ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

هناك حرب على البترول في سوريا الآن بين روسيا والولايات المتحدة كما تقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية في مقال لها. في حين ترى صحيفة الأيام الإسرائيلية أن سوريا مهمة للروس، وأقل أهمية بالنسبة للأمريكيين ولذلك يمكن افتراض أن الاختلاف في الآراء بين الاثنين سيُحل في النهاية من خلال تنازلات أمريكية. وفي الحياة اللندنية تحدث حازم صاغية في مقال له تحت عنوان “من لينين إلى موغابي وبينهما الأسد” عن توريث الحكم ونهج الاستبداد.

ونشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريراً تحت عنوان “حرب البترول بين موسكو وواشنطن في سوريا” قالت فيه: “إن النظام المتحالف مع روسيا وإيران دخل في مواجهة مباشرة على طول النهر المتدفق في العراق المجاورة، مع المقاتلين الأكراد والعرب الذين ينتمون لقوات سوريا الديمقراطية، ويحظون بدعم الولايات المتحدة، بغية استعادة الأراضي التي طرد منها تنظيم داعش “.

وأكدت الصحيفة أنه بهدف مواجهة واشنطن، تعمدت موسكو نشر مئات الرجال بغية حراسة المنشآت النفطية التي تم تحريرها من قبضة داعش، ويعد هؤلاء الرجال من المرتزقة الذين ينتمون إلى شركة إيفرو بوليس، التي يرأسها يفغيني بريغوجين، أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومجموعة فاغنر الروسية، التي تجند “متطوعين” سابقين من شبه جزيرة القرم.

وقالت الصحيفة: إنه بموجب اتفاق مع بشار الأسد، فإن من المتوقع أن تستحوذ موسكو على الجزء الأكبر من إنتاج النفط في سوريا في المستقبل، في حين سيتولى الإيرانيون مسؤولية إدارة قطاعي المعادن والزراعة وبعض أنشطة التكرير.

في صحيفة الأيام الإسرائيلية كتب إيال زيسر تحت عنوان “تلاقي المصالح الروسية – الإيرانية في سوريا”.. إن الحرب في سوريا تشارف على الاقتراب من نهايتها. بشار الأسد يسيطر، ولو لم تكن سيطرة كاملة، على معظم أراضي الدولة، وبموازاة ذلك سُجل انخفاض في حجم العنف وفي عدد القتلى. يوجد سبب للاحتفال، قبل كل شيء في موسكو، المنتصرة الكبرى في هذه الحرب.

إن المساهم الأكبر في هذا الانتصار الروسي – السوري – الإيراني هي تحديداً واشنطن، قبل كل شيء بسبب إخفاق إدارة أوباما وتراخيها، وكذلك بسبب إدارة ترامب التي تخلت عن المعارضين في سوريا وتركتهم يواجهون مصيرهم، وهي المساهمة العظمى أيضاً بسبب الحرب الناجحة التي خاضها الأمريكيون ضد داعش في شرقي سوريا. وفي الواقع ليس الروس ولا الإيرانيون، ومن الواضح ليس جيش بشار الأسد، هم الذين قضوا على خلافة داعش، بل الأمريكيون وحلفاؤهم الأكراد في سوريا، والشيعة في العراق.

لا يوجد بين موسكو وطهران حب كبير، لكن إيران هي شريكة روسيا في عملية ضمان حكم بشار الأسد، وأكثر من ذلك، في فرض الهيمنة الروسية على المشرق. وفي الطريق يوزع الإيرانيون القسائم ويدفعون قدماً بمصالحهم؛ أي: إنشاء مناطق نفوذ إيرانية تمتد من طهران مروراً ببغداد ودمشق، وصولاً إلى بيروت.

إن سوريا مهمة للروس، وأقل أهمية بالنسبة للأمريكيين. بناء على ذلك، يمكن افتراض أن الاختلاف في الآراء بين الاثنين سيُحل في النهاية من خلال تنازلات أمريكية. في المقابل إسرائيل جوزة يصعب كسرها، ونأمل فقط أن تظهر موسكو في المستقبل استعداداً أكبر لأخذ مخاوف القدس المشروعة المتعلقة بمستقبل سوريا في الاعتبار.

وفي الحياة اللندنية كتب حازم صاغية تحت عنوان “من لينين إلى موغابي وبينهما الأسد” ..ظلّ النظام السوفياتيّ يقدّم إنجازات للروس ولبقية الشعوب السوفياتيّة إلى أن أسقطته تلك الشعوب ومزّقت دولته.

وأضاف صاغية أن الإنجازات التي ثار الشعب ضدّ كثرتها وأسقطها، فلا تنتمي إلى عالم الأرقام، تبعاً لندرة الأرقام التي تدعم فكرة الإنجازات. إنّها تنتمي إلى عالم القبائل؛ ذاك أنّ النظام الذي أنشأه لينين وتروتسكي، ووطّده ستالين، «تحدّى» الإمبرياليّة، «أفشل» و «أسقط» و «هزم» وانتصر لـ «الكرامة»، ثمّ ولّى غير مأسوف عليه.

ونعرف، في جوارنا السوريّ القريب، كيف عمل هذا «النهج»، ولا يزال يعمل، بكفاءة منقطعة النظير؛ صحيح أنّ حافظ الأسد خسر الأرض وصادر الحرّيّات وأفقر المواطنين، إلاّ أنّه أيضاً تحدّى الإمبرياليّة والصهيونيّة، ومثله كان حال صدّام حسين في العراق، وقبلهما جمال عبد الناصر في مصر، الأرقام تافهة، التحدّي هو الأساس، النتائج لا قيمة لها، وكلّ القيمة للمقدّمات.

وعلى هذا النحو حكم موغابي بلده منذ 1980 بوصفه رئيس حكومة، ومنذ 1987 بوصفه رئيس جمهوريّة، فعقّمها سياسيّاً واقتصاديّاً وثقافيّاً تماماً، وانتهى بها المطاف، وهو اليوم في 93، ساعياً إلى توريث زوجته السيّدة غرايس، تماماً كما ورّث كيم إيل سونغ وحافظ الأسد نجليهما كيم جونغ إيل وبشّار الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى