ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع:

تركيا أحبطت لعبة روسية جديدة لإنقاذ الأسد من خلال رفضها المشاركة في مؤتمر الحوار كما يقول “رسول طوسون” في صحيفة ستار.

ومن جانبها تقول صحيفة “لوفيغارو الفرنسية”: إن قرار الحريري الاستقالة من منصبه أملته عليه الرياض لغاية تتعلق بصراع النفوذ مع إيران.

أما صحيفة “لاكروا” فتربط بين هذا القرار واقتراب هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا، مشيرة إلى أن القوتين الإقليميتين تحاولان إثبات نفوذهما السياسي.

وفي صحيفة ستار التركية كتب “رسول طوسون” تحت عنوان “تركيا تحبط لعبة روسية جديدة لإنقاذ الأسد”..أعلنت روسيا وهي توجه تهديداً للمعارضة السورية، أنها ستعقد مؤتمر الحوار الوطني يوم 18 من الشهر الجاري، في مدينة سوتشي بمشاركة جميع الفصائل السورية. أما التهديد فكان فحواه أن المجموعات التي ترفض المشاركة في المؤتمر أو تضع شروطاً أولية، لن تجد لها مكاناً في الحل السياسي، وهذا يعني أن المعارضة الرافضة لمشروعية الأسد ستبقى خارج اللعبة.

وأضافت الصحيفة أن أكثر من نصف المجموعات الثلاثة والثلاثين المدعوة للمؤتمر يتشكل من تيارات على توافق مع النظام، وليس مع المعارضة، في حين أقدمت روسيا على حملة أخرى، فدعت حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعده تركيا تنظيماً إرهابيّاً إلى الاجتماع وسمحت للحزب بفتح مكتب له في موسكو، وهي لا تعده تنظيماً إرهابيّاً.

وقالت الصحيفة: وهكذا كانت روسيا تخطط لحل سياسي، من خلال إضعاف المعارضة وموقف تركيا في آن معاً. لكن أنقرة أحبطت هذه اللعبة حيث نقلت أنقرة رسالة إلى موسكو مفادها أن مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي في الاجتماع غير مقبولة، وأن تركيا لا تشارك في اجتماع يحضره الحزب، ولا قيمة لاجتماع بلا تركيا، كما أن الائتلاف الوطني السوري والهيئة العليا للمفاوضات، عدّا المؤتمر اجتماعاً بين النظام وروسيا وأعلنا عدم مشاركتهما فيه.

وأضافت الصحيفة أنه بحسب آخر تصريح للمتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن”.. يبدو أن روسيا ألغت المؤتمر، وعلى هذا فقد أحبطت تركيا حاليّاً هذه اللعبة، لكن ليس من الواضح أي مناورات ستقدم بها روسيا لاحقاً.

وختمت الصحيفة بقولها: وهكذا اتضح للعالم مرة أخرى أنه لا يمكن اتخاذ قرار في المنطقة من دون تركيا.

من جهته نقل موقع “أمد نيوز” الإيراني، تفاصيل الاجتماع الذي عقد قبل استقالة الرئيس سعد الحريري بينه وبين مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي أكبر ولايتي.

وبحسب الموقع الإيراني المعارض، فإنّ ولايتي هدد الحريري أنّ عليه أن يعلن انطلاقاً من صفته رئيس حكومة لبنانية تأييده الكامل لحزب الله أو ستعم فوضى إقليمية المنطقة، كما هدد ولايتي الحريري بأنّ مصيره سيكون كمصير والده رفيق الحريري إذ قال له:

“في حال لم تعلن تأييدك العلني لحزب الله، فإن نهاية والدك تنتظرك”.

ولفت الموقع إلى أنّ ولايتي قال للحريري: إنّه يملك وثائق تكشف أنّ اثنين من أعضاء تيار المستقبل قدموا معلومات لإسرائيل تتعلق باغتيال عناصر استخباراتية تابعة لحزب الله في لبنان.

من جانب آخر، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر سعودية قولها: إنّ السعودية كانت قد أطلعت الرئيس سعد الحريري قبل عام على أدلة تثبت تورط “حزب الله” في استهداف أمنها وأمهلت الحكومة اللبنانية 12 شهراً للتحرك.

وقالت الصحيفة: إن هذه المعطيات تتقاطع وتصريح الوزير السعودي ثامر السبهان الذي أكّد للعربية أنّهم انتظروا الحكومة اللبنانية عاماً كاملاً لتتخذ موقفاً فيه.

صحيفة “لوفيغارو” من جانبها ذكرت بأن اللبنانيين اعتادوا على الصدمات السياسية، لكن استقالة الحريري أخذتهم جميعاً على حين غِرّة ومثلت صدمة حتى لأقرب المقربين منه.

ولفتت “لوفيغارو” إلى اتفاق جميع المحللين على نقطة واحدة على الأقل؛ وهي أن قرار الحريري أملته عليه الرياض لغاية تتعلق بصراع النفوذ مع إيران.

وقالت: إن بعضهم ذهب إلى حد الحديث عن إكراه الحريري، ذي الجنسية السعودية، على هذا القرار في إطار ترتيب البيت الداخلي.

وعن عظم هذا الأمر قال “مامرباش” في مقال له تحت عنوان “صاعقة سياسية في سماء لبنان”: إن هذه الاستقالة قد وضعت البلاد مرة أخرى في لب الصراع الإيراني السعودي، ما يهدد بوضع حد لانسجام نسيج لبنان الاجتماعي الهش ويزيد الاستقطاب في المجتمع اللبناني وفقاً للخطوط الطائفية والسياسية المختلفة.

أما صحيفة “لاكروا” فربطت بين هذا القرار واقتراب هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا، مشيرة إلى أن القوتين الإقليميتين تكافحان من أجل إثبات نفوذهما السياسي، محذرة في الوقت ذاته من أن لبنان حساس بشكل خاص لهذه القضايا، بسبب التركيبة المتعددة الديانات لسكانه، التي تتحكم في حياته السياسية.

وعلى الصعيد الإقليمي نبهت الصحيفة إلى العواقب الوخيمة لاستقالة سعد الحريري، “إذ عمقت انغماس بلد الأَرز في قلب الحرب الباردة التي تدور رحاها بين السعودية وإيران”.

ونقلت “لوفيغارو” عن الخبير السياسي بمركز كارنجي للشرق الأوسط جوزيف باحوط قوله: إن دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل التي ترى الانتصار النسبي لإيران بسوريا، ربما لا تجد طريقة للتعويض عن ذلك إلا على الساحة اللبنانية.

وتطرح استقالة الحريري عدة إشكاليات لخصها “مامرباش” في الأسئلة الآتية:

هل سيعود الحريري إلى لبنان قريباً؟ هل بالإمكان طرح بديل سياسي؟ هل ستتحرك السفارات وتنجح في تجنيب لبنان الأسوأ؟ هل ستستفيد إسرائيل من هذا الطلاق بين الحزب الشيعي ورئيس الحكومة لشن عملية عسكرية على حزب الله المهيمن على الساحة اللبنانية؟

وعلق “مامرباش” على ذلك بقوله: إن هذه أسئلة ليس لها أجوبة في الوقت الحالي، لكن الوضع اللبناني لخصته تغريدة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط قال فيها: “لبنان صغير جداً وهش ولا يمكنه تحمل عبء هذه الاستقالة”، مضيفاً أنه “سيواصل الدعوة إلى الحوار بين السعودية وإيران”.

عواصم ـ وكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى