ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

الولايات المتحدة بدأت التحضير لأجواء مشاركتها في تسوية المسألة السورية كما يقول محمد بدر الدين زايد في مقال له في صحيفة الحياة. وفي صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب أن تلاقي الحشد الشعبي العراقي وقوات النظام والميليشيات الموالية لإيران في معبر البوكمال، هو تأكيد مشروع “الهلال الإيراني” من طهران إلى البحر المتوسط. ومن جانبها تتحدث صحيفة صباح التركية عما قالت إنه خريطة مرسومة منذ 4 سنوات لتقسيم 5 دول في الشرق الأوسط إلى 14 بلداً.

وفي الحياة اللندنية كتب محمد بدر الدين زايد تحت عنوان “أن تكون التسوية في سوريا مخرجاً لتهدئة التوتر الإقليمي” ..مِن الواضح أن واشنطن بدأت التحضير لأجواء مشاركتها في تسوية المسألة السورية، وهو ما يتضح مِن إعلان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس؛ أخيراً، دعمه إيجاد حل دبلوماسي للنزاع السوري وأن واشنطن تتطلع ومعها حلفاؤها إلى ما بعد القضاء على “داعش”.

وأضاف الكاتب أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حدّد سقف الموقف الأمريكي في ضرورة إنهاء حكم الأسد وعائلته تعني أن واشنطن مستعدة لقبول نفوذ ودور روسي مسيطر على الساحة السورية مقابل حفظ ماء وجهها مِن خلال إنهاء حكم الأسد، وليس إنهاء النظام السوري الحاكم، ما يطرح السؤال حول مدى إمكانية تقبل موسكو لهذا السيناريو.

وقال: إنه باسترجاع تطورات الموقف الروسي سنجد أنه مرَّ بتطورات عدة، ففي بعض المراحل التي شهدت التراجع الشديد للنظام كانت روسيا مستعدة لهذا السيناريو، فهناك تلميحات روسية إلى تطلع موسكو لإنهاء الأزمة مِن دون إصرار على استمرار الحكم أو رأس النظام الحالي. ثم تراجعت موسكو بعد تدخلها الكثيف في أعقاب السيطرة الواسعة للأطراف المتطرفة على مساحات شاسعة من الأراضي السورية، والتراجع التدريجي للأطراف الإقليمية والدولية عن دعم هذه القوى المتطرفة.

وأضاف أنه مع تزايد الاحتقان الإقليمي ومع تأخر الاتفاق على تسوية شاملة في سوريا، وأن يكون هذا الشمول متضمناً الأبعاد كافة التي تهملها مسارات التسوية الحالية، وعلى رأسها إعادة الإعمار وخطة للعودة الكاملة المشرفة للاجئين السوريين مِن دون أي تهديدات، وأن تنجح هذه التسوية في التعامل مع واشنطن وأطراف إقليمية. من دون هذا؛ يزداد خطر انتقال الاحتقان والتوتر إلى الساحة السورية بمستويات عنف جديدة، قد تزيد اشتعال المنطقة.

في صحيفة العرب كتب الدكتور خطار أبو دياب تحت عنوان “الفصل الجديد من ‘اللعبة الكبرى’ في الشرق الأوسط ” ..مع اقتراب إنهاء سيطرة تنظيم داعش على أراضي دولته المزعومة في العراق وسوريا، وبعد معركة كركوك شكّل تلاقي الحشد الشعبي العراقي وقوات النظام والميلشيات الموالية لإيران في معبر البوكمال، تأكيد مشروع “الهلال الإيراني” من طهران إلى البحر المتوسط.

ويأتي ذلك في موازاة إطلاق صاروخ باليستي على الرياض والمستجدات اللبنانية الأخيرة، مما يؤشر إلى بدء فصل جديد من الصراع المفتوح في الشرق الأوسط والخليج العربي، وذلك في مواجهة مشروع الهيمنة الإيرانية الذي استفاد من حرب العراق ومن تلاشي الدولة السورية وإضعاف الدولة في لبنان.

صحيفة صباح التركية نشرت مقالاً تحت عنوان “خريطة مرسومة منذ 4 سنوات” أعادت فيه التذكير بتحليل لـ روبن رايت كانت نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في 28 من أيلول لعام 2013 وتوقع فيه أن تنقسم 5 دول في الشرق الأوسط إلى 14 بلداً، حيث تشمل التغييرات 5 بلدان عربية هي “السعودية واليمن وسوريا والعراق وليبيا”، مشيراً إلى أن عملية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط ستتم ببطء.

وتظهر الخريطة التي نشرتها الصحيفة “شرق أوسط جديداً” تظهر فيه دولة كردية شرقي العراق، ودولة سنية في الوسط، ودولة شيعية إلى الجنوب من بغداد.

وتتوقع التحليلات أن تكون سوريا نقطة انطلاق لتسوية النزاع في الشرق الأوسط، الأمر الذي قد يغير مصير الحرب الأهلية، كما أن الخريطة -التي رسمتها الدول الأوروبية في بداية القرن الماضي- قد تكون مسرحاً لتغيرات خطيرة في المدة المقبلة؛ إذ إن الخريطة الجديدة لن تؤثر في الشرق الأوسط فحسب، بل ستغير أيضاً التعاون الاقتصادي الدولي وطرق الطاقة والاتفاقات الأمنية والتوازنات السياسية.

كما تظهر الخريطة الاختلافات العرقية والدينية في سوريا، ما يفسر قيام الأقلية العلوية بإقامة دولة مستقلة في شريط ساحلي ضيق في الشمال، حيث يعيش الأكراد ظهور منطقة ذاتية الحكم، في حين يُترك الجزء الداخلي من سوريا لإقامة دولة سنية.

في صحيفة النهار اللبنانية كتب أحمد عياش تحت عنوان “العاصفة الكبرى قادمة على لبنان” .. النقاش الدائر في لبنان، والذي بات محصوراً على المستوى الرسمي بعودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ليشرح لرئيس الجمهورية ميشال عون الأسباب التي أملت عليه الاستقالة، هو مماثل تماماً للرواية التاريخية حول أهل بيزنطة الذين كانوا وسط حصار مدينتهم منشغلين في معرفة جنس الملائكة: هل هو ذكر أم أنثى؟!

وأضاف عياش: ما زالت الإطلالة الأخيرة للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله للرد على استقالة الحريري موضع اهتمام خصوصاً لجهة اعتماده لهجة هادئة في مقاربة تداعيات خطوة الاستقالة. وعطفاً على ما سبق صار واضحاً أن هدوء نصر الله هو “هدوء ما قبل العاصفة” التي بدأت سياسياً في 4 من الجاري، لكن انتظار هبّة من “حزب الله” لتفادي الكارثة سيكون من قبيل الخيال. في المقابل اكتفت جماعة الحكم في بيروت بالبحث عن “جنس” عودة الحريري إلى لبنان، ولم تبد “حزماً” في العمل على تجنيب لبنان تجرّع كأس حرب يقول وزير سابق على صلة بدمشق بأنها ستكون “ساحقة!”

عواصم ـ راديو الكل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى