ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

بوتين أطلع بشار الأسد خلال لقائه به في سوتشي مؤخراً على بعض تفاصيل عملية الانتقال السياسي، التي يتوقف عليها احتمال إقصائه عن الحكم كما يقول راجح خوري في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. وفي صحيفة جيرون الإلكترونية كتب توفيق حلاق أن رحيل الأسد أصبح حدثاً مؤجلاً بضعةَ أشهر فقط. وفي صحيفة الأيام الإسرائيلية مقال تحت عنوان “توزيع الغنائم السورية..الأمريكيون وحدهم بقوا خارج اللعبة”.

وفي الشرق الأوسط اللندنية كتب راجح خوري تحت عنوان “خروج الأسد ووقف الخطط الإيرانية”..بداية الأسبوع تدحرجت المؤشرات الإيجابية في شكل مثير ومتلاحق، من استدعاء بشار الأسد فجأة إلى موسكو، إلى تصريحات دونالد ترامب عن محادثات رائعة ومتينة مع فلاديمير بوتين تناولت مجمل القضايا الساخنة، من سوريا إلى كوريا الشمالية مروراً بالشراكة في الحرب على الإرهاب وبالنوويات الإيرانية، وصولاً إلى الأزمة الأوكرانية.

قبل ساعات قليلة من صدور بيانات التفاهم بين ترامب وبوتين خلال لقائهما في فيتنام، كانت التحركات نشطة جداً عند الرئيس الروسي، الذي يبدو أن ترامب ألزمه ترتيب الحل في سوريا كمدخل محوري لترتيبات إقليمية، وهكذا استدعى بشار الأسد فجأة إلى موسكو، حيث استقبلَه مدة 4 ساعات ساخنة وخانقة، انتهت بعناق اعتبره بعضهم وداعياً، لكنه كان إضافة إلى ذلك، تسليماً من الأسد بلغة الجسد أن الأمور انتهت في سوريا، وأن عليه أن يستعد لحزم حقائبه، وهكذا لم يتمالك نفسه على ما بدا، عندما ألقى برأسه على كتف بوتين، في تلك الصورة التاريخية وبدا مستسلماً، في حين كان بوتين يرسم «ابتسامة القدر المحتوم» إذا صح التعبير.

الأكثر إثارة أن بوتين تعمّد أن يقول للأسد: إنه ذاهب للقاء رجب طيب أردوغان وحسن روحاني في سوتشي، لبحث مسألة الحل السياسي في سوريا والتسوية بعيدة الأمد، وإن موسكو – إضافة إلى الشركاء تركيا وإيران – تعمل بتواصل دائم مع دول أخرى أمريكا والسعودية ومصر والعراق والأردن.

وفي النهاية ذكرت الأنباء أن بوتين أطلعه على بعض تفاصيل عملية الانتقال السياسي، التي يتوقف عليها احتمال إقصائه عن الحكم، وإعلان تشكيل حكومة مدنية انتقالية، والذهاب إلى انتخابات عامة بإشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج.

عشية قمة سوتشي مع رئيسي إيران وتركيا، حرص بوتين على إجراء اتصال هاتفي مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، مباشرة بعد اتصاله مع دونالد ترامب، وتركزت المحادثات على المبادئ الأساسية لإطلاق العملية السياسية، التي حرص فيها بوتين بعد اجتماع سوتشي على القول: إن إضفاء اللمسات الأخيرة على التسوية السياسية في سوريا، سيكون في إطار عملية جنيف، وإنها تتطلب توافقاً وتنازلات من جميع المشاركين بمن فيهم النظام .

في صحيفة جيرون الإلكترونية رأى توفيق حلاق في مقال له تحت عنوان “هل اقترب رحيل الأسد” إن دعوة الأسد إلى سوتشي للقاء الرئيس الروسي كانت بهدف تسليمه رسالة مفادها: لقد آن لك أن ترحل بهدوء، من دون إذلال أو محاكمة، ونحن نضمن لك ولأتباعك الحياة الآمنة، ونشكر لك دورك في تمكيننا من مصير سوريا، تحت غطاء الشرعية القانونية التي كنت تتمتع بها.

وأضاف حلاق، أن الأسد وافق على ذلك؛ لأنه لا يملك أن يشترط على سيده وولي وجوده، وأن بوتين تواصل مع ترامب شخصياً، يوم السبت 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، على هامش قمة “أبيك” في فيتنام، واتفقا في بيانه المعلن على ألا يكون هناك حل عسكري للأزمة في سوريا، وعلى ضرورة مشاركة جميع السوريين بفاعلية في عملية السلام بجنيف، وتوافقا أيضاً على مسألة رحيل الأسد من دون إعلان.

وقال: كذلك فإن بوتين لا بدّ أنه اتصل وتفاهم عبر الهاتف مع نتنياهو وسواه من زعماء الغرب، وتمكن من أخذ موافقتهم على سيناريو إنهاء الحرب وتطبيق مقررات جنيف، على أن يأخذ كل واحد منهم حصته من النفوذ الاقتصادي والإنمائي والمشاركة في مشروعات إعادة الإعمار، وأن يضمن علاقة متينة مع النظام الجديد تحفظ أمنه. ولا أعتقد أن رحيل الأسد ما يزال يخضع للتحليلات والتنبؤات، بل أصبح حدثاً مؤجلاً بضعة أشهر، ربما لا تتجاوز شهر آذار/ مارس القادم، ذلك الشهر الذي يصادف ذكرى ولادة أعظم ثورة شعبية في العصر الحديث، مهرَت الحريةَ بنهر غزير من الدموع والدم.

في صحيفة الأيام الإسرائيلية كتب إيال زيسر تحت عنوان “توزيع الغنائم السورية: الأمريكيون وحدهم بقوا خارج اللعبة”.. إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرف جيداً أن الحسم في المعركة شيء، وإقامة السلام وإعادة الاستقرار الى الدولة المضروبة هذه شيء آخر مختلف تماماً. ولهذا الغرض يحتاج إلى النية الطيبة من جانب تركيا وبعض التعاون من جانب الثوار.

المهمة معقدة على نحو خاص ليس فقط بسبب كثرة اللاعبين في الساحة السورية، بما فيهم الأردن، والسعودية، وقطر، وأخيراً إسرائيل، بل أيضا وبالأساس لأن الإنجاز الروسي تحقق بفضل تحالف مصالح بين روسيا وإيران وتركيا بصعوبة فقط يخفي عدم الثقة بل العداء فيما بينها، يخيل أن الأمر الوحيد المشترك بين الثلاثة، وعلى الأقل الزعماء الثلاثة، هو العداء غير المخفي للولايات المتحدة، التي ضدها، وليس بالذات ضد «داعش»، تعاونوا في سوريا.

الأمريكيون وحدهم بقوا خارج اللعبة، لواشنطن وجود عسكري في سوريا وموافقتها ستكون مطلوبة لكل تسوية سلمية، ولكن المشكلة هي أنه لا توجد سياسة واضحة خلف الوجود العسكري هذا، وعليه فلا يوجد أي معنى للحوار مع الأمريكيين، بل لا يوجد شيء يمكن الحديث فيه أيضاً، الصفقة التي يبلورها بوتين يأمل في أن يسوقها لترامب في مكالمة هاتفية عابرة، إذا كان الرئيس الأمريكي منصتاً، فسيأتي لواشنطن ولسوريا الخلاص .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى