القيادة الثورية تشكل “غرفة عمليات إنسانية” في الغوطة الشرقية لدعم المتضررين

ريف دمشق – راديو الكل

شكلت “القيادة الثورية” في الغوطة الشرقية لدمشق، أمس، “غرفة عمليات إنسانية”، بهدف تلبية احتياجات المدنيين المتضررين في المدن والبلدات التي يطولها القصف المكثف من قوات النظام.

وقال “عمر أبو حفص” عضو مجلس القيادة الثورية ورئيس الغرفة لراديو الكل: إن “غرفة العمليات الإنسانية” تم تشكيلها بقرار من القيادة الثورية في دمشق وريفها، عقب الهجمة الشرسة التي شنها النظام على الغوطة الشرقية، والتي بدأت منذ مطلع (شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي) وتركزت على مدن “حرستا، وعربين، ومديرا” التي تؤوي أكثر من ثلث سكان الغوطة الشرقية.

وأضاف “أبو حفص” أن الهدف من تشكيل تلك الغرفة هو تحقيق أكبر قدر من الفائدة للأهالي المتضررين، من خلال جمع الجهود المقدمة “طبياً، وإغاثياً، وإنسانياً، وخدمياً” ضمن غرفة واحدة، ومن ثم إيصالها لجميع المتضررين إيصالاً عاجلاً ومتساوياً.

وبدأت الغرفة عملها، بحسب “أبو حفص”، اعتباراً من اليوم (الخميس) وسيعمل الفريق القائم على تلك الغرفة على زيارات ميدانية للملاجئ والمجالس المحلية، ووضع الجهود كلها ببوتقة واحدة للوصول إلى أكبر قدر من الفائدة.

وتتألف الغرفة الإنسانية من عدة أقسام أهمها القسم الطبي، والذي يعدّ أساسياً من جراء نقص الأدوية وخروج عدد من النقاط الطبية والمشافي عن الخدمة، كما تضم الغرفة القسم الإنساني والذي يعنى بالعمل الإغاثي والخدمي لمتابعة الأقبية والملاجئ وتجهيزها، يضاف إلى ذلك القسم الإغاثي الخاص بتجهيز الوجبات السريعة والمطبوخة لإيصالها للعائلات القاطنة في الأقبية، في حين يشرف على عمل الغرفة فريق مكون من 5 أشخاص، من بينهم رئيس الغرفة إضافة إلى عدد من الأفراد من بينهم رؤساء المجالس المحلية لمدن حرستا وعربين ومديرا.

ولفت “أبو حفص” إلى أن الغرفة لم تتلق أي دعم من أي جهة كانت، بل تقوم بجمع جهود جميع المؤسسات المحلية والراغبة بمتابعة ودعم أحوال المدنيين المتضررين من جراء الحرب التي يشنها النظام بغطاء روسي على الغوطة الشرقية.

وسيتوجه عمل الغرفة بداية، للمدن الثلاث المتضررة، وإذا كانت هناك حالة مماثلة في أي منطقة أخرى فسيتم إضافتها إلى الغرفة لدعمها، وفق ما بيّنه المصدر المسؤول في الغرفة.

وتحدث “أبو حفص” عن صعوبات عدّة أهمها الحصار المطبق وشدته على الأهالي منذ أكثر من 5 سنوات، والذي اشتدّ منذ 10 أشهر، يضاف إلى ذلك الهجمة الشرسة من قبل قوات النظام مع بداية شهر تشرين الثاني، بعد أن استهدفت قوات النظام المنطقة بنحو 360 غارة جوية، و 3100 قذيفة مدفعية، و 90 صاروخاً محملاً بقنابل عنقودية محرمة دولياً، و 110 صواريخ أرض أرض، خلّفت أكثر من 167 قتيلاً مدنياً، من بينهم 20% أطفال و 10% نساء وأكثر من 1000 جريح بينهم حالات بتر، ما شكّل عائقاً أمام وصول المساعدات للأهالي.

ونوّه المصدر ذاته، أنه وبسبب الحصار وضعف الإمكانات فإن المساعدات التي يتم إيصالها لسكان الغوطة الشرقية لا تلبي إلا ما يقارب من 20% من الاحتياجات اليومية.

كما تحدث “أبو حفص” عن سوء الأوضاع الطبية، مشيراً إلى وجود ما يقارب من 400 حالة بين الأطفال مصابة بسوء التغذية وبحاجة للإجلاء من داخل الغوطة لتلقي العلاج، منوهاً إلى أن وفد الأمم المتحدة وخلال زيارته الأخيرة للغوطة اطلع على أوضاع تلك الحالات من دون أي فعل يذكر، لافتاً الانتباه إلى وفاة طفل خلال اليومين الماضيين بسبب منع النظام إجلاءه لتلقي العلاج.

وفي ختام حديثه، طالب رئيس غرفة العمليات الإنسانية، جميع الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يمرّ به أهالي الغوطة المحاصرين، وفي ظل الحرب الممنهجة التي يشنها النظام على الغوطة الشرقية، بالتزامن مع صمت دولي غريب، بحسب وصفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى