ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

لماذا تستعجل روسيا في لفلفة سريعة للوضع الملتهب في سوريا.. يتساءل “حسان حيدر” في مقال له في صحيفة الحياة اللندنية، ويقول: الفرق بالتأكيد واسع بين تفاؤل روسيا والحقائق الميدانية. وفي الشرق الأوسط تتوقع “هدى الحسيني” أن تسير إيران والولايات المتحدة نحو التصعيد في المرحلة المقبلة. وفي صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” يقول أيغور سوبوتين: “إن مؤتمر الحوار الوطني السوري” سيعزز دور روسيا لاعباً رئيساً في الساحة السورية.

وفي الحياة اللندنية كتب “حسان حيدر” تحت عنوان “لماذا يستعجل بوتين «إغلاق» الملف السوري؟”.. تبدو تصريحات المسؤولين الروس حول الوضع في سوريا شديدة التفاؤل، إذا ما أخذنا في الاعتبار حقيقة أن المعركة على الإرهاب لم تنته بعد، على رغم التراجع الكبير في قدرات «داعش»، وأن المفاوضات في جنيف وأستانة لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن، وأن إيران، بطلة التخريب الإقليمي، لا تزال ناشطة بقوة على الأرض السورية، ولا يزال الأمريكيون يعلنون رفضهم أن يكون لبشار الأسد دور في مستقبل بلاده، في حين تتمسك موسكو وطهران بالدفاع عنه وعن نظامه.

وأضاف حيدر متسائلاً: “لكن لماذا الاستعجال والرغبة في لفلفة سريعة لوضع ملتهب، حتى قبل أن تبرد المدافع والقلوب قليلاً، وقبل أن تتضح ملامح التسوية المقترحة؟ ولماذا تتصرف موسكو كأنها الطرف الوحيد الذي يمسك بكل خيوط «اللعبة» في سوريا، وأنها قادرة على إقناع المختلفين أياً كانت تبايناتهم، وجمع المتنابذين مهما كانت مآربهم متباعدة؟”.

وقال: “الفرق بالتأكيد واسع بين تفاؤل روسيا والحقائق الميدانية. صحيح أنها نجحت، بفضل جهدها العسكري، في إنقاذ نظام الأسد من السقوط، لكنها ليست وحدها في سوريا، إذ لا تزال المعارضة السورية موجودة ومسلحة وقادرة، ولا يزال الأكراد يسيطرون على أجزاء واسعة من شمالي البلاد وشماليها الشرقي، ولا تزال لدى «داعش» القدرة على التخريب”.

وفي الشرق الأوسط كتبت “هدى الحسيني” تحت عنوان “روحاني يسعى لتثمير الخلاف الأمريكي ـ الأوروبي حول إيران”.. لقد أثبت الرئيس الأمريكي أنه صعب وعنيد، وفي العديد من القضايا الأمنية العالمية اعتمد الأوروبيون نهجاً مختلفاً جداً عن النهج الأمريكي الترمبي، والخلاف الأكبر كان حول إيران. ترمب مصرّ على احتواء عدوانيّ لإيران، بعيد عن المحطات الدبلوماسية التي أنشأها باراك أوباما، الرئيس الأميركي السابق. كما أدان ترمب إيران منذ حملته الانتخابية؛ لأنها «نظام متعصبين» و«دولة مارقة»، وحثّ الدول الأخرى على عزلها.

وأضافت الحسيني باختصار، إيران والولايات المتحدة تسيران نحو التصعيد، وفي حالة تأرجح الاتفاق النووي، يعتقد الأوروبيون أن الأمل ضئيل في انفراج دبلوماسي مع إيران حول قضايا خلافية أخرى، وبالتالي فمن المرجح أن يتفاقم عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

نجحت إيران في أخذ المنطقة رهينة، ونجحت في اللعب على نقاط الضعف الأوروبية، أوروبا خائفة من أن تنجرّ إلى علاقة مواجهة مع إيران يعمقها استكمال العقوبات، فتصحو وتقوم على تهديد دائم من التصعيد. لم تنجح إيران في رمي الكرة في الملعب الأمريكي، ووقعت أوروبا في حب الاستثمار في إيران والتجارة معها، فكافأتها هذه بكُرةٍ من نار قد تسقط في الملعب الأوروبي قريباً؛ لأن القرار بيد ترمب

وفي صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” يلقي “أيغور سوبوتين”، في مقال له تحت عنوان “إعطاء فرصة للمشروع الكردي في سوريا”، الضوء على مواقف أطراف القضية السورية من الاقتراح، الذي تقدم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاجتماع العاشر لنادي “فالداي” الدولي للحوار بشأن عقد مؤتمر عام لمكونات الشعب السوري كافة، حيث يتم بحث المشروع الكردي حول إرساء النظام الفدرالي في سوريا.

وينقل “سوبوتين” عن مسؤول حزب “الاتحاد الديمقراطي” في موسكو عبد السلام علي تأييده فكرة عقد “مؤتمر الحوار الوطني” في سوتشي، وتأكيده أن “قيادة كردستان السورية لا تتحدث حالياً عن الاستقلال”.

عبد السلام علي لم يستبعد أن تدور مناقشات تمهيدية حول مصير المسألة الكردية في شمالي سوريا في أواسط شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في قاعدة حميميم العسكرية، وقال المسؤول الكردي: “نحن مستعدون لذلك، وحان الوقت لبشار الأسد لكي يفاوض”. وأضاف أن الهدف الحالي للكرد السوريين في المرحلة الراهنة هو محاولة إقامة “جمهورية ديمقراطية فدرالية في إطار سوريا الواحدة”، كما أوضح عبد السلام علي.

ويختتم الكاتب بالقول: إن “مؤتمر الحوار الوطني” السوري يعدُّ خطوة مهمة لبدء تطبيع الوضع في سوريا، وسوف يعزز دور روسيا لاعباً رئيساً في الساحة السورية. هذا، إضافة إلى أنه قد يضفي على الكرد “نوعاً من الشرعية”، وهو أمر مهم لمواجهة تركيا وكذلك لسحب البساط الكردي من تحت أقدام الأمريكيين، الذين يدفعون الكرد بنشاط حثيث نحو الانفصال النهائي من دون الاهتمام بتبعات ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى