قمة للدول الضامنة تسبقها اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية ومحللون يؤكدون أنها ستخرج بنتائج مهمة

عواصم ـ راديو الكل

عقد وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران اجتماعاً اليوم في مدينة أنطاليا التركية للتحضير للقمة الثلاثية التي ستجمع في مدينة سوتشي يوم الأربعاء المقبل رؤساء الدول الثلاث، التي تعد ضامنة لاتفاقات أستانة، ما يعني أن قرارات ستكون مهمة ستخرج عن القمة تتعلق بملفات القضية السورية وخاصة ما يتعلق بمناطق تخفيف التوتر.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أن قمة سوتشي هي امتداد لمباحثات أستانة، وليست بديلاً عن مباحثات جنيف، ويجب تقويمها بوصفها عنصراً مكملاً لها، مشيراً إلى أنها ستُناقش الفعاليات التي ستجري في مناطق خفض التوتر المتفق عليها خلال محادثات أستانة، ومسألة إيصال المساعدات الإنسانية، وطريقة مساهمة الدول الثلاثة الضامنة في محادثات جنيف الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وقال كالن في تصريحات صحفية: إن بشار الأسد لا يعد شخصاً قادراً على منح السوريين حكومة ديمقراطية تمثل الجميع، داعياً إلى تشكيل حكومة انتقالية تشمل جميع السوريين تحضر أرضية لانتخابات حرة وعادلة، فضلاً عن صياغة دستور جديد يعكس إرادة وآمال السوريين في الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، مشيراً إلى أن الرئيس أردوغان سيبحث هذه القضايا مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، خلال القمة الثلاثية في مدينة سوتشي الروسية الأربعاء المقبل.
ويرى مراقبون، أن موقف تركيا الآن من القضية السورية، يركز على الجانب المتعلق بالأمن القومي التركي، ولاسيما الملف الكردي، بما يعدّ أولوية قبل مستقبل الأسد وموقفها منه.
وتأتي قمة سوتشي في وقت تعمل فيه روسيا بالتنسيق مع شركائها على التحضير لعقد مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي، بمشاركة ممثلي المعارضة والنظام، لكن الموعد لم يتحدد بعد.
وقالت مصادر مطلعة: إن أردوغان يعتزم طرح ملفات عديدة على رأسها أجندة مؤتمر الحوار الوطني، ومستقبل سوريا الذي دعت له موسكو مختلف المكونات السورية إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المدرج على قوائم الإرهاب التركية، وسيبحث أيضاً مصالح تركيا بالشمال السوري.
وأضافت أن ”أردوغان سيعمل خلال لقاء القمة القادم على إقناع بوتين بأن البي يي دي منظمة إرهابية وذلك بالدليل القاطع، وبأن الأسلحة التي تصلهم يتم ضبطها بالداخل التركي، وبأن وجود مثل هذه المنظمات على حدود تركيا يهدف إلى إقامة كانتونات ودول صغيرة بغرض تمزيق المنطقة”.
وقال المحلل السياسي التركي “إسلام أوزكان” لراديو الكل: إن تركيا ليست مطمئنة للتصريحات الروسية إزاء الموضوع الكردي، مشيراً إلى أن الرئيس التركي طرح هذا الموضوع خلال زيارته قبل بضعة أيام إلى روسيا.
وقالت صحيفة “ديلي صباح” التركية: إن القمة تهدف إلى تقويم المسار العام بشأن الملف السوري، وأيضاً تحديد مرحلة ما بعد إنجاز مناطق خفض التصعيد، سواء على صعيد الخطوات الميدانية أو على صعيد الحل النهائي.
وبحسب الصحيفة، تكتسب القمة التركية – الروسية – الإيرانية المرتقبة أهمية خاصة في ظل التطورات الأخيرة المتسارعة في سوريا، ولاسيما ظهور مدينة عفرين بوصفها قضية رئيسة في الأجندة التركية، وبروز نقاط خلاف بين الدول الضامنة نفسها، وكذلك رغبة واشنطن في العودة إلى المشهد السوري، ومزاحمة مسار أستانة عبر بث الحياة في مسار جنيف للمفاوضات، إضافة إلى قرب إعلان نهاية الحرب على تنظيم “داعش”.
ومن المتوقع أن تكون قمة سوتشي حاسمة فيما إذا كانت الدول الثلاثة ستتوجه إلى إطلاق مسار سياسي بعد النجاح النسبي في تخفيف العنف، أم ستجد آلية معينة للتكامل مع مسار عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يطرح الرئيس أردوغان قضية عفرين بقوة في سوتشي، بهدف انتزاع موافقة روسيا وإيران على عملية عسكرية تركية في هذه المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى