمبر/أيلول 2017 بموجب الاتفاق مع النظام.

من جانبه نقل موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية قولها: إن هناك اتفاقاً سرياً بين أمريكا وروسيا لتقاسم نفط سوريا، وإن اتفاقات سرية تمّ توقيعها بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لتقاسم السيطرة على حقول النفط والغاز السورية، وإنّ هذه الاتفاقيات هي ما ترسم ملامح السيطرة العسكرية في شرقي سوريا.

وأضاف أن لقاء عقد يوم الجمعة 20 الشهر الحالي في المنطقة الكردية بشمالي سوريا بين مسؤولين روس وأكراد ومن النظام، حددوا فيه مناطق تقسيم حقول النفط والغاز لتوزيعها بين الأكراد والنظام.

وبحسب المعلومات المتعلقة بهذا اللقاء فقد رَأَس الجانب الروسي فيه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وهو المبعوث الخاص من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط، كما شارك فيه دبلوماسي روسي رفيع المستوى ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط، ما يشير إلى الأهمية الاستراتيجية الكبيرة التي توليها روسيا لمسألة من سيسيطر على حقول النفط والغاز السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى