روسيا تفرض اتفاقاً حول مؤتمر الحوار الوطني في قمة سوتشي الثلاثية

سوتشي ـ راديو الكل

الموافقة على مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تعد له روسيا منذ بضعة أشهر، كان العنوان الأبرز لنتائج القمة الثلاثية التي عقدت في سوتشي أمس بين رؤساء كل من روسيا وتركيا وإيران، وهو أيضاً نتاج تحركات دبلوماسية قادها الكرملين خلال الأيام القليلة الماضية، ومن أبرزها الاتصالات الهاتفية التي أجراها الرئيس فلاديمير بوتين مع عدد من زعماء الدول المتدخلة في الشأن السوري، ومن بينهم الرئيس الأمريكي والملك السعودي وأمير قطر، وجاءت بعد استدعاء بوتين لبشار الأسد في زيارته الخارجية الثانية منذ اندلاع الثورة السورية.

وسارعت الخارجية التابعة للنظام بعيد القمة الثلاثية إلى الترحيب بالبيان الختامي للقمة، ونقلت سانا عن مصدر رسمي قوله: “إن هذه القمة تأتي استكمالاً للقمة الروسية السورية أول أمس، وما تمخضت عنه فيما يتعلق بالاتفاق على المبادئ الأساسية لتنظيم المسار السياسي للأزمة في سوريا، وعقد مؤتمر للحوار الوطني السوري السوري، وتشكيل لجنة لمناقشة مواد الدستور الحالي، وإجراء الانتخابات البرلمانية لاحقاً”.

الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد من جانبه أن “الهدف الأساسي من قمة سوتشي هو عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري”، وقال: “قمنا بإعلان مواقفنا، وأعربت الدول الـ3 عن دعمها لعقد مؤتمر الحوار الوطني علناً، في سوتشي”.

وأضاف روحاني، أن إيران وروسيا وتركيا اتفقت على إجراء لقاءات على مستوى وزراء الخارجية وممثلين عن الهيئات الخاصة لهذه الدول لضمان الظروف الملائمة لعقد المؤتمر، مشدداً على أن الأطراف الثلاثة تأمل في أن “يصبح هذا المؤتمر خطوة جديدة في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا”، وإجراء انتخابات حرة في البلاد على أساس الدستور.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جانبه رأى أن نتائج القمة الثلاثية في سوتشي ستكون “بصيص أمل لتحقيق الاستقرار في سوريا”، وقال: “بياننا المشترك اليوم خطوة أولى تعكس أسس تعاوننا، لكن نجاح هذا الجهد منوط بمواقف الأطراف السورية المعنية في مقدمتها النظام والمعارضة”.

وفي إشارة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، قال الرئيس التركي: “لا ينبغي لأحد أن ينتظر منا الجلوس تحت سقف واحد مع تنظيم إرهابي يستهدف أمننا القومي…توصلنا إلى اتفاق في الآراء بشأن تقديم دعم لتفعيل عملية سياسية شاملة وحرة وشفافة تجري بقيادة واستضافة الشعب السوري، كما ينص على ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2254”.

وتابع: “نأمل أن يكون لهذا التعاون المثمر بين دولنا أثر إيجابي في المنطقة بأسرها، وأن يحد من التوتر في المنطقة وخطر الانشقاق الطائفي”.

وفي سياق متصل، قال أردوغان: إن أطراف قمة سوتشي شددت على أن إنشاء مناطق خفض التصعيد لعبت الدور الرئيس في تطبيع الأوضاع في سوريا، وضرورة اتخاذ خطوات تسهم في تطوير نتائج مفاوضات جنيف حول سوريا بناء على عملية أستانة.

ولم تتطرق القمة إلى مسائل خلافية حول مستقبل سوريا ورأس النظام، بل أكد القادة أن مستقبل البلاد يقرره الشعب السوري من خلال عملية سياسية أبرز آلياتها مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه روسيا، وهذا المؤتمر بنظر المراقبين سيكون إعلاناً صريحاً على إمساك روسيا بالأوراق الإقليمية الكبرى فيما يخص الوضع السوري بعد الحصول على موافقة تركيا التي كانت أبدت تحفظاً على المؤتمر بسبب دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فيه، وهو الحزب الذي يعد امتداداً لتنظيم البي كي كي الإرهابي، وأيضاً بعد استدعاء بشار الأسد إلى روسيا وإبلاغه ببدء مرحلة جديدة في سوريا تتعلق بالحل السياسي، بحسب تعبير بوتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى