ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ وكالات

للاستماع

مشهد الإيرانيين في سوق الحميدية بدمشق وهم يطبرون، كان مزلزلاً كما يقول حمد الماجد في مقال له في الشرق الأوسط، ويضيف أن للمشهد دلالاته العميقة في التغيير المذهبي الديمغرافي الممنهج. وتحت عنوان “هل باع ترامب سوريا لروسيا وإيران؟” نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً قالت فيها: إن الاتفاق الذي أعلنه ترامب في فيتنام مع نظيره بوتين هو تنازل لروسيا. وفي التايمز تقرير يقول: إن الحروب بالوكالة تهدد منطقة الشرق الأوسط.

وفي الشرق الأوسط كتب حمد الماجد: لقد كان منظراً مزلزلاً والإيرانيون يملؤون سوق الحميدية على بكرة أبيهم، يمارسون طقوسهم في التطبير، وسوق الحميدية الدمشقي الشهير مجاور للمسجد الأموي، ولهذا دلالاته العميقة التي تثبت التغيير المذهبي والديموغرافي الممنهج الذي أحدثه التغلغل المذهبي والسياسي والعسكري للخمينية في كل من العراق وسوريا ولبنان، وليكتمل الهلال الشيعي الذي دأبت على وصل حلقاته الخمينية منذ أن وطئت قدما الخميني مطار طهران.

وأضاف أن السعودية تقود معارك تحرير ضد الخمينية الطائفية في اليمن ودول الشام أشبه بمعارك صلاح الدين التي أشعلها ضد الدولة الفاطمية التي أرادت أن تنخر وحدة الانتماء المذهبي في دولة محورية مثل مصر، مشدداً على أن للخمينية الطائفية وتغلغلها السياسي والعسكري والأيديولوجي خطراً كبيراً على وحدة النسيج المذهبي في الدول التي تنخرها الخمينية هذه الأيام.

وتحت عنوان “هل باع ترامب سوريا لروسيا وإيران؟” كتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن الاتفاق الذي أعلنه ترامب في فيتنام مع نظيره بوتين، والخاص بنزع فتيل الصراع في سوريا، هو بمنزلة تنازل عن التفوق الإقليمي لروسيا وإيران، وأضافت أن ذلك ما يمكن أن يُستخلص من البيان الصادر عن الزعيمين السبت الماضي.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: إن الاستراتيجية ذات المحاور الثلاثة تهدف إلى إنزال هزيمة دائمة بتنظيم داعش، وتخفيف حدة الحرب الأهلية في سوريا، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأضافت أن ترامب اتفق مع الروس على فرض منطقة لخفض التوتر في جنوب غربي سوريا بنية وقف القتال لمعالجة الأزمة الإنسانية وفسح المجال للقوات المدعومة من أمريكا «لسحق تنظيم داعش في الأجزاء الشمالية والشرقية من البلاد».

وبدلاً من ذلك، عزز وقف إطلاق النار المكاسب التي حققتها قوات النظام في غربي سوريا، وأطلق يد الروس والمقاتلين المدعومين من إيران في الشرق، وتمكنت قسد مع أمريكا من إحراز تقدم على حساب تنظيم داعش.

وخلصت الصحيفة إلى القول: إن المشهد كاملاً يوحي بأن ترامب ووزير خارجيته يستخدمان على ما يبدو «دبلوماسية نزع فتيل الصراع» لتبرير الانسحاب من سوريا ما بعد تنظيم داعش، مشيرة إلى أن بوتين يحقق الفوز في سوريا.

من جهتها قالت صحيفة تايمز البريطانية: إن الحروب بالوكالة تهدد منطقة الشرق الأوسط في الوقت الذي تتنافس فيه السعودية وإيران للهيمنة على المنطقة، مضيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستخدم أزمة لبنان لتصعيد التوتر مع إيران.

وأوضحت أن المرحلة الحالية -مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم داعش- كان من الممكن أن تكون فترة هدوء نادرة بالمنطقة، لكن كانت للأمير محمد بن سلمان خطط أخرى، فقد صعّد الخلاف مع إيران وزاد المخاوف من وقوع حمام دم جديد بالشرق الأوسط مركزه لبنان.

وقالت تايمز: إن كثيراً من الدبلوماسيين يخشون إشعال ولي العهد السعودي، الذي يتخذ نهجاً مغامراً في سياساته بالمنطقة، حرباً بالوكالة بين إيران وبلاده في لبنان، التي مزقتها حرب أهلية بين عامي 1975 و1990.

ونسبت إلى محللين قولهم: إن السعودية الجديدة تسابق إيران من أجل الهيمنة والنفوذ في الشرق الأوسط بعد مرحلة تنظيم داعش، وإن ولي العهد السعودي يبدو سعيداً بما يقوم به لوضع بصماته بالمنطقة.

وقالت تايمز: إن الحريري أصاب بلاده ومنطقة الشرق الأوسط بالدهشة عندما أعلن استقالته عبر التلفزيون السعودي وزعم أن حياته مهددة من قبل إيران.

وحذرت من أن أي خطوة خاطئة مهما صغرت ستسبّب في إشعال حرب مدمرة، وأشارت إلى حرب اليمن والصراع مع قطر الذي توقعت أن يتصاعد أكثر خلال هذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى