ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

أسبوع حاسم للحرب في سوريا بحسب الغارديان البريطانية التي تضيف في تقرير لها أنه سيتم الضغط على جميع الأطراف لوقف القتال والبدء بالحل السياسي. وفي الشرق الأوسط كتب غسان شربل: ما لم تتخذ إيران قراراً سريعاً بوقف هجومها الشامل في الإقليم. ومن جانبها تتحدث صحيفة يني شفق التركية حول عملية عسكرية وشيكة في عفرين.

ونشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً لمحررها الدبلوماسي باتريك وينتور، يتحدث فيه عما يسميه بالأسبوع الحاسم للحرب في سوريا.

ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن نشاطاً دبلوماسياً محموماً يشهده الأسبوع الحالي؛ من أجل الضغط على الأطراف كافة لإنهاء الحرب، والاتفاق على دستور قد يبقي على بشار الأسد في السلطة.

ويلفت وينتور إلى أنه بالتزامن مع هزيمة تنظيم داعش، وتراجع القوات الديمقراطية المعارضة للأسد، فإن القوى الرئيسة الثلاث في سوريا، روسيا وإيران وتركيا، تخطط لمؤتمر في مدينة سوتشي؛ في محاولة منها لتخفيف الخلافات بين الأطراف المتحاربة، وللتوصل إلى حل سياسي.

 وتبين الصحيفة أنه سيتم إحياء خطط من أجل كتابة دستور جديد للبلد في اجتماع سوتشي، حيث سيستقبل بوتين كلاً من أردوغان وروحاني، وسيحضر كل من الزعماء الثلاثة بأجندته الخاصة.

في الشرق الأوسط كتب غسان شربل: يكفي أن يفتح وزراء الخارجية العرب خريطة العالم الذي ينتمون إليه ليتأكدوا أن اجتماعهم الطارئ في القاهرة أمس، كان مبرراً وضرورياً، فالحديث عن «التدخلات الإيرانية» ليس تهمة عابرة تفتقر إلى الأدلة، والإصرار على مناقشتها لا يدخل أبداً في باب التحرش أو التصعيد، إنه محاولة لبلورة إرادة عربية موحدة حيال التعامل مع واقع يومي ضاغط يعيشه العرب في مجموعة دول وخرائط، ولا يقتصر الأمر على الدول التي تتحرك الميلشيات المدعومة إيرانياً على أراضيها، ذلك أن مفاعيل مسلسل التدخلات تمس موازين القوى على امتداد المنطقة.

ثلاثة أطراف يجب أن تتوقف عند نتائج الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب؛ الأول هو إيران التي أدان المجتمعون سلوكها، والسؤال هو هل تريد أن تتعايش مع جيرانها العرب في الإقليم أم أنها تصر على محاولة إخضاعهم؟ إذا تمسكت بالخيار الثاني فهذا يعني أن رياح المواجهة ستشتد، وأن إيران ستواجه حالة من العزلة. الطرف الثاني هو «حزب الله» الذي يتحتم عليه أن يتبصر فيما طرأ على صورته لدى معظم العرب، لم تعد لهذه الصورة علاقة بالمقاومة ضد إسرائيل، بل صار ينظر إليه باعتباره منظمة إرهابية انطلاقاً من دوره في الانقلاب الإيراني. الطرف الثالث الرئيس ميشال عون الذي سيكون الخاسر الأكبر من استقالة سعد الحريري.

ما لم تتخذ إيران قراراً سريعاً بوقف هجومها الشامل في الإقليم، فإن بند «التدخلات الإيرانية» سيكون عنوان المواجهة المقبلة وعنوان الاصطفافات، وسيكون البند نفسه عنوان التحرك في اتجاه مجلس الأمن، وسيترك بصماته على أوضاع الساحات المشتعلة وتلك المرشحة للاشتعال.

صحيفة الأوبرزفر البريطانية وتحت عنوان “مزيج أمريكي ـ سعودي خطر؟”.. اعتبرت في افتتاحيتها أن «مزيج التهوّر السياسيّ» في شخصيتي وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، وصهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر يجعل منهما مزيجاً خطراً، فالمنطقة العربية منذ اللقاءات بين الجانبين وقعت أحداث شديدة الخطورة بدأت بحملة تطهير كبرى لأمراء ومسؤولين سعوديين أغنياء، وحدثت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التي حملت هجوماً عنيفاً على «حزب الله»، ثم حصار الموانئ اليمنية الذي أنذر بحصول كارثة إنسانية.

وأضافت أن فتح الحليفين السعودي والأمريكي لهذه الجبهات الداخلية والخارجية يساهم في تأزيم جبهات أخرى، كما هو الآن حاصل على الصعيد الفلسطيني، كما شهدنا تصعيد النظام وحليفه الروسي غاراته على غوطة دمشق التي يسيطر عليها «جيش الإسلام»، وهو فصيل محسوب على السعودية، وهو ما يعني إمّا أن الرياض قد تخلّت عن حليفها، أو أن النظام وروسيا يواجهان التصعيد السعودي باستهداف التنظيمات المحسوبة على الرياض.

وقالت الصحيفة: إن العلاقة الخاصة والسرّية بين كوشنر ومحمد بن سلمان وفرت تغطية أمريكية لسياسات مثيرة للجدل، وقد تدخّل ترامب شخصياً للدفاع عما سمي في السعودية بـ«حملة مكافحة الفساد» قائلاً: إن الموقوفين «ابتلعوا ثروات البلد على مدى سنوات»، كما أنه سكت تماماً عن التعليق حول ما أشيع عن احتجاز الحريري، وهو ما يعني، بوضوح، أن ترامب موافق على أجندة الثنائي كوشنر ـ بن سلمان، لكن من غير الواضح بعدُ إن كان ما يحصل هو بتوجيه من ترامب، أو باقتراح من كوشنر، أم أنّ هذه خطط بن سلمان، وأن كوشنر ثم ترامب موافقان عليها (ولماذا)؟.

من جانبها نشرت صحيفة يني شفق التركية تقريراً حول عملية الجيش التركي في مدينة عفرين شمالي سوريا، وجاء في التقرير الذي ترجمته “وطن إف إم”، أن عملية عفرين لها أولويات استراتيجية لسلامة تركيا وأمنها، وعلى الرغم من وعود روسيا تأخرت العملية بسبب مطالب إيران، وبعدما قال الرئيس رجب طيب أردوغان: “سننقذ” عفرين من الميلشيا، بدأت الميلشيا تستعد للعملية المحتملة من تركيا.

وأضاف تقرير الصحفية أن الميلشيا تمارس ضغوطاً كبيرة على التركمان في عفرين مؤخراً، ويتم استجواب التركمان عدة أيام، وفي هذه الأسئلة تحاول الميلشيا الحصول على معلومات عن الجيش السوري الحر وبعض القادة.

وقالت: ويوجد حالياً ما بين 7 و 8 آلاف عنصر تابع للميلشيا في مدينة عفرين، وإن ميلشيا حزب الاتحاد الديمقراطي، التي فهمت أن تركيا سوف تبدأ بعملية عفرين في نهاية المطاف، بدأت بالإعدادات الوقائية، وفي المدة الأخيرة، نقلت ميلشيا “ب ي د” الأسلحة الثقيلة التي قدمتها الولايات المتحدة لهم إلى منطقة المراقبة حيث توجد القوات التركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى