ملفات القضية السورية في الصحف العربية

لا جدال في أن هناك شبه إجماع على وجوب وقف الحرب في سوريا كما يقول جورج سمعان في صحيفة الحياة اللندنية. وفي المدن تكتب دينا أبو صعب أن هناك أوراقاً سياسية جديدة تطرح عشية الدخول الى جولة مفاوضات جنيف الثامنة. وفي الشرق الأوسط مقال يتحدث عن مفاوضات جنيف ودعم الدول الدائمة العضوية لها.

وتحت عنوان “ورقة الشرع ترفع في سوتشي.. رجل المرحلة الانتقالية” كتبت دينا أبي صعب في “المدن”.. أوراق روسية وسورية جديدة تطرح عشية الدخول الى مفاوضات “جنيف8” المقررة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني.

وتقول نقلاً عن مصدر بارز في المعارضة السورية: إن أهم الأوراق التي ستظهر في مؤتمر “الحوار الوطني السوري في سوتشي”، هي “عودة فاروق الشرع، نائب رأس النظام السابق، إلى الظهور بعد غياب استمر سنوات، ليرأس وفد الحكومة السورية إلى مؤتمر سوتشي”، ما يعني أن هذا المؤتمر، المكمل لمسار جنيف، قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة من الحل السياسي في سوريا.

ويشير المصدر، إلى أن طرح اسم الشرع جاء باقتراح تقدم به عدد من المعارضين الى الجانب الروسي، وجاءت الموافقة عليه لأسباب عديدة، أهمها اعتبار الشرع شخصية وسطية، تحظى بقبول رسمي ومعارض في آن، وهو ظل بعيداً من العمل السياسي سنوات، ما يعني أن شرط المعارضة المتكرر بقبول “من لم تتلوث أيديهم بالدم السوري ينطبق أيضاً على الشرع، الذي سيُطرح، بقبول من المعارضة وروسيا، ليكون رئيساً لسوريا خلال المرحلة الانتقالية”.

 وفي الحياة اللندنية كتب جورج سمعان تحت عنوان “جنيف أم سوتشي ترسم مستقبل سوريا والمنطقة؟” .. لا جدال في أن هناك شبه إجماع على وجوب وقف الحرب في سوريا، وأن هناك رغبة دولية في الانتقال نهائياً إلى المسار السياسي لإيجاد تسوية دائمة، بعدما انتهت الحرب على «داعش»، وتسعى روسيا إلى استثمار هذه اللحظة انطلاقاً مما تعتقد بأن مسار أستانة «الثلاثي» الروسي- التركي- الإيراني أنجزه على الصعيد العسكري.

وأضاف: صحيح أن المعارضة ستذهب إلى جنيف بلا شروط مسبقة، لكنها في المقابل ذكرت بأن الحرص على تنفيذ العملية الانتقالية بما يكفل سلامة الجميع في جو من الأمن والاستقرار والهدوء لن يحدث من دون مغادرة بشار الأسد و«منظومة القمع والاستبداد» عند بدء المرحلة الانتقالية.

لا ترى في ذلك شرطاً ما دام أن هذا المطلب ينسجم مع ما نص عليه بيان جنيف الأول أواخر حزيران (يونيو) 2012، لا تعني هذه المواقف أن المعارضة بشقيها السياسي والعسكري ستكون قادرة على صد مناورات موسكو التي ربما لوحت لها بالمرحلة الانتقالية للإشراف على مرحلة التفاوض التي قد تستمر من 6 أشهر إلى 3 سنوات!

 قد يكون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محقاً بقوله: إن المسارات الثلاثة، أستانة وجنيف وسوتشي، يكمل بعضها الآخر، وأن بيان القمة الثلاثية يتقاطع مع الفقرات الرئيسة للبيان الرئاسي الأمريكي- الروسي الثاني الذي أصدره ترامب وبوتين قبل بضعة أيام في فيتنام، لكن ما هو ثابت أن الرئيس بوتين يستهدف من سوتشي ترسيخ رؤيته للتسوية والذهاب بها إلى مجلس الأمن للحصول على شرعية دولية.

أياً كانت العقبات بوجه روسيا وسياستها في سوريا والإقليم، فإن ما يقلقها أن إدارة ترامب لا تزال عازفة عن الانخراط جدياً في أداء دور أكثر فاعلية لتسوية الأزمة، وتدرك بالتأكيد أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تجازف بالخروج من بلاد الشام والمنطقة العربية عموماً والتسليم لها ولشريكيها برسم صورة «الشرق الأوسط الجديد»، في حين هي تعلن «الحرب» على طهران ودورها في الإقليم.

كما لا يمكن لواشنطن التغاضي عن «بقاء الأسد إلى الأبد» على رأس النظام، ولا يصح أن تتوقع ويتوقع حلفاؤها موقفاً روسياً متشدداً حيال الوجود الإيراني في سوريا. مثل هذا الاختبار لم تخضه موسكو حتى الآن، إما لأنها عاجزة فعلاً عن وقف سياسة طهران، وإما لأنها ترغب في ثمن أمريكي كبير في مقابل خوض مواجهة غير مضمونة النتائج مع إيران والأسد أيضاً، لذلك لن تكون الطريق إلى جنيف أو سوتشي آمنة وسالكة كما يعتقد المتفائلون.

من جانبها تحدثت الشرق الأوسط عن دعم من «الخمس الكبار» لمفاوضات جنيف، وقالت: إن مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد ساترفيلد سيصل إلى جنيف، اليوم، للمشاركة في اجتماع كبار مساعدي وزراء خارجية الدول الخمس الكبار (دائمة العضوية في مجلس الأمن)، لإعطاء زخم للجولة الثامنة من مفاوضات جنيف المقررة غداً بين وفدي النظام و«الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة المنبثقة من المؤتمر الموسع للمعارضة الذي عُقد في الرياض قبل يومين.

وبعد اجتماعه مع وفد «الهيئة التفاوضية العليا» برئاسة نصر الحريري ونائبه جمال سليمان في جنيف، اليوم، يشارك ساترفيلد في اجتماع لكبار موظفي وزارات الخارجية في الدول الخمس الكبار، بدعوة من باريس التي تسعى لتشكيل «مجموعة اتصال» من الدول الخمس والدول الإقليمية الفاعلة في الملف السوري.

ونقلت الصحيفة عن أنس العبدة، الرئيس السابق للائتلاف المعارض قوله: إن روسيا حاولت من خلال اجتماعات أستانة أن تفتح مساراً سياسياً يكون موازياً، وربما منافساً، لجنيف، غير أن هذا لم يحصل لأن هناك رفضاً من طرف الوفد المعارض، وقال: إن «جنيف» تبقى بالنسبة إلى المعارضة المنصة الأساسية والوحيدة للمفاوضات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى