ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

مرحلة ما بعد داعش ستشهد مواجهات بين الولايات المتحدة وإيران كما يقول “جورج سمعان” في الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط يكتب “حسين شبكشي” أن لبنان مختطف من قبل إيران واستقالة الحريري موجهة ضد حزب الله. وفي مجلة “إكسبيرت” مقال للكاتب “غيفورغ ميرزايان” يتحدث فيه عن أن لقاء قمة طهران الأخيرة بين قادة روسيا وإيران وأذربيجان، أرادت منه روسيا تعزيز موقف إيران المنافس لتركيا في المنطقة.

وفي الحياة اللندنية كتب “جورج سمعان” تحت عنوان “سقوط التفاهمات من لبنان وسورية إلى… كردستان”..  أن المشرق العربي يستعد بعد دحر «داعش» لمرحلة جديدة من المواجهة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران وأذرعها في المنطقة من جهة أخرى. في وقت لا يجد «التنسيق» القائم بين موسكو وواشنطن ترجمة فعلية.

صراع الإرادات والمشروعات يرسم صورة قاتمة في كل ساحات القتال المشتعلة وتلك المرشحة للانفجار، المأزق الذي يواجهه اللاعبون الفاعلون في المنطقة يزداد استعصاء، ولا شك في أن حركتهم الدبلوماسية وما رافقها من تصريحات ومواقف لم تثمر تفاهمات جديدة على مرحلة ما بعد القضاء على «تنظيم داعش»، خصوصاً في كل من العراق وسوريا، بل ربما كان استعجال بعضهم تكريس الأمر الواقع الجديد في الإقليم مثار غضب آخرين، ويعجل في دفعهم إلى تغيير قواعد اللعبة، ومعها تعديل ميزان القوى في الشرق الأوسط كله، وهو ما يرفع سقف التوترات، ويفاقم خطر اندلاع حرب واسعة قد تكون البديل الوحيد لدفع الجميع إلى طاولة الحوار على صفيح ملتهب.

وقال سمعان: “لا يبدو أن الأزمة في سوريا تقترب من تسوية سياسية، كما تبشر روسيا، وكان محيراً فعلاً هذا التخبط أو التسرع في دعوة موسكو الأطراف المتصارعة في هذا البلد إلى سوتشي، أخذ المعنيون بالأزمة على الرئيس بوتين أنه دعا إلى «مؤتمر لشعوب سوريا» في حميميم، ثم ارتأى أن تكون سوتشي مكاناً لاستضافة «مؤتمر الحوار الوطني».

تخشى موسكو بلا شك أن تؤدي التطورات الأخيرة، وصراع الإرادات المحتدم بين جميع اللاعبين في الإقليم، إلى عرقلة سعيها إلى تأهيل النظام وتغييره من الداخل، وليس تبديله كما ينادي الأمريكيون وحلفاؤهم في أوروبا والمنطقة.

في الشرق الأوسط كتب “حسين شبكشي” تحت عنوان “لبنان المحتل!”.. كانت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مسألة طبيعية لأي أحد لديه ذرة كرامة ونقطة شرف أن يقبل باستمرار وجوده ضمن فريق يهدد وزراءه بالسلاح والابتزاز ويدعم نظاماً طائفياً بامتياز لا غرض له سوى زعزعة دول المنطقة ويفاخر بغسل الأموال وتهريب المخدرات وتمويل الميلشيات.

لبنان بلد مختطف ومحتل، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع، هي حلقة وصل ومنصة انطلاق عظمى لمشروع الثورة الطائفية لإيران في المنطقة وبأدوات ووسائل لبنانية لسنوات طويلة سكت العالم العربي عنها حتى توغلت إيران وأدواتها وعلى رأسها تنظيم حزب الله الإرهابي المجرم الذي يفتخر زعيمه حسن نصر الله أنه يدين بالولاء للطائفي خامنئي القابع في قم، والمحرك لمخالب الشر في المنطقة منذ أبد ليس بالقريب.

هذا مجرد نموذج لمأساة لبنان وجحيمها الذي سبّب ارتفاع المعدل الطائفي وزيادة شرخ الفتن الاجتماعية والفساد السياسي والمالي حتى بات النظام المصرفي اللبناني نفسه في أخطر وأدق مراحل التحديات التي يواجهها بسبب إرهاب حزب الله، وليس هناك أبلغ من إرهاب حزب الله من الأدلة التي أعلنت تورط تنظيم حزب الله الإرهابي في خلية العبدلي في الكويت التي كانت تسعى بصريح العبارة إلى قلب نظام الحكم، وتماماً كما حدث في البحرين وتدخلاته الإرهابية، والشيء نفسه يقال عن الذي حصل في اليمن وسوريا والعراق.

لبنان مختطف ومحتل ومهدد من منظمة بلا ولاء ولا وفاء لها إلا لإيران، إذا كان لبنان يقاد بمجموعة مغيبة واختارت أن تغيب، فالعالم العربي ليس مضطراً لمسايرة هذا الهراء والهرطقة السياسية.

من جانبها نشرت مجلة “إكسبيرت” للكاتب “غيفورغ ميرزايان”، أشار فيه إلى أن لقاء قمة طهران الأخيرة بين قادة روسيا وإيران وأذربيجان، أرادت منه روسيا تعزيز موقف إيران (المنافس لتركيا)، وفي الوقت نفسه تهيئة خيارات بديلة لأذربيجان مع الحفاظ على تحالفها مع أنقرة، ولا يدور الحديث هنا عن رغبة الكرملين بتأزيم الوضع مع أنقرة، بل الأمر مرتبط مباشرة بنظام الضوابط والتوازنات الطبيعية في العلاقات الدولية، خاصة أن أذربيجان ترتبط بعلاقات وطيدة مع تركيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى