ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

الولايات المتحدة وروسيا بدأتا ماراثوناً جديداً يذكّر بالعام الأخير من عهد باراك أوباما، مع المصطلحات ذاتها: بقاء سوريا دولة موحّدة كما يقول عبد الوهاب بدر خان في الحياة اللندنية ويضيف: غير أن الإفراط في تكرار الأقوال وتأكيدها من دون أثر لها في الأفعال، جعلها في السابق غير مؤكّدة البتّة. وتتحدث صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عما تقول: إنه “مشروع أمريكي روسي لتقسيم سوريا”. ومن جانبها كتبت صحيفة نيزافيسيمايا الروسية تحت عنوان “اختلاف روسي تركي بشأن تسوية الوضع في سوريا”.

وفي الحياة اللندنية كتب عبدالوهاب بدرخان تحت عنوان “بقاء سوريا موحّدة رهن خروج إيران وميلشياتها” ..بدأت الولايات المتحدة وروسيا ماراثوناً جديداً يذكّر بالعام الأخير من عهد باراك أوباما، مع المصطلحات ذاتها: بقاء سوريا دولة موحّدة، لا حلّ عسكرياً فيها، عملية سياسية وفقاً لبيان جنيف والقرار 2254، التعاون في محاربة الإرهاب، لكن الإفراط في تكرار الأقوال وتأكيدها من دون أثر لها في الأفعال، جعلها في السابق غير مؤكّدة البتّة.

وأضاف: لا أحد يتوقّع أن تكون الدولتان الكبريان شفّافتَين، لكن الأسوأ أن أحداً لم يعد قادراً، بما في ذلك دول وحكومات، على فهم ما الذي تفعلانه في سوريا، ولماذا تتراشقان الاتهامات بدعم الإرهاب الذي يُفترض أنهما تحاربانه، وما الهدف من محاولتهما التلاعب بصيغة تمثيل المعارضة، وهل هو تلاعب أيضاً بالحل السياسي نفسه لإطاحة محدّداته التي أُثبتت في مرجعيات دولية صيغت بعناية ثنائية، أمريكية – روسية؟

وقال: فيما يتعلق بالمراقبين قد ينعكس بيان ترامب – بوتين على مسار الأحداث في اتجاهات ثلاثة: الأول، أن استبعاد «الحل العسكري» قد يُبطل تهديدات الأسد وإيران بمواصلة القتال لاستعادة جميع المناطق، فهما لا يستطيعان ذلك من دون إسناد جوي روسي. والثاني، أن حسم مسألة إبعاد الإيرانيين وميلشياتهم عن منطقة الجنوب الغربي، ربما يستبعد حرباً يتردد أن إسرائيل تتهيّأ لها ضد الوجود الإيراني في سوريا. والثالث، أن اعتماد صيغة «مناطق خفض التصعيد» بوصفها مؤشّراً كافياً لإطلاق مفاوضات الحل السياسي وتجديد الرعاية الأمريكية – الروسية لها على أساس بيان جنيف والقرار 2254، يفترض أن موسكو تتعهّد مشاركة «جديّة» من جانب النظام مع احتمال أن تبدي واشنطن مرونة حيال مطالبة روسيا بإعادة تشكيل وفد المعارضة.

صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية نشرت تفاصيل ما قالت: إنه “مشروع أمريكي روسي لتقسيم سوريا”، مبينة الدور الإيراني في رسم مستقبل سوريا بعد انتهاء المعارك.

وقالت: “إن الاتفاق الروسي الأمريكي السري بشأن التسوية في سوريا يقضي بأن انتشار قوات إيرانية بمحاذاة حدود إسرائيل سيتم في خطوتين. في المرحلة الأولى: يكون تجميد للوضع الذي يقرر أن القوات الإيرانية والميلشيات المؤيدة لإيران ستكون في مدى 5 كيلومترات عن خط الاشتباك الذي بين الثوار وقوات النظام في هضبة الجولان، وليس على مسافة 5 كيلومترات عن حدود إسرائيل، كما نشر”.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه “في المرحلة الثانية تبدأ المداولات في الطلب الإسرائيليّ لإبعاد هذه القوات إلى مدى نحو 40 كم عن خط الحدود بين سوريا وإسرائيل”.

وتعترف مصادر دبلوماسية أمريكية بتواصل الجهد الإيراني لبناء معقل دائم داخل سوريا لتنفيذ الخطة بعيدة المدى المتمثلة في بناء محور مؤيد لإيران من العراق، عبر سوريا وإلى لبنان. ومع ذلك، يصطدم الإيرانيون بغير قليل من المصاعب في ضوء الصدام بين مصالحهم والمصالح الروسية، فالروس غير مستعدين مثلاً للتسليم بمصاف إيرانية مستقلة على البحر المتوسط في ميناء طرطوس.

وبالتوازي تطالب إسرائيل بأن تبقى في أي تسوية دائمة في سوريا اتفاقية الفصل بين إسرائيل وسوريا في 1974 على حالها، نصاً وروحاً. بمعنى أنه إلى جانب منطقة الفصل على جانبي الحدود – المجردة تماماً- سيبقى قطاعان بعرض 20 كلم، يحظر فيهما وجود قوات عسكرية ووسائل قتالية هجومية بأحجام كبيرة، ويتطابق عرض القطاعين مع طلب الحد الأدنى الإسرائيلي لإبعاد القوات المؤيدة لإيران عن الحدود.

واختتم الصحيفة الإسرائيلية بالقول: إنه، على طول الحرب الأهلية في سوريا أيضاً، وبتدقيق أكبر اليوم قبيل التسوية الدائمة، تصر إسرائيل على ألا يستغل السوريون الفوضى فيثبتوا حقائق على الأرض بخلاف اتفاقات تخفيف القوات، وكل خرق ترفع عليه شكوى إلى الأمم المتحدة أو يعالج بالقوة.

من جانبها نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية تقريراً، تحدثت فيه عن اختلاف الموقف الروسي التركي إزاء تسوية الوضع في سوريا وقالت: إن الوضع في سوريا ازداد تدهوراً عقب الزيارة التي أداها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى سوتشي، حيث أجرى محادثات مكثفة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. في الأثناء، أعلنت وسائل إعلام النظام دخول القوات التركية إلى منطقة راجو في مقاطعة عفرين، حيث بادرت قوات الدفاع الذاتي بإطلاق النار.

وأوضحت الصحيفة أنه ومن المؤكد، لم تأذن روسيا لتركيا بدخول منطقة عفرين، ولاسيما أن موسكو قد دعت أنقرة في العديد من المناسبات إلى ضرورة ضبط النفس فيما يتعلق بمسألة الأكراد. لكن يبدو أن أردوغان قد تجاهل تماماً هذه المطالب، حيث أعلن عشية زيارته إلى سوتشي، أن تركيا لا تستطيع التغاضي عن التهديد الذي تشكله عفرين وأن دولته عازمة على “اتخاذ التدابير الضرورية”.

وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية التركي عدّ الادعاءات بشأن الأعمال العدوانية التي تقوم بها القوات التركية في شمالي سوريا مجرد تصريحات “غوغائية”.

وفي هذا الصدد، أكدت القيادة الروسية أن أنقرة لم تشكل تحالفاً في إدلب، بل اكتفت بنشر قواتها حول مقاطعة عفرين. ومن جهته، أكد النظام أن الهدف الرئيس لأنقرة يتمثل في السيطرة على عفرين.

وبينت الصحيفة أن موقف تركيا في إطار محادثات أستانة يثير العديد من التساؤلات، ولا سيما أن أنقرة لعبت دوراً أساسياً في تأجيل انعقاد مؤتمر شعوب سوريا، الذي يعد خطوة مهمة ضمن التسوية السياسية في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى