ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

الأوضاع في سوريا تتجه نحو انفجار حرب جديدة كما يقول فلاديمير موخين في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية. وفي صحيفة أكشام التركية يتحدث أفق أولوطاش عن أن الأزمة السورية تزحف الآن نحو لبنان. وتؤكد صحيفة الوطن السعودية أن الرياض حسمت أمرها نهائياً ودخلت في مواجهة مفتوحة مع إيران ووكلائها الإقليميين.

في صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا كتب فلاديمير موخين: إن الأوضاع في سوريا تتجه نحو انفجار حرب جديدة، وقال: إن تحرير مدينة البوكمال، آخر معقل لداعش، لا يعني انتهاء العمليات القتالية في البلاد، حيث تستمر الصدامات بين قوات ومسلحي التنظيم والمجموعات الإرهابية الأخرى في مختلف أنحاء سوريا؛ أي: أن الحرب الأهلية مستمرة وهي في ظروف معينة قد تندلع بزخم جديد.

وتابع بأن عملية السلام لم تبدأ إلى الآن في سوريا، ولم تعلن وزارة الدفاع الروسية عن سحب الوحدات الروسية من سوريا. كما أن موقف المجتمع الدولي مختلف بشأن إطلاق عملية التسوية السلمية.

وبحسب موخين فإن مناطق خفض التصعيد، التي أنشئت محصورة في أراض صغيرة محددة، ونشاط المعارضة فيها متباين، والدول التي تدعمها لديها مصالحها الجيوسياسية الخاصة في سوريا، والتي تتعارض مع موقف موسكو ودمشق.

وحول مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي اقترحته موسكو، قال موخين: إنه تم تأجيله إلى موعد آخر، وتباطأت مفاوضات جنيف، ومن جديد يتحدث ممثلو الدول الغربية في الأمم المتحدة عن استخدام دمشق السلاح الكيميائي، وإذا تمكنوا من إثبات ذلك، فسوف يعلنون عدم شرعية النظام.

وحذر موخين من أن أزمة الأكراد هي أكبر خطر يواجه سوريا، قائلاً: إن موقفهم تجاه الحوار الوطني السوري غامض، على رغم أنهم مدعومون من قبل التحالف الدولي.

وكتب أفق أولوطاش في صحيفة أكشام التركية تحت عنوان “الأزمة السورية تزحف نحو لبنان”..عندما تترك الحروب في الشرق الأوسط انطباعاً بأنها تضع أوزارها فاعلموا أنها تزحف نحو مكان آخر. وبينما ينتشي نظام الأسد وروسيا وإيران بسكرة النصر تظهر ديناميات صراع جديد، وتنعقد تحالفات جديدة، تبحث الصراعات الإقليمية والعالمية عن ساحات جديدة ولاعبين جدد، أو أنها تجس نبض الساحات القديمة، كلبنان.

وقال أولوطاش: إن جميع المؤشرات الآن تدل على أن الاستراتيجيات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية لمكافحة المد الإيراني ستتجمع في لبنان أو حزب الله، بيد أن مهمة هذا التحالف صعبة للغاية، فالولايات المتحدة تعيش جوّاً مكفهرّاً على صعيد السياسة الداخلية، والأرض تهتز تحت تحالفها مع حزب العمال الكردستاني في سوريا، وولي العهد السعودي دخل في مرحلة جديدة وهشة عقب الاعتقالات، في حين تواجه إسرائيل حزب الله أقوى وإيران ذات إمكانيات أكبر.

وتساءل الكاتب من يخرج منتصراً من هذا الصراع؟ ويقول: من الصعب التكهن بالنتيجة حاليّاً، لكن الأمر المؤكد أن الشعب اللبناني سيكون الضحية من جديد.

من جهتها قالت صحيفة الوطن السعودية: إن الرياض حسمت أمرها نهائياً لا رجعة فيه على المدى المنظور ودخلت في مواجهة مفتوحة مع إيران ووكلائها الإقليميين، حتى الوصول إلى تسوية سياسية شاملة في المنطقة تعيد إيران إلى حجمها الطبيعي؛ دولة جارة مسالمة لا تتدخل في شؤون الجوار.

وأضافت: لبنان أصبح مرتهناً لإيران حتى في تفاصيله الصغيرة، إذ إن أي مشروع وطني لبناني من أي طرف كان، سيكون بالضرورة متعارضاً مع الهيمنة الإيرانية التامة على لبنان من خلال أدواتها التابعة؛ أي: قوات الأسد وحزب الله، التي احتكرت القوة العسكرية والأمنية على الأرض أمام أطراف أخرى نُزع سلاحها.

وتابعت: يجب مواجهة حزب الله كوكيل إيراني أصبح إقليمياً، إذ لم يعد دوره محصوراً في لبنان، ويستوجب تفكيك كامل المنظومة التي بناها على مدار العقود الماضية، وإن حصر المواجهة في الجانب العسكري لن يعطي ثماراً مستدامة، فقد أخفقت إسرائيل ذات اليد العسكرية الطائلة في المنطقة في اجتثاث هذا الكيان الذي يسرطن المنطقة طائفياً وسياسياً، ويفتتها لوضعها تحت علم إيران.

صحيفة عكاظ السعودية من جانبها قالت في تقرير لها: إن على ميلشيا حزب الله أن تعلم أنه لا تزال لدى السعودية أوراق في الساحة اللبنانية قانونية وسياسية واقتصادية، واللبنانيون لا يستطيعون العيش تحت حكم دويلة داخل الدولة، يعود الحريري أو لا يعود، تلك ليست القضية، لكن القضية هي خروج إيران من لبنان وإنهاء اختطاف لبنان.

واتهمت عكاظ حزب الله بالمبادرة بإعلان الحرب على السعودية بدعم إيران، معتبرة أن استقالة الحريري ليست سبباً، لكنها نتيجة لتدخلات الحزب وسعيه لإغراق لبنان داخلياً وخارجياً.

وتحت عنوان “عون ونصرالله واستقالة الحريري” كتب خالد الدخيل في صحيفة الحياة .. في خطابين متتاليين في أقل من أسبوع وظف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، جميع مهاراته الخطابية لحرف انتباه اللبنانيين عن القضية الرئيسة التي فرضت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.

وأضاف الدخيل أن نصر الله أراد أن يجعل من عودة الحريري المستقيل قضية رئيسة، في حين أنه هو من قوّض التسوية التي على أساسها قدم الحريري تنازلاً كبيراً بترشيح ميشال عون رئيساً للجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى