موسكو مُصرة على عقد مؤتمر سوتشي وتُسرّب وثيقة تطمينات للمعارضة

عواصم – وكالات

على رغم إعلان المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري رفضها حضور مؤتمر سوتشي الذي دعت إليه روسيا والانتقادات الأوروبية لها، لم يصدر عن موسكو ما يشير إلى أنها بصدد التراجع عن عقد المؤتمر، في حين سربت وثيقة تتضمن تطمينات بأن المؤتمر سيناقش صياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأجمعت الهيئة العليا للمفاوضات، والائتلاف الوطني المعارض إلى جانب رئاسة أركان الجيش السوري الحر، على أن مؤتمر سوتشي هو محاولة من روسيا الالتفاف على مسار جنيف وقراراته التي تدعو إلى الانتقال السياسي وتشكيل حكومة بصلاحيات كاملة، لا دور فيها لرأس النظام بشار الأسد.

وتشير مصادر المعارضة إلى أن موسكو تراهن على بعض الشخصيات والجماعات السياسية القريبة منها كمنصة موسكو لحشد عدد يضاف إلى الأحزاب القريبة من النظام والموجودة في دمشق، والتي يبلغ عددها نحو 19 تشكيلاً من بين 33 جهة تم توجيه الدعوة إليهم لحضور المؤتمر الذي تهدف من خلاله إلى إعادة تأهيل النظام مستفيدة من غياب دور حقيقي للإدارة الأمريكية في سوريا.

على الصعيد الدولي لم تتفق كل من فرنسا وبريطانيا مع موسكو على عقد مؤتمر سوتشي، حيث عبرتا عن قلقهما من أن يشكل المؤتمر قفزاً على مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتيه أكدت أن “عملية جنيف هي المنتدى الوحيد الملائم والمتفق عليه دولياً، لبحث أبعاد الأزمة السورية السياسية، بخاصة في ما يتعلق بالعملية الانتخابية والدستور الجديد”.

وقالت: “إن باريس تدعم أي خطوة من شأنها إنجاح هذه العملية، بالاستناد إلى القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن”، مشددة على أن “جميع المساعي الدولية، ومن بينها المساعي الروسية، ينبغي أن تندرج في هذا الإطار بالتحديد”، وفق (الشرق الأوسط).

وقال المندوب البريطاني في مجلس الأمن ماتيو ريكروفت: “إن الطريق إلى السلام يمرّ من جنيف، لافتاً إلى أن المشروع الروسي لا يثير الاهتمام، ويبقى مشكوكاً فيه”.

من جانبها أعلنت أليساندرا فيلوتشي، الناطقة باسم مقر الأمم المتحدة بجنيف، أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يجري حالياً مشاورات بشأن مؤتمر سوتشي.

وفي ردها على سؤال صحفي فيما إذا كان دي ميستورا قد حصل على دعوة للمشاركة في هذا المؤتمر في الـ18 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مدينة سوتشي الروسية، قالت: “تم إبلاغ دي ميستور بهذا اللقاء وهو يجري حالياً مشاورات بهذا الشأن، في الوقت الراهن لا يريد أن يعلق على أسئلة حول الدعوة أو حول من سيمثل الأمم المتحدة في هذا اللقاء”.

وأوضحت أن دي ميستور يجري مشاورات حول اللقاء القادم “وكذلك حول العملية كلها التي يجب أن تؤدي إلى عقد المحادثات المعلنة في جنيف حتى نهاية الشهر الجاري”.

وتابعت أن الأمم المتحدة تنظر إلى مؤتمر سوتشي من وجهة نظر ما الذي يمكن أن يحمله للعملية السياسية المستمرة التي ستجري في إطارها محادثات جنيف.

وكان دي ميستورا قد قال سابقاً: إن الجولة الثامنة للمحادثات السورية ستعقد في جنيف في الـ28 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أفادت الثلاثاء الماضي بأن ممثلين من 33 تشكيلاً بما فيما الجماعات المعارضة المقيمة في دمشق والقاهرة والرياض وإسطنبول وباريس وجنيف ومدريد، حصلوا على دعوات للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن سابقاً أن هذا المنتدى يهدف إلى توسيع عدد الأطراف المشاركة في تسوية الأزمة السورية عبر ممثلين من القبائل والجماعات الدينية والقومية المختلفة في سوريا.

وحول مؤتمر سوتشي سربت مصادر صحفية أن روسيا أعدت وثيقة تتضمن تصورها للمؤتمر بحيث يتم جمع جميع المكونات الطائفية والعرقية والدينية والعشائرية لإطلاق إصلاح سياسي وتشكيل هيئة دستورية تصوغ دستوراً جديداً لإجراء «انتخابات برلمانية ورئاسية» تحت إشراف الأمم المتحدة، وفق القرار 2254.

وقال صحيفة الشرق الأوسط: إن الوثيقة الروسية بعيدة عن رؤية كل من النظام وإيران؛ ذلك أن بشار الأسد يتمسك بـ«تعديل الدستور الراهن» لإجراء انتخابات برلمانية فقط.

 كما أن إيران قلقة من إطلاق «عملية سياسية» تضمن «انتقالاً سياسياً»، وهي تركز على البحث عن مدخل لإقامة قواعد عسكرية في إدلب، إلى جانب الوجود التركي.

وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الروس يقدمون «إغراءات سياسية»، ويقولون في جلسات مغلقة: «إنهم سيواصلون الضغط على الأسد لقبول النقاط الثلاث»؛ دستور جديد، وانتخابات برلمانية ورئاسية، ورقابة أممية، بحسب المعلومات التي تحدثت أيضاً عن «عدم ارتياح» في طهران للطرح الروسي الذي فسره مسؤولون إيرانيون على أنه «يعني عملياً انتقالاً سياسياً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى