وفد المعارضة ينتظر مناقشة الانتقال السياسي في جنيف والنظام يصعد عسكرياً

جنيف – راديو الكل

انتظر المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا أمس، وصول وفد النظام إلى جنيف من أجل بدء الجولة8 من المفاوضات كما انتظر وفد المعارضة التزام النظام بالتوقف عن قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعد أن وافق على مقترح روسي بهذا الشأن تم إبلاغه للمبعوث الأممي خلال اجتماع مغلق مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي خُصص لمناقشة ملفات القضية السورية والسلال الأربع.

واختلفت أولويات السلال الأربع التي اقترحها المبعوث الأممي، بحيث أصبح التركيز الآن على سلتي الدستور وإجراء الانتخابات، وتلاشت سلة الإرهاب من تلك الأولويات بحسب المبعوث الأممي الذي حظيت تصريحاته بهذا الشأن بترحيب رئيس وفد المعارضة نصر الحريري.

المبعوث الأممي الذي أعلن أنه ليس من قبيل المصادفة أن يقدم الاقتراح الروسي بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية في بداية هذه الجولة من مفاوضات جنيف، أتبعه بشكوك بالتزام النظام بوقف إطلاق النار الذي أشار إلى أنه يحتاج إلى ترجمة على أرض الواقع إلا أنه لم يشر إلى أن الغوطة الشرقية تدخل ضمن مناطق تخفيف التوتر التي أقرتها اتفاقيات أستانة، ولا سيما أن تلك الاتفاقيات لم تكن برعاية الأمم المتحدة التي تؤكد أن مفاوضات جنيف هي الشرعية الوحيدة للحل السياسي في سوريا.

غير أن روسيا وعلى لسان مندوبها الدائم لدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة في جنيف “أليكسي بورودافكين” يعتريها الشك من إزاء صيغة الجولة الثامنة لمحادثات جنيف والمشاركين فيها، وقال بورودافكين: ليس من الواضح ما القيمة المضافة من هذه الاجتماعات”، وأضاف: “نعتقد أن هناك صيغاً أثبتت نفسها إثباتاً جيداً وتعمل بالفعل، منها مجموعة الدعم الدولية لسوريا ومجموعة العمل للشئون الإنسانية وقضايا وقف النزاع”.

وقال: إن مطلب المعارضة السورية برحيل بشار الأسد يعرقل أي حوار بناء في جنيف، مطالباً الدول الغربية بإعادة المعارضة السورية إلى “الواقع وإبعادها عن نهج الحوار غير البناء مع النظام، مشيراً بذلك إلى التصريحات التي أدلى بها نصر الحريري بعيد وصوله إلى جنيف، وقال فيها: إن الهدف في الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف هو رحيل بشار الأسد عن السلطة في بداية المرحلة الانتقالية.

وأكد الحريري، أن وفد المعارضة يعتزم الدخول في مفاوضات جادة ومباشرة، مضيفاً: “سنتفاعل مع المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة وبموجب القرار الدولي الذي وضع خريطة الحل السياسي، مشيراً إلى أن النظام يخشى من المحادثات المباشرة، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد لتحرير الشعب السوري من قبضته.

وفي هذا الإطار تحدثت مصادر النظام عن أنه تم إبلاغ مساعد المبعوث الدولي رمزي رمزي، أنه لن يقبل المشاركة بمفاوضات مباشرة، بسبب البند المتعلق بمصير الأسد، والوارد في بيان مؤتمر الرياض”. في حين قال دي ميستورا: إن هناك فرصة أمام وفدي النظام والمعارضة، لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف لأول مرة، وقال للصحفيين: سنقدم مقترح المفاوضات المباشرة وسنرى ما إذا كان هذا سيحدث”، معتبراً أنه لا يمكن التنبؤ برد فعل الجانبين عليه.

ويرى مراقبون أن تلكؤ النظام في الحضور إلى جنيف مؤشر على فقدانه أوراقاً أمام المجتمع الدولي كان يناور بها وأبرزها مسألة الحرب على الإرهاب، في حين ترى القوى الكبرى الآن أن أسطورة داعش في طريقها إلى التلاشي، وأن استحقاق الحل السياسي في سوريا في طريقه إلى النضج الآن من خلال رعاية الأمم المتحدة.

كذلك فقد الروس أوراق ضغطهم وذرائعهم “دولياً” بعد أن استجيب لمطلبهم وأيضاً لمطلب المجتمع الدولي بإدخال منصتي موسكو والقاهرة إلى هيئة المفاوضات، وهذا يفسر إعلان تأجيلهم مؤتمر سوتشي إلى شباط القادم بالتوازي مع امتناع النظام عن الذهاب إلى جنيف.

الناطق باسم وفد المعارضة إلى جنيف يحيى العريضي، كان قد اعتبر أن “الرسالة واضحة إلى نظام الأسد: لا مزيد من الأعذار، الوقت حان للجلوس إلى الطاولة والتفاوض حول عملية الانتقال من الديكتاتورية إلى الحرية”، مشيراً إلى أن المعارضة اتفقت مع الممثلة السامية للسياستين الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، على ضرورة إجراء مفاوضات حقيقية بين الطرفين، وأضاف: “من جانبنا، نحن نحضر اجتماعات جنيف، ونبذل قصارى جهدنا للمشاركة بجدية، ولكننا نواجه تسويفاً من فريق الأسد”.

لا مسوّغ أعطاه وفد النظام لعدم التزامه بالحضور إلى جنيف اليوم وهو الموعد الذي حدده المبعوث الأممي، غير أن التصعيد العسكري في الغوطة وغيرها من المناطق والقصف الذي يسانده فيه الطيران الحربي الروسي، يظهر حقيقة موقف النظام من استحقاق الحل السياسي الذي أبدت المعارضة التزاماً به ما يعني إعلاناً من النظام بموافقة روسيا ودعمها استمراره بالحل العسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى