ملفات القضية السورية في الصحف الأجنبية

للاستماع

عواصم ـ وكالات

واشنطن تخطط للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا بعد هزيمة “داعش” بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة الواشنطن بوست. وفي نيويورك تايمز مقال لسيموني سينغوبتا تحت عنوان “في دمشق الحرب غيرت كل شيء والصمت يخيم مثل غيمة كثيفة” تحدثت فيه عن انطباعاتها خلال زيارة قامت بها مؤخراً إلى دمشق. وفي صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس مقال ينصح فيه خبير عسكري بتجنب الارتباط مع الأسد.

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الولايات المتحدة تخطط للحفاظ على وجودها العسكري في شمالي سوريا حتى بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأشارت الصحيفة في مقال إلى أن القوات الأمريكية، في ظل هزيمة “داعش” شبه الحتمية، ستفقد ذريعة قانونية لوجودها في الأراضي السورية، وسيسمح خروج القوات الأمريكية لجيش النظام باستعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال خاضعة لـ”داعش”، وهو ما سيكون ضماناً لبقاء بشار الأسد سياسياً وسيكون انتصاراً لإيران أيضاً.

وقالت الصحيفة: إنه وفي محاولة لتفادي هذا السيناريو يخطط مسؤولون أمريكيون لإبقاء القوات الأمريكية في المناطقة الخاضعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” بشمالي سوريا وإنشاء إدارة غير مرتبطة بدمشق في تلك المناطق.

يذكر أن دعم قوات سوريا الديمقراطية قد يسمح بالضغط على الأسد خلال المفاوضات في جنيف، وإن عدد العسكريين الأمريكيين الموجودين الآن في سوريا يبلغ 503 أفراد.

من جانبها كتبت سيموني سينغوبتا في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان “في دمشق الحرب غيرت كل شيء والصمت يخيم مثل غيمة كثيفة”.. بعد أكثر من 6 أعوام على الحرب في سوريا يعيش ربع السوريين في المنفى، ومن بقي منهم في دمشق يعانون وحدة تظللهم مثل الغيمة القاتمة فوق العاصمة، وفيها الكثيرون الذين يتساءلون عن سبب بقائهم في وقت حزم أصدقاؤهم أمتعتهم للمنفى، ماتوا أو اختفوا، أما من جاؤوا حديثاً إلى مدينتهم وشردتهم الحرب فيتحركون بحذر ولا يعرفون مع من يتحدثون أو بمن يختلطون.

وتحدثت سينغوبتا عن أنها سافرت إلى سوريا قبل مدة بعد حصولها على تأشيرة بوصفها صحفية أمريكية ورافقها في جميع تحركاتها مرافق من النظام بشكل جعل الكثير من الناس يترددون في الحديث معها ومنع عليها الدخول إلى أجزاء معينة من العاصمة، ومع ذلك لم يكن من الصعب ملاحظة كيف تغيرت دمشق منذ بداية التظاهرات المطالبة بالديمقراطية قبل 7 أعوام والتي سحقها بشار الأسد وتطورت فيما بعد إلى حرب أهلية شردت السوريين في كل بقاع العالم وحولت بلدهم إلى رقعة شطرنج للدول القوية.

وتقول: إنه على أطراف الطرق السريعة ظهرت مطاعم براقة تقدم خدماتها للطبقة الجديدة التي اغتنت بسبب الحرب، وفي منتصف النهار يمكن أن ترى فيها رجالاً بالبزات الرياضية وهم يدخنون بصمت النرجيلة وفي المناطق القريبة يبحث الدمشقيون في أكوام بالات الملابس المستعملة لأن أسعار الجديدة ارتفعت فوق طاقتهم، وفي شارع معين قيل لها: إن هناك سوقاً يتم فيه عرض غنائم الحرب من ثلاجات وثريات وأنابيب؛ وهي غنائم تم نهبها من البلدات والقرى التي استعادها جيش النظام قبل مدة، ولكنها لم تستطع زيارة هذا السوق.

في صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” ينقل أندريه ياشلافسكي في مقال له عن أنطون مارداسوف، الخبير العسكري ورئيس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط في معهد التنمية المبتكرة قوله: “لقد حققت روسيا ما تريد؛ فأولاً وقبل كل شيء، أثبتت أنها لاعب في الشرق الأوسط في أوقات الأزمات… كما انسحبت السعودية من المباراة السورية، وقامت قطر بمراجعة موقفها”.

وأضاف مارداسوف: ” العملية السياسية، تعد دليلاً على انتصار الأسد وأنه لا بديل عنه، وعلى افتراض أن الهدف هو إبقاء الأسد في السلطة، والحفاظ على المؤسسات السورية، فقد تم إنجاز هذه المهمة، ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن النظام ارتكب أخطاء كثيرة، وسيكون من المفيد لروسيا أن تتجنب الارتباط مع الأسد”.

وينقل الكاتب عن إيلينا سوبونينا، مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية القول: “إن بيان الرئيس بوتين بشأن سوريا يظهر أن هذا البلد قد أنهى العمليات العسكرية المكثفة…ومع ذلك، يجب أن نفهم أن النتيجة النهائية للصراع السوري لا تزال بعيدة جداً، فهناك العديد من الجماعات المسلحة المتنوعة العاملة في سوريا، وليست كلها تدعم عملية المصالحة السياسية التي تجري في أستانة، الجماعات الراديكالية تفقد الأراضي ومصادر التمويل، ومع أن العملية الروسية لمكافحة الإرهاب أدت إلى إضعاف قدرات المنظمات الإرهابية إلى حد كبير، فإنه لم يتم تدمير المتطرفين تماماً، وهم مستعدون للانتقال إلى العمل في الخفاء، لذلك فعمليات إرهاب جديدة ممكنة في سوريا وخارجها”.

صحيفة بيلد الألمانية كتبت عن لقاء بوتين الأسد تحت عنوان “بوتين يستقبل الأسد.. قمة العار”.. طالعتنا وسائل الإعلام الروسية بصور وفيديوهات لقاء الزعيمين بعد انتهائه بساعات وتكفلت بنشر الصور ومقاطع الفيديو، وهذه هي المرة الثانية التي يغادر فيها الأسد سوريا منذ اندلاع الثورة السورية، وكما في المرة الأولى تم استدعاء بشار منفرداً من دون صحبة من وزراء أو مسؤولين في نظامه.

وقالت الصحيفة: إن وصفها اللقاء بقمة العار يأتي على خلفية استخدام روسيا الفيتو في مجلس الأمن لإفشال تمديد مهمة لجنة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى