ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

“لعبة بوتين في سوريا” عنوان اختاره غازي دحمان لمقاله في صحيفة الحياة. وفي صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا كتب ميخائيل كاسيانوف تحت عنوان “الأسد حجر عثرة” أن موسكو مستعدة لتقليد عملية ديمقراطية تعطي من خلالها المعارضة فرصة للدخول إلى البرلمان، مع الاحتفاظ بجميع أذرع السلطة في أيدي جماعة الأسد. وتتحدث صحيفة لوموند الفرنسية في مقال عما تسميه بأدلة على تخلي المعارضة عن شرط رحيل الأسد.

وفي الحياة اللندنية كتب غازي دحمان تحت عنوان “لعبة بوتين في سوريا”.. لكل مرحلة أدواتها وتكتيكاتها، وبوتين الذي تفرّغ للأزمة السورية منذ أكثر من سنتين، عبر متابعته تقويم المواقف التي تصدرها مؤسساته البحثية والأمنية ورصد مواقف الدول وتحليلها، وحتى إقامة ورش عصف ذهني، بات محترفاً بكل تفاصيلها ودقائقها ومعرفة كيف يتصرف إزاء كل نقلة وأين يضع قدمه، في الوقت الذي ينهمك الآخرون بالانشغال بأكثر من قضية وصراع.

وأضاف أن بوتين استطاع تحويل كل ما يتعلق ببقاء الأسد ووجود إيران ومصير المهجرين والمعتقلين ومصير مناطق خفض التصعيد، إلى قضايا إشكالية لا يفيد طرحها الآن، وما يستحق العمل والاهتمام فقط هو أجندة مواعيد المؤتمرات الروسية حول سوريا؛ لأن فيها يكمن الحل.

وقال: غير أن جزءاً من الحقيقة مغيب تماماً، أو لم يستطع الكثيرون رؤيته، وهو أن بوتين يريد التصرف بسرعة لاستغلال انتصار قواته على الأرض ووضع الآخرين أمام الأمر الواقع؛ أي: تهميش الدور الغربي واستغلال ضعف المعارضة السورية، وأن الرجل يخفي من الخوف والقلق أكثر بكثير مما يعتقد خصومه، فهو الأدرى والأعلم بإمكانات دولته وظروفها وكيف وصلت الأمور الى هذا الحد.

وأضاف: هل نتوقع جولة مفاوضات ترد الروح وتقوي العزائم؟ إن لم يكن هناك تفاوض يفصّل كل بند بأبعاده وتأويلاته واحتمالاته، وإن لم تكن هناك متابعة خطوة بخطوة لتفكيك استراتيجية بوتين العميقة، فلا شيء يعول عليه، ومن ليس لديه ترف الوقت والجهد لمتابعة ذلك فليتوج بوتين ملكاً على سوريا.

صحيفة لوموند الفرنسية كتبت تحت عنوان “أدلة على تخلي المعارضة عن شرط رحيل الأسد” ..إن الرسالة الضمنية التي بعثتها الرياض وموسكو إلى قوى المعارضة لدى اجتماعها في الرياض الأسبوع الماضي، هو أن عليها تشكيل وفد موحد وخفض سقف مطالبها بشأن رحيل بشار الأسد.

وهما شرطان يرى الدبلوماسيون المشاركون في العملية أنهما ضروريان لضمان عدم تحول محادثات السلام التي بدأت أمس في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، إلى حوار للصم، كما كان مصير سابقاتها.

وبحسب مراسل لوموند في بيروت بنيامين بارت، فإن الــ150 معارضاً الذين شاركوا في تلك المفاوضات نفذوا ما طلب منهم، فشكلوا لجنة جديدة ممثلة للمعارضة السورية تضم 36 عضواً من بينهم أعضاء في منصتي القاهرة وموسكو، اللتين تحظيان بتأييد موسكو، وهما أقرب إلى النظرة السورية من المجلس الوطني السوري المدعوم غربياً.

وقد وردت مسألة رحيل الدكتاتور السوري في البيان الختامي لاجتماع الرياض بطريقة “ملتوية” كما لو كان “طموحاً عاماً وليس شرطاً مسبقاً ملحاً”.

ورأى بارت في تشكيل هذه اللجنة والبيان الختامي للاجتماع طريقة للإقرار ضمنياً بإخفاق الثورة السورية من دون رفع الرايات البيضاء، ونقل في هذا الصد عن دبلوماسي غربي حضر المفاوضات قوله: إن الذي حصل هو “صيغة فضفاضة جمعت كل حساسيات المعارضة”.

ولاحظ الكاتب في تطور الأحداث تقدماً لأفكار موسكو ونظرتها للحل، ونبه في هذا الإطار إلى صعود نجم رجل الأعمال خالد المحاميد الذي كان يشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار ذات العلاقة بالروس وأصبح اليوم أحد نواب رئيس وفد المفاوضات طبيب القلب نصر الحريري.

وأضاف أن المحاميد ارتكب فضيحة هذا الصيف عندما قال: إن المعارضة فقدت الحرب وإن الوقت قد حان لتغيير نهجها، وهو ما ردت عليه المعارضة بطرده من المجلس الأعلى الوطني، “ولا شك أن عودته مبجلاً دليل واضح على تقدم أفكار موسكو داخل المعارضة السورية”، على حد تعبير المراسل.

في صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا كتب ميخائيل كاسيانوف رئيس حزب “الحرية الشعبية” الروسي المعارض تحت عنوان “الأسد حجر عثرة” متسائلاً: “ما نوع السلام الذي يحتاجه بوتين في سوريا؟”.

وقال: إن المهمة الرئيسة التي أراد المشاركون حلها في الاجتماع الذي عقد في سوتشي كانت الانتقال من سلطة إلى تسوية سياسية.

ومن الواضح أن موسكو مستعدة لتقليد عملية ديمقراطية: إعطاء المعارضة فرصة للدخول إلى البرلمان، مع الاحتفاظ بجميع أذرع السلطة في أيدي جماعة الأسد.

ولكن تضحيات المعارضة ومؤيديها الكبيرة لم تكن للموافقة على المشاركة في النظام السياسي الذي يديره الأسد. وفي البيان الختامي لاجتماع الرياض، يشار بوضوح إلى أن بشار الأسد يجب أن يترك السلطة في بداية الفترة الانتقالية.

ويتابع كاسيانوف، أن الكرملين يرى، على ما يبدو، مهمته الرئيسة في مغادرة الحرب، وتوفير ضمانات لنظام الأسد، والحفاظ على المنشآت العسكرية الروسية التي أقيمت في هذه السنوات في سوريا.

إلا أن وجود القوات الأمريكية في المنطقة يجعل من المستحيل على بوتين محاولة استعادة سلطة الأسد في جميع أنحاء البلاد، فالوجود الأمريكي يهدم آمال إيران ودمشق في إيصال الحرب “إلى نهاية ظافرة”.

ومن المنطقي تماماً أن يحاول بوتين تثبيت نجاحه على المدى القصير في النموذج الدولي للتسوية طويلة الأجل في سوريا، وتقديم هذا النجاح تقديماً صحيحاً، ولكن ذلك محفوف بخطر تفاقم جديد للوضع بسبب الاختلاف الواضح في مصالح اللاعبين الرئيسين، فالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لا ينويان، بعد كل شيء، السماح للديكتاتور الأسد باستعادة وضعه، فضلاً عن تعزيزه.

ويختم كاسيانوف بأن وضع نموذج للتسوية السلمية في سوريا ينبغي أن يتم حصراً ضمن “صيغة جنيف” تحت إشراف الأمم المتحدة. ولذلك، فالكرملين، إذا كان يريد حقاً السلام، فينبغي أن يتوقف عن دعم النظام الاستبدادي وأن يكون مستعداً لاستسلام الأسد تماماً، كما أن إيران وتركيا طرفان في النزاع، ومن المستبعد أن يكون لهما الحق الأخلاقي في إملاء إرادتهما على الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى